تقرير: الصين قادرة على الحفاظ على نمو بنسبة 7% لمدة 20 عاما (خاص)

6 مارس 2015 / شبكة الصين / خفضت الصين هدف النمو الاقتصادي للعام 2015 إلى نحو 7%، وهو معدل النمو الذي يعتقد محللون أن الصين قادرة على الحفاظ عليه لمدة 20 عاماً بفضل تميز البلاد بإمكانيات هائلة للتنمية.

وحددت الصين هدف النمو الاقتصادي بنحو 7 في المائة خلال عام 2015، وهي نسبة تعتبر أقل من الهدف البالغ 7.5 في المائة خلال العام 2014 حسب تقرير عمل الحكومة الذي ألقاه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ خلال الدورة البرلمانية السنوية أمس الخميس.

ويعتبر هدف النمو للعام 2015 أيضاً، أقل من معدل النمو الاقتصادي بـ 7.4 في المائة المسجل في عام 2014، وأضعف نمو سنوي منذ العام 1990.

وقال لي إن "تحديد الهدف المتوقع للنمو الاقتصادي عند حوالي 7 بالمائة، تم بعد الأخذ بعين الاعتبار المتطلبات والاحتمالات. وهذا يرتبط مع هدف إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، ويتكيف مع مطالب توسيع الحجم الاقتصادي الإجمالي والارتقاء الهيكلي، ويتفق مع قانون التنمية ومع الحقيقة الموضوعية. وإذا تم الحفاظ على التنمية لمدة طويلة نسبياً بمعدل النمو هذا، فسيصبح الأساس المادي لتحقيق التحديثات أكثر متانة. كما أن ضمان استقرار النمو يهدف أيضا إلى ضمان التوظيف ".

وقال لو فنغ الأستاذ بمعهد التنمية الوطنية التابع لجامعة بكين إنه على الرغم من أن هدف النمو للعام 2015 يعتبر أضعف نمو سنوي منذ أكثر من عشرين عاماً، لكنه لايزل يمثل معدل نمو رفيع ومتوسط المستوى، ويتميز الاقتصاد الصيني بامكانيات للحفاظ على هذا المعدل خلال السنوات العشرين المقبلة.

وكان متوسط معدل النمو الاقتصادي الصيني قريباً من 10% خلال الفترة ما بين عامي 1978 و2013، لكن انتهى "هذا الوضع القديم" وانخفض معدل النمو إلى 7.7% خلال عامي 2012 و2013.

وقال رئيس مجلس الدولة في تقرير عمل الحكومة إن "بلادنا أكبر دولة نامية في العالم، ولا تزال وستظل لفترة طويلة من الزمن، في المرحلة الأولية من الاشتراكية. وإن التنمية هي أولوية قصوى، وهي بمثابة أساس ومفتاح لحل جميع المشاكل. وإن تسوية التناقضات والمخاطر المتنوعة، وتجاوز "فخ الدخل المتوسط"، وتحقيق العصرنة، لا تستغني عن الاعتماد أساسياً على التنمية، مع ضرورة أن تكون سرعة التنمية معقولة. وفي الوقت نفسه، أخذت التنمية الاقتصادية في بلادنا تدخل إلى وضعها الطبيعي الجديد، وتمر حالياً بالمرحلة الحاسمة لتسلق المرتفعات، وتبرز عيوب الأنظمة والآليات والتناقضات البنيوية كعقبات، الأمر الذي يجعل من الصعب تحقيق التنمية السلسة والسليمة بدون تعميق الإصلاح وتعديل الهيكل الاقتصادي. ولا بد لنا من التمسك بتركيز بؤرة العمل على البناء الاقتصادي بثبات لا يتزعزع، ونتقن فعلا التنمية كأولوية هامة لممارسة الحكم والنهوض بالوطن. ومن الضروري أن نعتمد على الإصلاح لدفع التنمية العلمية بصورة دؤوبة، ونسرع في تغيير نمط التنمية الاقتصادية، لتحقيق التنمية المستدامة ذات الجودة والفعالية الممتازتين".

ويرى لين يي فون، كبير الاقتصاديين ونائب الرئيس الأول السابق للبنك الدولي أنه يتحتم على الصين الحافظ على معدل نمو يتراوح بين المتوسط والمرتفع وأن تحقق تنمية تتراوح بين المتوسط والمرتفع، من أجل تحقيق أهداف التنمية في البلاد التي وضعت لعام 2020، وضمان فرص العمل وتجنب المخاطر المالية والضريبية.

وكانت الصين قد تعهدت بمضاعفة إجمالي الناتج المحلي الذي حققته في عام 2010 بحلول عام 2020، وقال لين يي فون إن تحقيق هدف معدل نمو سنوي بنسبة 6.8% من عام 2014 إلى حلول عام 2020 سيكون كافيا لتحقيق ذلك الهدف.

وقال تشو باو ليانغ الخبير الاقتصادي في مركز الدولة للمعلومات وهو معهد بحثي حكومي قال إن التقلبات بنسبة 0.2% أعلى أو أقل من المعدل المحدد سيكون مقبولاً بالنسبة لتقديرات 7%.

وقال لي كه تشيانغ إن الصين لا زالت تمتلك إمكانيات هائلة بفضل الإبداع التكنولوجي والتحديثات الصناعية والتطورات البيئية والحضرنة. وستقوم الصين بتطوير "محركين" لدفع التنمية وستجمع بين الشراكات والإبداع مع زيادة توفير البضائع والخدمات العامة حسبما ورد في تقرير العمل الحكومي. كما أنها تسعى أيضا لتعميق الإصلاحات وتعزيز الاستهلاك المحلي ومواصلة تسيير الإدارة الحكومية.

وقال الاستاذ لو فنغ إن "الأمر ليس بالغ الصعوبة، فالصين تمتلك القدرة على الحفاظ على معدل نمو يتراوح بين المتوسط والمرتفع لمدة 20 عاما، لكن يمكنها تحقيق ذلك فقط بفضل جهود تعميق الإصلاح بشكل شامل وضمان استقرار البيئة الخارجية ".