11 أكتوبر 2019 / شبكة الصين / مع دخول الصين مرحلة جديدة من تحول هيكل اقتصادها وارتقاء نوعيته، تردد ضجيج وتكاثرات مقالات تنظر إليها واقتصادها نظرة سلبية مليئة بالشكوك، ولكن ظلت الصين واقتصادها يظهران صلابةً وثبات أمام هذا الضجيج، والدليل على ذلك تَجلِّي ما تتمتع به من قوة استهلاكية ضخمة مرة أخرى خلال عطلة عيدها الوطني الماضي، التي بدأت من أول من أكتوبر الجاري وامتدت 7 أيام، ويُطلق عليها دائما لقب "الأسبوع الذهبي".

وأشارت أحدث الإحصائيات والبيانات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، إلى أن مبيعات قطاعات التجزئة والمطاعم خلال الفترة ما بين الـ1 والـ7 من أكتوبر الجاري بلغت إلى 1.52 تريليون يوان، بزيادة 8.5% عما كانت عليه في السنة الماضية، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز في الـ8 من أكتوبر الجاري.

وأكد التقرير أن هذه الزيادة ترجع إلى نمو مبيعات الأجهزة المنزلية الكبيرة الحجم وزيادة الإنفاق على السياحة والترفيه والتسلية

وأشار التقرير إلى أن السلطات الصينية اتخذت سلسلة من الإجراءات والتدابير لتشجيع الاستهلاك، وعلى سبيل المثال، مددت متاجر التجزئة والوجهات السياحية في بعض المدن بالبلاد أوقات عملها وذلك لتشجيع تنامي "الأنشطة الاقتصادية الليلية" وحققت هذه الإجراءات والتدابير نتائج لا بأس بها.

وقال موقع صحيفة "سوث تشاينا مورنينغ بوست" إن حماسة المستهلكين الصينيين في السياحة والتسوق ومشاهدة الأفلام وغيرها من الأنشطة شهدت ارتفاعا خلال الأسبوع الذهبي من العام الجاري. وأوضحت الصحيفة أن أعداد الزوار لمنطقة بحيرة شيهو، أكثر وجهة سياحية شهرة في مدينة هانغتشو حاضرة مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، قد بلغت 340 ألف زائر في الأول من أكتوبر الجاري. وبالإضافة إلى ذلك فقد فرضت بعض الوجهات السياحية الرئيسية الأخرى في البلاد قيودا على عدد زوارها اليومي.

وأُدرجت اليابان وتايلاند وسِنغافورة وماليزيا وإندونيسيا على قائمة أكثر المقاصد الأجنبية المفضلة لدى المستهلكين الصينيين وفقا لبيانات خاصة بحجز تذاكر الطيران أصدرها موقع "سي تريب" لحجز الرحلات والفنادق.

وبجانب السياحة، أصبحت مشاهدة الأفلام- وخاصة الأفلام التي تجسد مضامين المواضيع والأفكار والمشاعر الوطنية الإيجابية السائدة - أسلوبا رئيسيا مفضلا للمستهلكين الصينيين للترفيه والتسلية خلال "الأسبوع الذهبي".

وحقق فيلم "أنا ووطني" الذي يُعرض حاليا ويبرز حب الصينيين لوطنهم الأم، 600 مليون يوان من مبيعات شباك التذاكر بعد يومين من عرضه، بحسب تقرير نشره موقع صحيفة "ليانهي زاوباو" السنغافورية في الـ3 من أكتوبر الجاري.

وحقق فيلمان آخران عُرضا اعتبارا من الـ30 من سبتمبر الماضي ويحكيان عن مضامين المواضيع والأفكار والمشاعر الوطنية الإيجابية السائدة، حققا أيضا نتائج جيدة في مبيعات شباك التذاكر.

وأشار موقع "مجلة فارايتي الأمريكية" في تقرير نشره في الـ7 من أكتوبر الجاري أن الأفلام الصينية حققت نتائج ملموسة في مبيعات شباك التذاكر خلال عطلة "الأسبوع الذهبي"، وخاصة الأفلام التي تبرز حب الصينيين لوطنهم- رغم اختلاف أساليبها- حققت ايرادات شباك تذاكر بقيمة تتجاوز 100 مليون يوان.

وسواء كانت البيانات والإحصائيات الخاصة بالاستهلاك خلال عطلة "الأسبوع الذهبي"، أو النتائج الملحوظة التي حققتها الأفلام الصينية في إيرادات شباك التذاكر، أو الميول المتنوعة التي أبرزها المستهلكون الصينيون في سياحتهم الداخلية والخارجية خلال العطلة، فقد أظهر كل ذلك إمكانات واعدة ضخمة للقوة الاستهلاكية الصينية. وقد أصبح الأسبوع الذهبي الصيني- كما أشارت وكالة رويترز- نافذة مهمة للتعرف على القوة الاستهلاكية للصين وميول مستهلكيها وتغير عاداتهم الاستهلاكية.