تمثيل الدول النامية غير المسبوق في قمة مدينة هانغتشو يهدف لجعل الاقتصاد العالمي أكثر شمولاً

بقلم: يحيى مصطفى

25 أغسطس 2016 / شبكة الصين / تبذل الحكومة الصينية وأجهزتها الدبلوماسية حالياً جهوداً كبيرة للتحضير والإعداد لقمة مجموعة العشرين المقبلة المقرر عقدها بالصين في أوائل سبتمبر المقبل، وحرصت الصين على أن تأتي هذه القمة مختلفة عن سابقاتها من حيث المضمون والحضور والشكل لتجسد وتترجم عدداً من المبادئ التي ظلت تدعو الصين إليها وفي مقدمتها تعزيز تمثيل الدول النامية في المحافل الدولية ومشاركتها في الشأن الاقتصادي العالمي.

وقد وجهت الصين بصفتها الدولة المضيفة لقمة مجموعة العشرين الدعوة إلى عدد قياسي من الدول النامية للمشاركة في القمة المرتقبة للمجموعة، وذلك للمرة الأولى في تاريخها، وشملت الدعوة خمسة بلدان نامية هي تشاد التي تتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، ولاوس رئيس رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، والسنغال رئيس الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا، ومصر وكازاخستان، وأعربت تايلاند، رئيس مجموعة الـ77 هذا العام أيضاً عن استعدادها لحضور قمة هانغتشو.

وستجمع القمة ما بين الاستماع إلى شواغل الدول النامية والتركيز على التنمية العالمية، وخاصة تنمية الدول النامية بما فيها الدول الإفريقية، ما يجعلها مختلفة عن غيرها من قمم مجموعة العشرين. وأرادت الصين بهذه الدعوات غير المسبوقة لدول من خارج مجموعة العشرين، التي تجمع أكثر اللاعبين الاقتصاديين تأثيراً في العالم، أرادت أن تأخذ أيضاً شواغل الدول النامية بعين الاعتبار. وترى الدبلوماسية الصينية أنه من خلال جمع المزيد من المحاورين معاً، ستدفع قمة مجموعة العشرين من أجل اقتصاد عالمي أكثر شمولاً.

وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي في وقت سابق أن الصين باعتبارها كأكبر دولة نامية في العالم، لديها مسؤولية عن الحفاظ على حقوق ومصالح البلدان النامية الأخرى وتوسيع هذه الحقوق. وقد مُثِل العالم النامي في مؤتمر قمة العشرين المقبل في مدينة هانغتشو بهذه الدعوات بصورة أكثر شمولاً، وتحدو الصين ثقة في استضافة قمة ناجحة لمجموعة الـ20. وسيكون هناك ما يقرب من 30 نتيجة ستتوصل إليها قمة مدينة هانغتشو، مما يجعلها واحدة من القمم الأكثر إثماراً في تاريخ مجموعة العشرين.

وأجمعت تقارير وسائل إعلام صينية وأجنبية على أهمية هذه القمة التي تلتئم بعد ثلاث سنوات من تباطؤ الاقتصاد العالمي، وبروز مخاوف من التأثيرات المترتبة على الاقتصاد الدولي إثر الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.

وقالت تقارير نُشرت مؤخراً إن مجموعة العشرين أكدت أثناء اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية العالمية بمدينة تشنغدو عاصمة مقاطعة سيشوان الصينية، بأنها عازمة على مكافحة تمويل الإرهاب أيا كان منشأه، والحث على الالتزام بتنفيذ أجندة القمة لمزيد من النمو وكسر الركود الاقتصادي العالمي.

وأعلنت الأمانة العامة المنظمة لقمة مجموعة العشرين بعد اجتماعها بمقر وزارة الخارجية الصينية مؤخراً بأن قمة مجموعة العشرين لعام 2016 في هانغتشو ستركز على أربع قضايا ذات أهمية بالغة وهي إيجاد مسار جديد للنمو، وتعزيز فعالية وكفاءة حوكمة النظام المالي والاقتصادي العالمي، وتطوير حركة التجارة والاستثمار الدولية، وكذلك تحقيق التنمية الشاملة لدول العالم ككل.

ولترجمة شمول التنمية إلى عمل فعلي جاءت دعوة الصين لممثلي عدد كبير من الدول النامية لحضور القمة مجموعة العشرين كما أسلفنا، وتأتي هذه الأولوية متوافقة مع كون الصين أكبر دولة نامية في العالم، ومتسقة أيضاً مع إحصاءات صندوق النقد الدولي التي تؤكد بأن اقتصاد الدول النامية يمثل 85% من سكان العالم، و60% من الناتج العالمي، وتسهم بأكثر من 80% من النمو العالمي.

وتجدر الإشارة إلى أن قمة مجموعة العشرين ستعقد يومي 4 و5 سبتمبر المقبل بمدينة هانغتشو بشرق الصين تحت شعار "بناء اقتصاد عالمي ابتكاري ونشط ومترابط وشامل". وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أعلنت أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيلقي خطاباً مهماً في افتتاح أعمال القمة بمدينة هانغتشو الواقعة على ضفاف نهر تشيان تانغ، وهي العاصمة الاقتصادية والسياسية لمقاطعة تشجيانغ الصينية ويبلغ عدد سكانها أكثر من 9 ملايين نسمة، وتقع فيها أهم الإدارات الرئيسية لكبرى الشركات الصينية مثل شركة علي بابا الشهيرة، وهي من أشهر المدن السياحية في الصين والمتميزة بجمال طبيعتها وتلقب بـ"جنة الصين".

 

 

-----------------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة