share
arabic.china.org.cn | 24. 06. 2024

تعليق إخباري: لماذا تعزز الشركات الأجنبية حضورها في الصين؟

arabic.china.org.cn / 09:40:51 2024-06-24


24 يونيو 2024 / شبكة الصين / أكد النائب الأول لرئيس فرع شركة فيليبس الهولندية بالصين في مقابلته مع وسائل إعلامية صينية أن  إيرادات شركتهم ظلت المحافظة على نموها ويتصدر معدله نمو نطيراتها في العالم. وتواصل شركة فيليبس تحقيق طموحاتها في السوق الصينية المتمثلة في ضخ الاستثمارات الكبيرة للحصول على إيرادات عالية.

وفي الوقت نفسه، ترى وسائل إعلام ألمانية أن أكبر المخاطر التي تواجه الشركات والمؤسسات هو فقدان التنافسية في العالم بسبب عدم حضورها في السوق الصينية. ولماذا تهتم الشركات الأجنبية بالسوق الصينية إلى هذا الحد، وما هي الأسباب وراء ذلك؟

وللإجابة على ذلك تجدر الإشارة إلى أن الصين كانت قد أصدرت بيانات رسمية حول أداء اقتصادها في مايو الماضي، وفتحت بذلك نافذة لرصد نموها الاقتصادي في الشهر الماضي. وأوضحت البيانات أن الأداء الاقتصادي الصيني حافظ على استقراره في ذلك الشهر، ونمت المؤشرات الرئيسية، وتواصل اتجاه انتعاش الاقتصاد وتحوله نحو التحسن، مما عزز ثقة رؤوس الأموال الأجنبية بجهودها الرامية لتعزيز حضورها في الصين.

وترجع هذه الثقة إلى حجم السوق الصينية الضخمة، حيث زاد إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية في مايو بنسبة 3.7% على أساس سنوي، بنمو قدره 1.4 نقطة مئوية عما كان عليه في الشهر الأسبق، وحافظت أنشطة استهلاك الخدمات الثقافية والسياحية على نمو سريع نسبيا، وارتفعت مبيعات التجزئة للخدمات في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري بنسبة 7.9%، ويعكس ذلك مواصلة تعافي الديناميكية الاقتصادية المولدة داخليا وإطلاق العنان لإمكانات الأنشطة الاستهلاكية في الصين. والدليل الواضح على ذلك هو أن عدة مؤشرات متعلقة بالأنشطة الاستهلاكية في الصين سجلت أرقاما قياسية خلال عطلة "عيد العمال" الممتدة لـ5 أيام، كما أن بصمات السياح الصينيين انتشرت خلال العطلة في أكثر من 1000 مدينة حول العالم. والأهم من ذلك هو جهود هذه السوق الضخمة لترقية مستواها وتعزيز جودتها. وبحسب تقرير إخباري نشرته وكالة بلومبرغ مؤخرا، نمت مبيعات هواتف أيفون بنسبة 52% في السوق الصينية خلال أبريل، ويتلخص السبب المهم وراء ذلك في اتجاه تطور السوق الصينية إلى مستوى راق، وامتلاك المستهلكين مزيدا من الرغبة في تغيير هواتفهم المحمولة.

ويعود سحر السوق الصينية إلى أنشطتها الابتكارية السريعة، إذ إن الابتكار هو الحياة بالنسبة إلى الشركات والمؤسسات. وأوضحت أحدث البيانات والمعلومات اتجاها واضحا لتحول قطاع التصنيع الصيني ليصبح أكثر رقيا وذكاء وخضرة، وتسريع تشكيل ديناميكية جديدة لإطلاق عنان إمكانات القوى المنتجة الجديدة النوعية.

ويرى عدد غير قليل من الشركات الأجنبية أن أوجه تفوق الصين في مجال الأكفاء والتقنيات وامتلاكها مجموعات نشطة من المستخدمين ومخططات وافرة لتطبيق التقنيات الجديدة وكذلك سلاسل الإمداد المتكاملة تضخ جميعها مزيدا من الديناميكية لتسريع تطبيق منتجاتها المبتكرة. ولذلك، اختار عدد كبير من الشركات الأجنبية التعاون مع نظيرتها الصينية، لكي تحافظ على تنافسيتها في العالم. وفي نهاية مايو الماضي، وقعت مجموعة رينو الفرنسية لإنتاج السيارات اتفاقا رسميا لإنشاء شركة مشتركة مع شركة جيلي الصينية. وقال لوكا دي مايو، المدير العام للمجموعة إن هذهلحظة حاسمة تقرر النجاح المستقبلي. وأوضح تقرير إخباري لتلفزيون "بي أف أم" الفرنسي في 3 يونيو الجاري أن مجموعة رينو تقترب من الصين بشكل متزايد.

وبالإضافة إلى ذلك، أضفت السوق الصينية ديناميكية جديدة على النمو الاقتصادي العالمي. ونما إجمالي قيمة واردات وصادرات الصين من تجارة السلع بنسبة 6.3% على أساس سنوي في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، ليسجل رقما قياسيا في الفترة نفسها مقارنة مع الأعوام الماضية. وأشار ستيفن بارنيت، الممثل المقيم البارز لصندوق النقد الدولي في الصين، إلى أنه كلما حقق الاقتصاد الصيني نموا جديدا بنسبة 1%، سجلت الاقتصادات المرتبطة به زيادة إضافية قدرها 0.3%.

ونظرا لأداء الاقتصاد الصيني القوي منذ العام الجاري، رفعت عدة مؤسسات دولية توقعاتها بشأن النمو الاقتصادي الصيني. ويبدو أن "بداية قوية ومرونة كبيرة" و"استمرار التقدم صوب التحسن" أصبحت كلمات متكررة في الوسائل الإعلامية الأجنبية لوصف أداء الاقتصاد الصيني. وترى صحيفة "آجوبيزنسديلي" الكورية الجنوبية المتخصصة في الاقتصاد والمال وقطاع الأعمال أن النمو الاقتصادي الصيني أفضل مما كان متوقعا، ويتلخص فضل ذلك إلى تدابير الإصلاح الفعال في وقتها.

وأكدت القيادات الصينية خلال اجتماعات ومؤتمرات عديدة على تعميق الإصلاح بشكل شامل على نحو متزايد وتعزيز بناء التحديث الصيني النمط، ومن بين الإجراءات المقترحة وضّحت تدابير مثل تهيئة بيئة منفتحة ذات قدرة تنافسية عالمية تشجع على الابتكار العلمي والتكنولوجي وتوسيع التعاون والتبادل في مجال العلوم والتكنولوجيا مع العالم، اتجاها لجهود تعزيز الإصلاح العالي المستوي. وسواء أكانت تدابير توسيع سياسة الإعفاء من التأشيرة، أو توسيع نطاق النفاذ إلى السوق، أو تسيير تدفق العناصر الابتكارية، أو التوافق مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية العالية المستوى، تتطور الصين لتصبح أكثر انفتاحا، مما يجلب مزيدا من الفرص للعالم لتقاسم أرباح تنميتها.

ورغم أن البيئة الخارجية مازالت معقدة ومتغيرة حاليا ويواجه الاقتصاد الصيني المحلي صعوبات وتحديات،فلم تتغير أسس اقتصاد الصين واتجاهه صوب الانتعاش والتحسن الطويل الأمد. ومع استمرار تقوية الديناميكية الناجمة عن أنشطة الابتكار ودعم السياسات الكلية وجهود تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح، فمن المرتقب مواصلة اقتصاد الصين تعافيه صوب التحسن وتحقيق هدف نموه للعام الجاري. ومن الطبيعي أن تصبح الصين اختيارا حتميا للشركات والمؤسسات الأجنبية.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号