تقرير إخباري: مصر ترد وديعة قطرية بملياري دولار بعد فشل المفاوضات مع الدوحة

القاهرة 19 سبتمبر 2013 (شينخوا) أعلنت مصر يوم الخميس رد وديعة قطرية بملياري دولار إلى الدوحة التي أكدت احترامها القرار, بعد فشل مفاوضات تحويلها إلى سندات.

وقال محافظ البنك المركزي المصري هشام رامز إن بلاده قامت بسداد ملياري دولار لقطر كانت الأخيرة قد أودعتهما بالبنك المركزي كوديعة قصيرة الأجل.

وأضاف رامز أن الحكومة القطرية أخطرت البنك المركزي المصري بتأجيل تحويل الملياري دولار إلى سندات, وقررت أيضا إجراء بعض التعديلات على الاتفاقية التي وقعتها مع مصر بهذا الشأن, وهو ما لا يتناسب مع البنك المركزي, ودفعنا إلى رد الويعة, بحسب ما نقلت عنه جريدة ((اليوم السابع)) على موقعها الإلكتروني.

وأشار إلى أن مبلغ الملياري دولار كان بالفعل ضمن أرصدة احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي المصري.

فيما قال مسئول بوزارة المالية المصرية إن الدوحة وضعت شروطا وصفها بالمجحفة لتحويل الوديعة لدى البنك المركزي المصري إلى سندات.

وأوضح أن قطر طلبت أن تكون أسعار الفائدة على السندات في حدود خمسة في المئة, وأن يكون أجل استحقاقها عام واحد, وهو ما رفضته مصر التي قررت رد الوديعة إلى الدوحة.

على الجانب الاخر, قالت قطر إنها تحترم قرار الحكومة المصرية برد وديعتها, وذلك بعد فشل مفاوضات لتحويل المبلغ إلى سندات.

وذكر مصدر مسؤول بوزارة المالية القطرية في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية ((قنا)) أن "وزارة المالية القطرية تحترم قرار الحكومة المصرية برد الوديعة التي يبلغ مقدارها ملياري دولار".

ووفقا للمصدر، فإنه خلال الأسبوعين الماضيين عقدت عدة اجتماعات في الدوحة بين الفريق الفني ممثلا للبنك المركزي المصري, والجانب القطري لتحويل مبلغ الوديعة إلى سندات.

وأضاف أن الفريق القطري عرض تحويل الوديعة على أربع دفعات متساوية بحيث تتضمن كل دفعة سندات بقيمة 500 مليون دولار على أن يتم سداد الدفعة الأولى فورا ويتم سداد الباقي في غضون ثلاثة أشهر.

وتابع " الفريق المصري وافق على هذا العرض في بداية الأمر, ولكن عقب ذلك تراجع موقف الفريق المصري لأسباب نجهلها ولم يصرح بها وأصر أن يتم تحويل هذه الوديعة إلى سندات على دفعة واحدة".

وأشار إلى أن الفريق القطري تقدم بعرض آخر وهو أن يتم تسديد الوديعة على دفعتين, بحيث يتم سداد الدفعة الأولى بقيمة مليار دولار فورا ويتم سداد الدفعة الثانية خلال شهر واحد, لكن الفريق المصري أصر على أن يتم تحويل الوديعة من خلال دفعة واحدة وفي حال عدم تنفيذ ذلك طلب من الفريق القطري أن يقوم بسحب الوديعة.

وبين المصدر أن هذه الوديعة هي جزء من برنامج الدعم المقدم من الحكومة القطرية لنظيرتها المصرية بقيمة 8 مليارات دولار, والتي بدأت مع المجلس العسكري السابق برئاسة المشير حسين طنطاوي, الذي تولى إدارة شئون مصر عقب تنحى الرئيس حسني مبارك, ثم حكومة الدكتور عصام شرف, وخلال فترة تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة البلاد حتى تاريخه.

ولفت إلى أنه تم تحويل مبلغ 3.5 مليار دولار على شكل سندات, ومبلغ مليار دولار منحة, علاوة على ودائع بقيمة 1.5 مليار دولار لدى البنك المركزي المصري بفوائد تفضيلية تنتهي آجالها خلال الثلاثة أشهر المقبلة.

وكانت قطر أهم داعم لمصر في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي, وفي مايو الماضي قدمت الدوحة للقاهرة ثلاثة مليارات دولار منها مليار دولار على صورة سندات لثلاث سنوات, وطلبت القاهرة مؤخرا تحويل باقي المبلغ إلى سندات.

ويأتى رد الوديعة إلى قطر, وسط ما يعتبروه مراقبون "فتورا" وصل أحيانا إلى حد "التوتر" في العلاقات بين القاهرة والدوحة على خلفية موقف الأخيرة من عزل الرئيس مرسي.

وقال الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور "صبرنا أوشك على النفاد من الموقف القطري", وذلك فى مقابلة مع التليفزيون الرسمي بثت مطلع الشهر الجاري.

وعقب عزل مرسي, أعلنت السعودية والكويت والإمارات عن تقديم مساعدات اقتصادية لمصر بلغ إجماليها 12 مليار دولار في شكل قروض ومنح ووقود ما ساعد على تحسين وضع الاقتصاد المصري.