تعليق: العلامات التجارية الأجنبية ليست ضمانا أكيدا لسلامة الأغذية (خاص)

7 يوليو 2013 / شبكة الصين / أعلنت مجموعة فونتيرا النيوزيلندية أكبر مصدر لمنتجات الحليب في العالم مؤخرا عن اكتشاف آثار لبكتيريا الكلوستريديوم بوتولينيوم في بروتين مصل الحليب المركز كان قد تعرض للتلوث في مايو 2012 في إحدى منشآتها بإقليم وايكاتو في الجزيرة الشمالية بنيوزيلندا. وسارعت المصلحة العامة الصينية للرقابة على الجودة والتفتيش والحجر الصحي بالإعلان عن قائمة تضم أربع شركات صينية يحتمل استيرادها خلال تلك الفترة لمنتجات من شركة فونتيرا، وبدأت الوحدات المعنية بإجراء عمليات تفتيش وتحقيق موسعة وسحب للمنتجات المحتمل تلوثها من الأسواق ومتابعة مستمرة لضمان سلامة المواطنين.

وقالت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية إن منتجات الألبان النيوزيلندية ستواجه تحديات "هائلة" للحفاظ على وضعها في السوق الصينية، في حالة لم تفرض الصين حظرا على واردات بعض منتجاتها. وتحاول شركة الألبان العملاقة استعادة الثقة من خلال التجديد على التزاماتها نحو السوق الصينية في ظل الأزمة الحالية، ما يلقي الضوء على المخاطر التي تواجهها تجارة منتجات الألبان النيوزيلندية والتأثير السلبي الهائل الذي تعرضت له.

وتلامس جودة الأغذية بشكل مباشر صحة وسلامة المواطنين، الأمر الذي يتطلب إتباع الشركات لمعايير أكثر صرامة خلال مراحل الإنتاج والنقل والتسويق وفرض رقابة مستمرة ومتابعة من قبل الهيئات المعنية والتعاون بين المستهلكين وأجهزة الرقابة والشركات لضمان أمان وسلامة الأغذية.

ويعتقد بعض المستهلكين الصينيين أن علامات المنتجات الأجنبية المعروفة أنها "مضمونة" وأكثر أمنا من المنتجات المحلية، لكن قضايا سلامة الأغذية المتكررة التي تفجرت خلال السنوات القليلة الماضية "خيبت" آمالهم. ففي عام 2000 تسببت منتجات شركة سنو براند ميلك اليابانية لمنتجات الألبان في إصابة 10 آلاف شخص بالتسمم لاحتوائها على بكتيريا العنقودية الذهبية، وكذلك الحال مع عدد من العلامات التجارية العالمية. وفجرت قضية شركة فونتيرا النيوزيلندية موضوع تعزيز رقابة الأجهزة الصينية المعنية على سلامة الغذاء وخصوصا المنتجات المستوردة، وتحقيق المساواة بين المنتجات المحلية والأجنبية في تدابير الفحص والراقبة الصارمة.

وتمر عملية إنتاج الألبان بخطوات عديدة، ويستخدم بروتين مصل الحليب المركز الذي أكتشف تلوثه مؤخرا ببكتيريا الكلوستريديوم بوتولينيوم كمادة خام في صناعة حليب الرضع والأطفال والمشروبات الرياضية وغيرها، لذلك لا يمكن التساهل في أي خطوة من مراحل الإنتاج، كما أنه لا يمكن الاعتماد على الأدوية كحل نهائي لقضية سلامة الأغذية، بل توجد حاجة ملحة لبناء منظومة متكاملة تضمن سلامة المنتجات المطروحة في الأسواق، حيث أن قضية سلامة الأغذية تتخطى الحدود، فظهور أية مشكلة تتعلق بجودتها في مكان معين يكون لها صداها في أماكن أخرى، وتجعل مثل هذه المشاكل الصين وباقي دول العالم أمام تحديات فعلية، وعليها الاستفادة من تلك الأزمات لإجراء إصلاحية حقيقية.