البيئة تنبت ثراء في قونغشي arabic.china.org.cn / 11:02:29 2021-04-01
الأول من إبريل 2021 / شبكة الصين / "هدفي هو جعل الأرض مفعمة بالأمل، والزهور تتفتح في جميع أنحاء القرية، والقرويين يعيشون حياة يغبطهم عليها سكان المدن." تلك هي كلمات جيانغ يي جيا، حامل لقب "الشخصية الوطنية المتقدمة في أعمال التخفيف من الفقر".
جيانغ يي جيا، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لقرية قونغشي التابعة لبلدة تشانغله بمحافظة بنغشي في مدينة سوينينغ بمقاطعة سيتشوان، رجل أعمال ناجح. تحت قيادته، صارت القرية التي لم يكن يصل إليها طريق وأرضها جدباء، تتوهج بأشجار الفاكهة على المنحدرات الجبلية والحقول المزروعة تحت سفح الجبل. يعيش معظم أبناء القرية في بيوت جديدة مزودة بالغاز الطبيعي ومياه الصنبور، ولديهم سياراتهم الخاصة. في أوقات فراغهم، يذهب القرويون إلى المركز الثقافي والرياضي بالقرية لممارسة التمرينات البدنية وقراءة الكتب ولعب الشطرنج الصيني.
على طريق إخراج القرويين من الفقر والسير نحو الحياة الرغيدة، يطبق جيانغ يي جيا، فكرة أن "الجبال الخضراء والمياه النقية هي جبال ذهب وفضة"، ويلتزم دائما بالأولوية البيئية والتنمية الخضراء.
"البنك" فوق الجبل و"مخزن الحبوب" تحت سفحه
ولد جيانغ يي جيا في قرية قونغشي في سنة 1959. وفي سنة 1978، التحق بجيش التحرير الشعبي، مما أتاح له فرصة للخروج من المنطقة الجبلية. بعد أن خدم لمدة 19 عاما، تم تسريحه من الجيش وحصل على مكافأة قدرها ثمانون ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات حاليا)، استخدمها لبدء عمل تجاري. قال جيانغ يي جيا إن قراره بالانخراط في الأعمال التجارية نبع من حلم كان يراوده وهو في الثانية عشرة من عمره. كان يحلم بالخروج من الجبال عندما يكبر، وعندما تتوفر له القدرة والتجربة يعود إلى مسقط رأسه لبنائه ويغير وجه الفقر والتخلف فيه. بعد عشر سنوات من الجهود، أصبح رجل أعمال تتجاوز قيمة أصول ثروته عشرة ملايين يوان. في عام 2007، وقد صارت لديه القدرة على مساعدة القرويين في التخلص من الفقر والانطلاق نحو الثراء، عاد إلى مسقط رأسه ومعه كل ثروته، ليبدأ مع أبناء قريته رحلة استئصال الفقر. قال: "خلال السنوات العشر، منذ أن غادرت قريتي حتى عودتي إليها، لم يتغير فيها شيء؛ لا يصل إليها طريق معبد ولا مياه الشرب النقية، ناهيك عن تطور الصناعات." على الفور، قام ببناء أكثر من 40 كيلومترا من الطرق الأسمنتية للقرية، من ماله الخاص، مثل الطريق إلى البلدة والطريق حول الجبل، بالإضافة إلى بناء طرق عادية للخدمة الإنتاجية طولها 75 كيلومترا، وطريق إسفلتي بطول 15 كيلومترا. كما قام بإصلاح منشآت الري، منها إنشاء 18 بركة لتربية الأسماك و30 خزان مياه. بعد حل مشكلة البنية التحتية، كرس كل اهتمامه لتطوير الصناعة.
قال: "على مر السنين، كنا نتمسك بفكرة أن “الجبال الخضراء والمياه النقية هي جبال ذهب وفضة‘‘، التي طرحها الأمين العام شي جين بينغ، لتطوير الزراعة البيئية الحديثة. نريد تحويل الجبال الخضراء حقا إلى ذهب وفضة." قاد جيانغ يي جيا أبناء القرية لإصلاح الأرض التي هُجرت لسنوات عديدة فوق الجبال وتحت سفوحها، ودعا خبراء زراعيين لإجراء عمليات تفقد ميدانية، لتوجيه التخطيط الصناعي، وتطوير الزراعة المميزة وتربية الأحياء المائية وفقا للظروف الطبيعية مثل المناخ والتربة وأحوال منشآت الري، وترقية الصناعات ذات الخصائص المميزة، وفقا للظروف المحلية، يشمل ذلك، زراعة غابات الفواكه الاقتصادية في الجبال مثل الخوخ والجريب فروت والحمضيات، وبناء خلايا النحل. كما قاموا بالزراعة وتربية الأحياء المائية بشكل متكامل في حقول الأرز عند سفح الجبل، بما في ذلك تربية الأسماك وجراد البحر وغيرها من المنتجات المائية.
استورد جيانغ يي جيا نوعا من اللوتس الكثير الأوراق يسمى بالصينية "لوتس تشيانيه" وزرعه، كصناعة أساسية للقرية. تتميز زهرة هذا النوع من اللوتس بفترة إزهار طويلة قد تستمر أكثر من مائتي يوم، وكل أجزائها ثمينة، ولها قيمة اقتصادية عالية، فهي تستخدم في مستحضرات التجميل وتخفيف أثر الكحول وإزالة السموم، ويمكن بيع زهورها بمئات إلى آلاف اليوانات ".
في عام 2013، نجحت قونغشي في تخليص كل سكانها من الفقر، فصارت محط أنظار القرى المحيطة بها، والتي أرادت اللحاق بقرية قونغشي. في يوليو 2015، قررت حكومة بلدة تشانغله إنشاء قرية قونغشي المتحدة، على أن تقود قونغشي خمس قرى محيطة بها لتطوير تحالفات صناعية. حاليا، يبلغ حجم زراعة "لوتس تشياه" في قرية قونغشي أكثر من خمسة آلاف مو (الهكتار يساوي 15 مو)، وتصدر زهوره إلى بكين وشانغهاي وقوانغدونغ وتيانجين، وغيرها من المدن والمقاطعات الصينية. يأمل السيد جيانغ تصديرها إلى دول جنوب شرقي آسيا، لتعزيز انفتاح القرية.
تطوير الزراعة البيئية لم يزد دخول الفلاحين فحسب، وإنما أيضا جعل البيئة أكثر جمالا. اليوم، أصبحت القرية معروفة وثرية، حيث ارتفع متوسط الدخل السنوي الصافي للفرد من أبناء القرية من 2300 يوان في عام 2007 إلى 21 ألف يوان في عام 2020.
تحسين البيئة المعيشية وتطوير السياحة الريفية
أثناء قيادة القرويين لتطوير صناعاتهم للتخلص من الفقر وزيادة دخلهم، يعلق جيانغ يي جيا أيضا أهمية كبيرة على زيادة وعي القرويين بحماية البيئة وتحسين بيئة المعيشة الريفية. قال: "عندما عدت إلى مسقط رأسي في عام 2007، كانت القرية غير نظيفة وعشوائية وفقيرة، وأمام باب منزلي قمامة." من أجل تشجيع السكان على تحسين بيئتهم المعيشية، أصر على أن يتقدم غيره في جمع القمامة وتنظيف طرق القرية لما يقرب من خمس سنوات. لاحقا، انضم إليه أطفال القرية واحدا تلو الآخر، وأخذوا يجمعون القمامة ويكنسون الطرق معه. وبدافع منهم، تحسن وعي القرويين بحماية البيئة تدريجيا، وأضحت نفايات المنازل تجمع في نقطة واحدة محددة. قال جيانغ يي جيا: "تم وضع صناديق قمامة لحماية البيئة في القرية، وتم تنفيذ فرز القمامة، وتأتي شاحنة لجمع القمامة كل يوم. كما أنشأنا وظيفة لحماية البيئة، يكون القائم عليها مسؤولا عن تنظيف القرية."
حاليا، يجري بناء منصة "بنك قواعد سكان القرية"، لخلق طريقة للحوكمة الأساسية، واستكشاف تطبيق أسلوب إدارة "نقاط قواعد سكان القرية" وهي "البرّ والإحسان واللطف والاقتصاد والاجتهاد والجمال والثقة والأمن". الفرد الذي يكون أداؤه جيدا يحصل على نقاط. وفي نهاية كل عام، يمكنه استخدام النقاط للحصول على جوائز من "بنك اتفاقية القرية". قال جيانغ يي جيا: "من خلال التشجيع الإيجابي لهذا النموذج، يتمتع أهل القرية بوعي بيئي قوي. الآن قريتنا بأكملها منظمة للغاية."
بعد تحسين البيئة، جذبت قرية قونغشي تدريجيا العديد من السياح للاقتراب من الطبيعة، فوجّه جيانغ يي جيا اهتمامه إلى تنمية السياحة الريفية. فقد أقامت القرية الدورة الأولى من المهرجان الفني الثقافي لزهور لوتس تشيانيه، في عام 2018، لتطوير السياحة العامة. على أساس الزراعة البيئية الحالية، تعمل القرية بقوة على تطوير مشروع "الحديقة الكبرى للحضارة الزراعية" وبناء حديقة عرض نموذجية وشاملة للسياحة الزراعية. قال جيانغ يي جيا إنه بالإضافة إلى الزراعة الحالية، تشمل "الحديقة الكبرى للحضارة الزراعية" أيضا مصانع للزيت ومطاحن، ومعمل للتوفو (جبن فول الصويا)، وورش عمل الخيزران وورش حياكة القش ومحلات النجارين، حيث يمكن للزوار التعرف على الزراعة وتجربة الثقافة الزراعية. وقال أيضا: "أسعى إلى تحويل زراعتنا إلى مشروع لزيادة قيمته، ليس فقط لحماية البيئة، وإنما أيضا لتعزيز الاقتصاد الجماعي وزيادة دخل الناس." في عام 2019، جذبت قرية قونغشي أكثر من 130 ألف سائح.
تم اختيار قرية قونغشي كواحدة من الدفعة الأولى للقرى المتحضرة والقرى النموذجية للحوكمة البيئية، والوحدات النموذجية لبناء التجمعات السعيدة الريفية، على المستوى الوطني في الصين، وتم تصنيفها كقرية نموذجية لتنفيذ إستراتيجية نهوض الريف في مقاطعة سيتشوان.
خلال "الدورتين" في عام 2021، كان "نهوض الريف" من الموضوعات الساخنة التي ناقشها النواب. في الخامس من مارس، شارك وانغ يانغ، رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، في مداولات وفد سيتشوان، حيث أشار إلى أنه يأمل أن تتمكن سيتشوان من فهم المرحلة الجديدة من التنمية بدقة، والتركيز على توطيد نتائج التخفيف من الفقر، ومواصلة تعزيز نهوض الريف. شعر جيانغ يي جيا بتشجيع كبير من ذلك، وقال: "سأواصل البقاء في القرية، وقيادة أهلها على طريق التنمية الخضراء، وتعزيز النهوض المستمر لقرية قونغشي المتحدة." (المصدر: الصين اليوم)
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |