الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل اخباري: سعر النفط يواجه عوامل عدم اليقين فى النصف الثانى من العام
بكين 3 يوليو 2012 (شينخوا) انهت اسعار النفط نصف العام الاول على انخفاض حاد اثر ازمة اليورو والقضيتين السورية والايرانية وتوجهت الى النصف الثانى من العام بمجموعة متنوعة من عدم اليقين.
واغلق سعر النفط الخام الامريكى فى بورصة نيويورك مرتفعا بأكثر من 9 فى المائة يوم الجمعة ليصل الى 84.96 دولار امريكى للبرميل، فيما قفز سعر خام برنت، المؤشر الاوربى ، بنسبة 7 فى المائة ليصل الى 97.80 دولار امريكي للبرميل.
ورغم الارتفاع الطفيف، الا ان سعر الخام الامريكى انهى الربع الثانى منخفضا بنسبة 18 في المائة فى حين انخفض خام برنت بنسبة 20 في المائة فى اسوأ ثلاثة اشهر مرت على النفط منذ الربع الرابع فى عام 2008.
وبالمقارنة مع بداية العام الجارى، انخفض الخام الامريكى وخام برنت بنسبة 14 و9 فى المائة على الترتيب. وقال المحلل الامريكى فى شئون السلع ماثيو برادبارد ان الدببة عادت من جديد الي سوق النفط الخام اذ ان الاسعار تراجعت باكثر من 20 فى المائة من ذروة ما بلغت فى بداية مارس هذا العام.
وبالنسبة للنصف الثاني من العام، خفض بنك ((اوف امريكا- ميريل لينش)) توقعاته لسعر النفط الخام وعزا ذلك الى نمو الامدادات بشكل اكبر من المتوقع وضعف الطلب فى اوربا ونمو اقل من المتوقع فى الاسواق الناشئة والولايات المتحدة.
وخفض البنك توقعه لسعر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط عشرة دولارات للنصف الثانى من العام الى 106 دولارات و97 دولارا للبرميل على الترتيب.
-- ايران وعدم اليقين بعد الحظر
دخل الحظر الذى فرضه الاتحاد الاوروبي على صادرات النفط الايرانية حيز التنفيذ ابتداء من يوم الاحد لتتوقف معظم الواردات الايرانية الى اوربا. وبهذا الحظر سيخرج حوالي مليون برميل من النفط الخام الايراني من السوق.
وتعتبر ايران ثاني أكبر دولة مصدرة للنفط فى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وتسيطر على مضيق هرمز، الممر المائي الهام لصادرات النفط من منطقة الشرق الأوسط .
وفى اوائل هذا العام، أدت المخاوف بشأن حدوث مواجهة بين طهران والدول الغربية بسبب الملف النووي الى دفع اسعار النفط الى 110 دولار للبرميل فى بورصة نيويورك التجارية وزيادة تكلفة البنزين وانواع الوقود الاخرى على المستهلكين والشركات.
وقد عادت المخاوف تطل برأسها من جديد مع الحظر الأوروبي. وعادت التوترات ايضا بين ايران والدول الغربية بسبب الحظر الذي جاء بعد ثلاث جولات من المحادثات بين ايران والقوى الست الكبرى هذا العام انتهت من دون التوصل الى اتفاق.
ورغم ان بعض المحللين قالوا ان الانتاج القياسى للمملكة العربية السعودية، اكبر الدول المصدرة للنفط ، يمكن ان يسد الفجوة فى الامدادات الناجمة عن غياب ايران، إلا ان الاسواق ظلت حذرة ازاء علاقات العرض والطلب.
وقال جاسون شينكر، رئيس شركة ((بريستيج ايكونيمكس)) الاستشارية فى مجال الطاقة، ان " هذا يدفع القضية الايرانية مرة اخرى الى الصدارة بعد تجاهلها لعدة اشهر".
-- المخزون الامريكي عامل مهم
وفى النصف الأول من العام الجارى، واصل المخزون الامريكي ارتفاعه الامر الذى شكل ضغطا كبيرا على اسعار النفط الخام.
وكان هناك 338.942 مليون برميل فى مخازن النفط الخام الامريكية فى 28 يناير الماضي ثم ارتفع المخزون ببطء الى 344.868 مليون برميل فى 24 فبراير.
وارتفع المخزون بصورة سريعة فى 23 مارس الى 353.390 مليون برميل ثم الى 375.864 مليون برميل فى 27 ابريل ثم الى 384.740 مليون برميل فى 25 مايو. وبحلول نهاية يونيو كان المخزون قد قفز الى 387.166 مليون برميل، مسجلا أعلي مستوي له منذ عام 1990.
وخلال هذه الفترة، ارتفع معدل تشغيل مصافي التكرير الامريكية من 85 فى المائة الى 92 فى المائة، ورغم ذلك فشلت فى احداث تأثير فى مخزونات النفط. ويشير ذلك الي وجود الكثير من العرض فى السوق.
وفى الوقت نفسه، حتى اول يونيو، بلغ مخزون النفط الخام فى نقطة كوشينغ لتسليم خام غرب تكساس الوسيط مستوى 47.8 مليون برميل، وهو اعلى مستوي مسجل، على ما ذكرت وزارة الطاقة الامريكية .
وتوقع المحللون ان يتجاوز المخزون الامريكي 400 مليون برميل فى الربع القادم مع ان استخدام النفط والطلب عليه ينخفض دائما بشكل كبير فى شهرى أغسطس وسبتمبر ما يؤدى بشكل عام الي انخفاض حاد فى الاسعار .
ووفقا لتوقعات مؤسسة ((ايكنوماترز)) الامريكية ، فان سعر خام غرب تكساس الوسيط سينخفض الى مستوى أقل من 70 دولار للبرميل دون دعم رئيسي فى شهري أغسطس وسبتمبر وستواجه الاسعار تحديات على المدى القصير والمتوسط.
علاوة على ذلك، لا يزال انتاج الدول المصدرة للنفط (اوبك) مرتفعا. ورغم غياب ايران، إلا ان الانتاج القياسى للسعودية البالغ 10 ملايين برميل يوميا للنفط سوف يعمل على تهدئة اى ذعر قد ينشأ فى الاسوا ق بشأن العرض .
-- العناوين الرئيسية تقود الاسواق
وقال ميشيل مير، كبير الاقتصاديين الامريكان فى بنك (( بوفا ميريل لينش))، ان الأسواق المالية فى الوقت الراهن تحركها العناوين الرئيسية.
واضاف ان أى خبر يأتى من أوروبا او الولايات المتحدة يمكن ان يؤثر على اتجاه سعر النفط.
ومن جانبه، قال روبرت سميث، رئيس مؤسسة ((بيريغرين برايفت كابيتال)) انه خلال فترة الـ 6 او 12 شهرا القادمة ستحدد عدة عوامل آفاق الاسواق العالمية من بين هذه العوامل الأزمة المستمرة فى أوروبا والانتخابات الرئاسية الأمريكية والجمود فى الكونغرس الأمريكي بشأن خفض العجز والخلافات حول كيفية تحفيز الاقتصاد الفاتر.
وبعد التوصل الى الاتفاق المفاجئ خلال القمة الأوروبية، تتابع الأسواق عن كثب البنك المركزي الأوروبي ، أملا ان يقلل البنك المعدلات فى اجتماعه المقبل يوم الخميس من أجل ضمان نجاح خطة الانقاذ الحالية والمساعدة على استعادة الثقة.
وسيؤدي اي خبر سيئ من أوروبا الى انهيار اسعار النفط.
وقال ميشيل مير "اذا غادرت اليونان منطقة اليورو او رأينا انهيارا للنظام المالي الأوروبي ، سنستعد لخفض توقعاتنا لسعر خام برنت خلال الـ18 شهرا القادمة الى 60 دولار امريكي للبرميل".
وستواصل التكهنات بشأن احتمالات التيسير الكمى للاحتياطي الفيدرالي فى الربع الثالث هذا العام التلاعب بمشاعر السوق. ويتوقع ان يحدث ذلك فى شهر سبتمبر ليدفع سعر النفط وفقا لتجربة الجولتين الماضيتين من التيسير الكمى.
وستؤثر الاخبار حول محادثات سقف الديون و"الجرف المالي" المحتمل فى الولايات المتحدة على اسعار النفط ايضا.
وفى الوقت نفسه، اثار النمو الاقتصادي الصيني والسياسات المالية التى تتبعها الحكومة الصينية ايضا اهتماما كبيرا فى الأسواق.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |