26 يونيو 2024 / شبكة الصين / اُفتتح الاجتماع السنوي الـ15 للأبطال الجدد للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يُسمى أيضا بـ"منتدى دافوس الصيفي" أمس الثلاثاء في مدينة داليان شرقي الصين، حيث يجتمع فيه قادة الأوساط السياسية والتجارية والأكاديمية والعاملون في قطاع الابتكار العلمي والتكنولوجي لإجراء نقاش وتبادل وجهات نظر ثاقبة حول آفاق مستقبلية للنمو، والاطلاع على الفرص والحيوية التي تجلبها الصين لذاتها وحتى للتنمية العالمية، من خلال جهودها الرامية لتسريع تطوير القوى المنتجة الجديدة النوعية.

وقال غوراف موندرا، المدير العام لشركة ريلاينس للصناعات المحدودة، إن المنتدى يمثل منصة جيدة تساعد الخبراء وقادة الأعمال من مختلف مناطق العالم على تعزيز الترابط والتواصل بينهم، مضيفا أنه مع تعميق تأثير التطور العلمي والتكنولوجي على العالم في الوقت الراهن بشكل متزايد، فلديه رغبة كبيرة في أن يشهد نشأة الفرص الجديدة هنا.

ومع تطور الجولة الجديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والثورة الصناعية بشكل معمق، دخلت أنشطة الابتكار العلمي والتكنولوجي حاليا مرحلة شهدت فيها نشطة ومكثفة. وأكد حضور منتدى دافوس الصيفي أن الصين تكثف جهودها لتسريع أنشطة الابتكار في قطاعات مثل الجيل الجديد من التقنيات المعلوماتية، والذكاء الاصطناعي، والطاقة الجديدة وغيرها، وتنشئة الصناعات الخضراء والناشئة والمستقبلية، ودفع عجلة تنمية القوى المنتجة الجديدة النوعية قُدما، والمساعدة على توسيع وسائل التنمية المستدامة للقوى المنتجة المستقبلية والاقتصاد في العالم، رامية إلى تبوؤ مكانة قيادية في التنمية العلمية والتكنولوجية والصناعية في المستقبل.

وقال ليو تيان يي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة " نيكزس بوليسي" الدولية للاستشارات السياسية، إن الصين تمتلك كافة القطاعات الفرعية لأغلبية الصناعات المتعلقة بالتكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات المعلوماتية وغيرها، والسيناريوهات الوافرة لتطبيق حلولها. ولم يسبق لها مثيل في المناطق الأخرى بالعالم، معربا عن ثقته بأن الصين سوف توفر فرصا واسعة النطاق لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي وتنمية الصناعات الخاصة بها في العالم.

وأشار آدم توز، أستاذ التاريخ بجامعة كولومبيا الأمريكية، إلى أن العالم يواجه حاليا كثيرا من القضايا الدولية الحاسمة، وخاصة في مجال التغير المناخي، ومن المستبعد تسويتها إلا من خلال التعاون. وتتربع الصين على مكانة قيادية في قضايا، مثل الطاقة الخضراء، لذلك، فإن النقاش مع الفنيين والعلماء الصينيين حول التحول الطاقي يتحلى بأهمية بالغة خلال أعمال الدورة الحالية للمنتدى.

وتعمل الصين حاليا على تحقيق التنمية الخضراء بحجم هائل في عدة المجالات، بدءا من قطاعات البنية التحتية والطاقة، إلى أنظمة النقل والمعيشة. وأوضحت بيانات أن الصين تسجل قرابة نصفإجمالي قدرة توليد الطاقة الكهروضوئية في العالم، وتشكل أيضا حوالي رُبع إجمالي المساحات الخضراء الجديدة في العالم. وحتى نهاية عام 2023، بلغت القدرة المركبة التراكمية لتوليد الطاقة الكهربائية من مصادر الرياح والشمس 1.05 مليار كيلووات في الصين، لتشكل 40% من إجمالي قدرة توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.

وأكد فيرغال وايت، عضو مجلس إدارة مجموعة أروب للاستشارات الهندسية، أن الصين ظلت مشاركا نشطا للغاية في مجال التقنيات الخضراء، وبفضل زيادة قدرة توليد الكهرباء من مصادر طاقة الشمس والرياح، أصبحت الصين قائدة في مجال تنمية الطاقة المتجددة بالعالم تدريجيا، وقال "مع مرور الوقت، فلا ريب في أن الترابط والتواصل بين الصين والدول الأوروبية والولايات المتحدة وحتى أنحاء العالم سوف يصبح أوثق."

ونوه مارتن فرانك، الرئيس التنفيذي لفرع الصين الكبرى وجنوب شرق آسيا وأستراليا بشركة إنفيسكو لإدارة الاستثمار التي يقع مقرها في الولايات المتحدة، إلى أن العالم "شهد جهود الصين المتواصلة الرامية لتحقيق الابتكار والتنمية، وأصبحت مشاركا مهما في الأنشطة الاقتصادية الابتكارية العالمية ونموها وتقدم إسهامات متواصلة في ذلك أيضا"، وقالإن الصين تهتم بالاقتصاد الأخضر وتكثف جهودها في مجالات التقنيات الرائدة، كما أنها ترحب بالاستثمارات الأجنبية بموقف منفتح، ويتمثل كل ذلك في أكبر الفرص الواعدة بالبلاد.

وأعرب ليو تيان يي عن أمله في تكرار مشاركته في أعمال المنتدى، لتعزيز التواصل مع القادة الشباب في المستقبل، رغم أن هذه هي المرة الأولى التي شارك فيها في هذه المنتدى. وأبدى ثقته في أن روح استكشاف المستقبل ورؤية المثابرة على العولمة سوف تحظي بقبول واسع من خلال هذه المنصة، وفي هذا العالم المفعم بالتحديات والحيوية.