خبير بريطاني: مقابلة: الصين تضطلع بدور رائد في منطقة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير

لندن 27 مارس 2015 (شينخوا) إن الصين ستلعب دورا رائدا في الدول الناشئة والنامية ولاسيما في منطقة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، حسبما ذكر خبير بريطاني في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا.

وذكر كامل ملاحي الأستاذ بكلية وارويك للأعمال في بريطانيا إن الدور البارز للصين باعتبارها أحد محركات الاقتصاد العالمي سيظل قائما.

--الإصلاح الاقتصادي

وقال ملاحي إن الحكومة الصينية حددت هدفا واضحا وطموحا فيما يتعلق بتحويل نمط النمو الاقتصادي المرتفع إلى نمط نمو متوازن وأكثر استدامة حيث يرتكز هذا التحول على هيكل حوكمة قوي وفساد أقل وتلوث أقل فضلا عن ثقافة تنظيم أعمال وإبداع عالية.

وأكد أن إعادة توازن الاقتصاد سيجلب تحديات وفرص جديدة.

وذكر ملاحي أن "النمط الاقتصادي الجديد يمكن الشركات الصينية من الاستفادة من القاعدة الاستهلاكية الشاسعة والآخذة في الازدهار في الصين وإطلاق العنان للقدرة الإبداعية للبلاد. كما يمكن أن يساعد في معالجة بعض التحديات الأكثر إلحاحا التي تواجه الصين مثل تلوث الهواء".

بيد أن التحديات هائلة أيضا. وإن إعادة توازن الاقتصادي محفوفة بأوجه من عدم اليقين. ويتعين على الصين صد الرياح المعاكسة القوية لتحقيق النمو الاقتصادي بدءا من خطر الانكماش وفتور طلب المستهلك ووجود شركات ضخمة، على حد قوله.

وأشار إلى أن "الإصلاحات تشكل تحديا وصعبة التنفيذ، ويستغرق الأمر وقتا طويل حتى تؤتى ثمارها. ولكن طالما أن الحكومة الصينية تحقق ناجحا في خلق عدد كاف من فرص العمل الجديدة، فالمرء لا يرى تحولا في تباطؤ الاقتصاد هذا إلى مشكلات كبيرة".

واقترح ألا تخفف الحكومة الصينية فقط من قبضتها على بعض الروافع الرئيسية للاقتصاد، وإنما تزيح بعض الحواجز الخفية القائمة على الطريق.

-- إستراتيجية البنك

وعند حديثه عن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، لفت ملاحي إلى أنه جزء من إستراتيجية شاملة ومتكاملة لتحديث آسيا ككل والمساعدة في بناء البنية التحتية التى هناك حاجة ماسة إليها.

وتابع قائلا إن الهدف هو إستراتيجية تقوم على الكسب المتكافئ وتحقق نتائج دائمة. ولا شك أن الصين ستستفيد بقدر كبير من تعزيز الترابط المادي في آسيا. وفي الوقت نفسه، تستطيع الدول والمناطق الاستفادة مما تمتلكه الصين من قدرة في التمويل وقدرة قوية في تشييد البنى التحتية للنقل.

وهذا يفسر أن الدعم القوي للإستراتيجية لا يأتي من دول ومناطق في آسيا فحسب، وإنما أيضا من عدد كبير من الدول والمناطق حول العالم.

وأشار ملاحي إلى أن "هذه الإستراتيجية لن تسهم فقط على المدى الطويل في أحداث تحول بمنطقة آسيا الباسيفيك، وإنما سيكون لها تأثير إيجابي عميق على أوروآسيا والشرق الأوسط وجزء هام من أفريقيا".

وأكد الأستاذ أن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية مكملا وليس منافسا للمؤسسات القائمة.

وصرح لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن البنك من غير المرجح أن يحول المركز الاقتصادي لجاذبية الاقتصاد العالمي بعيدا عن الغرب ويوجهه نحو الشرق، ولكنه سيساعد في تحويل المنطقة إلى قوة اقتصادية مترابطة بشدة.

وقال ملاحي إن "البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية يعد بنك فريدا ومكملا للمؤسسات القائمة. وسيكون بمثابة قوة محركة وراء الترابط الإقليمي . ويحتاج الحزام الاقتصادي لطريق الحرير إلى مؤسسة قوية تكرس نفسها تماما لربط المنطقة ببعضها البعض من خلال تطوير بنيتها التحتية".