استعادة الذهب الأخضر

تقرير: محمد عبد العزيز

 

 

29 سبتمبر 2016 / شبكة الصين / لو قدر لانتاج القطن في السودان أن يصل الى 5 أطنان لكل هكتار (2.5 فدان)، فسيشكل ذلك انعاشا كبيرا للاقتصاد الذي عانى من صدمة كبيرة بعد إنفصال جنوب السودان في عام 2011 بفقدان نحو 80% من موارده.

لا يبدو الأمر كحلم بعيد المنال، فقد سبق أن تحقق في جنوب قيرغيزستان بآسيا الوسطى، بعد مشروع تعاون صيني بدأ في عام 2003، عبر خبراء صينيون من فريق "الانتقال إلى العالمية"، بالتعاون مع مؤسسة بحوث القطن التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية، عملوا مع السكان المحليين، وقدموا لهم مجانا البذور الصينية، وحاولوا إيجاد الأسمدة والمبيدات الحشرية الأنسب، وأتت سنوات من الجهود بثمارها، وازدهرت المنطقة اقتصاديا.

الآن يبدو الحلم قريبا بعد إتفاقات التعاون بين الخرطوم وبكين التي جرى توقيعها خلال زيارة وزير الزراعة الصيني للسودان، وإعلانه استثمار 60 مليون دولار، فضلا عن تأكيده حرص بلاده على تطوير الاستثمارات الزراعية بالسودان.

وقد شهدت الزيارة التوافق على إنشاء منطقة للتعاون الزراعي بين البلدين فى منطقة الرهد، ويعكس افتتاح المنطقة إرتفاع مستوى التعاون الزراعي بين الصين والسودان إلى مستوى جديد، كما يعتبر تجربة مفيدة، كما تمثل فرصة لمراكمة المزيد من الخبرات لدخول المشاريع الزراعية الصينية إلى افريقيا.

وتم توقيع هذا المشروع لتطوير المنطقة الزراعية الصينية والسودانية بين شركة "نيو إيبوك" للتنمية الزراعية الصينية ووزارة الزراعة والغابات السودانية وهيئة منطقة الرهد للزراعة السودانية خلال قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي التي عقدت فى جوهانسبرغ فى ديسمبر العام الماضي، وتغطى منطقة التعاون الزراعي فى مرحلتها الأولى حوالى 1467 كيلومترا مربعا، وستركز هذه التجربة على تطوير القطن بجانب عدد من المحاصيل الأخرى.

ومهما يكن من أمر يمكن القول إن تطبيق تعاون زراعي أكثر شمولا بين البلدين من خلال تعزيز العمل المشترك من خلال مراكز البحوث وتبادل التجارب المشتركة، قد يعيد الزراعة كرافعة أساسية للاقتصاد السوداني، لا سيما في ظل التكامل بين الموارد السودانية والخبرة والتكنلوجيا الصينية، وهو ما يعزز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بل ويمكن أن يكون علامة فارقة في التعاون الصيني في أفريقيا والشرق الأوسط، وهو ما سيشكل نموذجا عالميا للتعاون المثمر بين دول الجنوب الجنوب.

 

 

-----------------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة