الصين تستقبل عصرا جديدا في "الذكاء الاصطناعي"

بكين 4 مايو 2017 (شينخوا) أظهرت أحدث نتائج بيانات من وزارة الصناعة والمعلومات الصينية أن الصين قد قفزت إلى مقدمة صفوف العالم في بحوث الذكاء الاصطناعي ، كما تتخذ إجراءات متعددة لتتجاوب مع تيار التقنية الحديثة وتستقبل عصرا جديدا في "الذكاء الاصطناعي ".

وأصدر معهد ماساتشوسيتس التكنولوجي الأمريكي في مارس قائمة تضم 10 تقنيات فائقة على مستوى العالم في عام 2017 ، وأدرجت في القائمة تقنيات الدفع الذاتي عبر تمييز الوجه والقيادة الذاتية للسيارة وغيرها من التقنيات الساخنة في قطاع الذكاء الاصطناعي .

وذكر ليو لي هوا، نائب وزير الصناعة والمعلومات، أن الهيئات الرئيسية لبحوث التقنيات المذكورة تضم شركات صينية عديدة مثل شركة علي بابا وبايدو وغيرها ، الأمر الذي يشير إلى وقوف الصين في مقدمة صفوف العالم لبحوث الذكاء الاصطناعي .

وحسب أرقام من الوزارة، قد وصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي في الصين إلى 23.9 مليار يوان (حوالي 3.51 مليار دولار أمريكي) في عام 2016، ويتوقع أن يتجاوز 38 مليار يوان في عام 2018 .

أما من جهة الشركات المحلية المتخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي والخدمات المتعلقة وغيرها ، فلم يتجاوز عددها 20 شركة حتى عام 2010 .

غير أن في عام 2016 ، قد برزت في الصين 709 شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي لتتناول مجالات النقل والصناعة التحويلية والشؤون المالية والعناية الطبية والتعليم والسياحة والترفيه .

وأشار خبراء في هذا المجال إلى أن اتجاه النمو السريع في هذا القطاع لن يتراجع في المستقبل القريب ، بل قد يستقبل زيادة متصاعدة .

وقال ليو إن الصين قد شكلت خطة أولية في مجالات المدن الذكية والخدمات الذكية في السيارة وغيرها ، لتتناول حلقات التقنية والصناعات المشتقة وتشغيلها .

وأضاف ليو أنه "على الرغم من النمو الأولي في صناعة الذكاء الاصطناعي ، ستواجه تقنيات الذكاء الاصطناعي نطاق نمو واسعا في قطاعات متعددة في المستقبل ، كما ستستقبل الصين فرصا قيمة ومشهدا مشرقا في هذا المجال" .

ومن جهة أخرى ، أعلنت الأكاديمية الصينية للعلوم عن تخصيص 10 ملايين يوان لبحوث تطوير معالجات ذكاء اصطناعي متقدمة.

ومن المتوقع أن تكون رقاقة المعالج التعليمي العميق "كامبريان" أول معالج يحاكي الخلايا العصبية البشرية ونقاط الاشتباك لإجراء تعلم عميق، وفقا للبيان الصادر عن الأكاديمية الصينية للعلوم.

وسمي البرنامج "كامبريان" تيمنا بـ"عصر الكمبري" نظرا لما حدث خلاله من انفجار في أشكال الحياة على الأرض ويتوقع العلماء من المعالج الجديد أن يفتح المجال أمام حقبة جديدة في الذكاء الاصطناعي .

ويذكر أن الاستثمار سوف يستخدم في مجالات البحث الأساسية لاستكشاف هيكل وخوارزمية الجيل القادم من منظومة الذكاء الاصطناعي ، والتي ستضع الأسس لطموح الصين في سوق الرقائق العالمي.

إلى جانب البحوث التقنية، ظلت الشركات الصينية نشيطة في السنوات الأخيرة في أعمال الإنتاج وتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي .

وأطلقت شركة شياومي، الشركة الصينية المصنعة للهواتف والأجهزة المنزلية الذكية، أطلقت الرقاقة الخاصة بها، سورج أس 1، في فبراير، لتصبح الشركة الرابعة في العالم القادرة على إنتاج كل من الهواتف الذكية والرقائق بعد أبل وسامسونغ وهواوي.

وقال لي جيون ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة شياومي، أن الشركة أقامت "مختبر المستكشفين" في العام الماضي لبحث الذكاء الاصطناعي ، وستطلق " منتجات الذكاء الاصطناعي " في الشهور الستة القادمة.

وأضاف لي " إن الشركات في الأسواق الناشئة تحتاج إلى تقديم رؤية مقنعة للمستهلكين حيث انها لا تحل مشكلات اليوم فحسب، بل تعالج المشكلات المستقبلية".

أما شركة بايدو، عملاقة الذكاء الاصطناعي في البلاد ، فاستثمرت كثيرا في تقنية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها، واشترت الشركة ريفن تيك المتخصصة في تقنية المنزل الذكي في فبراير.

كما قررت الشركة في الشهر الماضي أن تتشارك منصة القيادة الذاتية للسيارة مع شركائها لأجل تحسين القطاع .

وكشفت الشركة مؤخرا حالاتها المالية في الربع الأول ، حيث بلغ إجمالي إيراداتها 2.454 مليار دولار أمريكي ، بزيادة 6.8 في المائة على أساس سنوي .

وقال لو تشي، نائب رئيس الشركة ، إنه " في الربع المقبل، سنكثف جهودنا في تطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي لتعزيز أداء المنتجات المتواجدة ومسارعة عملية التطوير لأعمال تجارية حديثة بحفز تقنية الذكاء الاصطناعي ".