31 يوليو 2019 / شبكة الصين / قبل أقل من 100 يوم من افتتاح أعمال الدورة الثانية من معرض الصين الدولي للاستيراد في شانغهاي، أوضحت بيانات ومعطيات أصدرتها وزارة التجارة الصينية مؤخرا أن الدورة الثانية سوف تتجاوز الدورة الأولى من حيث عدد الشركات المشاركة ومساحة أجنحة العرض، حيث أن أكثر من 250 شركة عالمية رائدة وشركة مدرجة ضمن قائمة "فورتشن 500" تعتزم المشاركة فيها وتبلغ مساحة أجنحة العرض أكثر من 300 ألف متر مربع أيضا.

وبالإضافة إلى ذلك، ستسجل الشركات الأمريكية حضورا طاغيا خلال هذا الحدث وتجاوز مساحة أجنحة عرضها أيضا عما كانت عليه في العام الماضي، الأمر الذي أوضح أن السوق الصينية مازالت تتمتع بقوة جذب كبيرة للشركات الأمريكية، بحسب تقارير أصدرتها وسائل إعلامية أمريكية.

وقال تقرير نشره موقع "سي أن بي سي" الأمريكي في الـ29 من يوليو الجاري أن الشركات الأمريكية مازالت تولي اهتماما بالغا وطموحا كبيرا للسوق الصيني، رغم وجود الاحتكاكات التجارية بين البلدين.

وأشار التقرير إلى أن رن هونغ بين، مساعد وزير التجارة الصيني، أكد خلال مؤتمر صحفي خاص بالدورة الثانية من معرض الصين الدولي للاستيراد عُقد في الـ26 من يوليو الجاري، أن الشركات الأمريكية سجلت حضورا أقوى مما كان في العام الماضي، حيث لم يزد عدد الشركات العازمة على المشاركة في دورة 2019 من المعرض التي تقام في نوفمبر المقبل بشانغهاي عما كان في الدورة السابقة والبالغ 170 شركة فحسب، بل ستبلغ مساحة أجنحة عرضها أكثر من 36 ألف متر مربع بزيادة 35% عما كانت عليه في العام الماضي، لتتربع على المراكز الثلاثة المتقدمة.

ونجحت الصين في إقامة أول معرض تجاري في العالم عنوانه الاستيراد في شانغهاي شرقي البلاد، بهدف الارتقاء بصورتها كمشتر لمنتجات عالمية، بدلا من دورها الذي ظلت تؤديه لسنوات عديدة كدولة مصدرة.

وقال جاك باركر، نائب رئيس مجلس الأعمال الصيني الأمريكي، إنه تلقى ردود فعل ايجابية من قبل الشركات الأمريكية  المشاركة في الدورة الأولى من معرض الصين الدولي للاستيراد.

وأضاف أن عددا كبيرا من العقود وُقعت خلال الدورة السابقة وشهدت هذه العقود تنفيذا كاملا أيضا. ولا شك أن ذلك يزيد رغبة الشركات الأعضاء بمجلس الأعمال في المشاركة في دورة عام 2019.

وشهدت الدورة السابقة من المعرض مشاركة 3600 مؤسسة وشركة من 172 دولة ومنطقة ومنظمة دولية، وأُبرمت خلالها اتفاقيات وعقود بقيمة 57.83 مليار دولار.

وأشار نيك مارو، وهو محلل يعمل في مركز الأبحاث التابع لمجلة "الإيكونوميست" البريطانية، إلى أن حضور الشركات الأمريكية الطاغي يُعتبر مؤشرا لتفاؤلها وطموحها بالسوق الصينية، وأبدى ذلك أيضا رغبتها الشديدة في إستعادة "الوضع الطبيعي" الذي كان سائدا قبل حدوث الاحتكاكات التجارية بين البلدين.

وتبادلت الصين والولايات المتحدة فرض الرسوم الجمركية على منتجات بقيمة مئات المليارات من الدولارات للطرف الآخر وسط توترات تجارية بينهما دامت لمدة أكثر من سنة.

وأشار تقرير نشره موقع صحيفة "زاوباو سنغافورة" في الـ26 من يوليو الجاري إلى أن وانغ بينغ نان، نائب وزير التجارة الصيني ومدير مكتب الشؤون الإدارية التابع للجنة المنظمة لمعرض الاستيراد، أوضح في مؤتمر خاص باستعراض الأعمال التحضيرية للحدث الذي سيقام خلال الفترة ما بين الـ5 والـ10 في المركز الوطني للمعارض والمؤتمرات ببلدية شانغهاي، أن مساحة مناطق العرض الإجمالية بالمعرض تزيد عن 30 ألف متر مربع، وأكدت أكثر من 61 دولة مشاركتها فيه، ومن ضمنها 16 دولة آسيوية و9 دول أفريقية و14 دولة أوربية و7 دول من المنطقة الأورآسيوية وإلى جانب 15 دولة من قارتي أمريكا وأوقيانوسيا.

وقال وانغ إن اللجنة المنظمة لدورة عام 2019 خصصت 7 مناطق عرض لمنتجات وتقنيات في مجالات التكنولوجيا والمعيشة والسيارات والمعدات والرعاية الصحية والتجارة الخدماتية والأغذية والمنتجات الزراعية، أصبحت أجنحتها "مواضيع تنافس" بين الشركات والمؤسسات.

وعلق مرتاد أمريكي للإنترنت على ازدياد عدد الشركات الأمريكية المشاركة في دورة عام 2019 من معرض الصين للاستيراد، قائلا "هذا صحيح. وتحتاج الولايات المتحدة إلى مواصلة التعاون التجاري مع الصين إطلاقا، إذ إن قوة الشراء للطبقة الوسطى من المتجمع الصيني سيتجاوز حجمها نظيرتها بالولايات المتحدة والاتحاد الأوربي في عام 2035 بحسب توقعات شركة ماكينزي وذلك بالإضافة إلى أن 129 شركة صينية أُدرجت ضمن أحدث قائمة لـ"فورتشن 500" في العام الجاري لتجاوز الصين بذلك للمرة الأولى الولايات المتحدة التي لم تُدرج في القائمة إلا 121 شركة تابعة لها. وفي الوقت الراهن، ينبغي للولايات المتحدة تعزيز التواصل والتبادل مع الصين بدلا من الانعزال عنها.