العلاقات الاقتصادية الصينية - المصرية تكتسب زخما جديدا من خلال زيارة الرئيس محمد مرسي

بكين 30 أغسطس 2012 (شينخوا) بعد أقل من شهرين على توليه رئاسة مصر وفي أول زيارة له خارج منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، قام الرئيس المصري محمد مرسي بزيارة دولة للصين استغرقت ثلاثة أيام، اكتسبت أهميتها من كونها أول زيارة خارجية ذات طابع اقتصادي، تتطلع من خلالها بكين والقاهرة إلى تحقيق طفرة كبيرة في العلاقات الاقتصادية الثنائية.

ويرى الساسة والدبلوماسيون ان الزيارة تعكس اهتمام مصر بتطوير العلاقات مع الصين والاستفادة من خبرتها فى مجالات عدة والعمل على تضييق الفجوة الكبيرة في الميزان التجاري بين البلدين الذي يميل لصالح الصين.

وفي ضوء رغبة مصر في الاستفادة من التجربة الصينية الغنية لملاءمتها لظروف البلاد ، رافق الرئيس خلال زيارته وفد رفيع المستوي يضم عددا من الوزراء وكبار رجال الأعمال لبحث فرص التعاون المشترك بين البلدين.

وقد قال السيد حسن مالك، رئيس الوفد ورئيس لجنة تواصل رجال الاعمال مع مؤسسة الرئاسة، إن هذه هي المرة الأولي التي يتم فيها تشكيل وفد بهذا المستوى الواسع من التمثيل.

وقد تم استقطاع وقت طويل لموضوع زيادة حجم الاستثمارات الصينية في مصر خلال المباحثات التي جرت بين الرئيس المصري وكل من نظيره الصيني هو جين تاو ورئيس المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وو بانغ قوه ورئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو ونائب الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وفي هذا الصدد، صرح الدكتور ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة جمهورية مصر العربية، يوم الأربعاء بأن "حجم الاستثمارات الصينية في مصر لا يزيد على 500 مليون دولار، وهو رقم متواضع جدا مقارنة بإمكانيات دولة عظمى اقتصاديا مثل الصين. ولدينا معلومات بالفعل تؤكد أن هناك اتفاقيات لزيادة حجم الاستثمار لما يزيد على 5 مليارات دولار ، وتعد هذه قفزة كبيرة".

ولفت المتحدث أيضا إلى أن "الجانب الصيني وافق على زيادة الواردات المصرية إلى الصين. كما اقترح رئيس مجلس الدولة الصيني إقامة معارض للمنتجات المصرية في الصين أو السماح لوفود صينية ببحث شراء منتجات من مصر. وسوف يتم هذا في القريب العاجل. وهذا بغية تعديل الميزان التجاري بين البلدين لمعالجة الخلل فيه".

كما كان أحد محاور المباحثات بين الجانبين المصري والصيني هو حجم التبادل التجاري بين مصر والصين الذي وصل إلى 8.8 مليار دولار في عام 2011، منها 1.5 دولار صادرات مصرية و 7.3 مليار دولار واردات من الصين.

وأوضح وزير الصناعة والتجارة الخارجية المصري المهندس حاتم صالح يوم الأربعاء بأن زيارة الرئيس المصري محمد مرسي إلى الصين كانت ناجحة للغاية حيث أبرمت خلالها اتفاقيات استثمارية بقيمة حوالى 4.8 مليار دولار أمريكي، وهو ما يعد رقما تاريخيا

ولفت إلى أن الجانب الصيني أبدى استعدادا كبيرا إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في مصر وان يجعل من مصر قاعدة للإنطلاق سواء إلى أفريقيا أو المنطقة العربية، ولا سيما وأن مصر تتمتع باتفاقيات تجارة حرة مميزة للغاية سواء اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية )الكوميسا( أو الاتفاقية العربية للتجارة الحرة، علاوة على أن مصر لديها كفاءات كثيرة ومؤهلة وأيدي عاملة مدربة، ومن ثم فإن هذه الزيارة كانت ناجحة بامتياز

وقد اتضح من خلال هذه الزيارة انه ستكون هناك دفعة كبيرة للمشروعات الكبيرة مثل مشروع شمال غرب السويس حيث أعرب الجانب الصيني عن تصميمه في استكمال هذا المشروع ليصبح بمثابة لبنة جيدة جدا لإقامة مناطق صناعية توضع فيها صناعات مشتركة للجانبين، ما سيتيح أكثر من 40 ألف فرصة عمل.