الحكومة الصينية تمر بامتحان تحقيق هدف "الازدهار المشترك" بين الشرق والغرب

بكين 16 مارس 2012 (شينخوا) كانت التنمية الاقتصادية فى الصين على مدى 30 سنة ماضية "قصة منطقتين" - المناطق الساحلية المزدهرة حيث يتجاوز الناتج المحلى الاجمالى بعض الدول المتقدمة والمناطق الداخلية التى تخلفت عن الركب .

وتضاعف الصين قواها الآن للتمكن من سد الفجوة بين المناطق الغنية والفقيرة.

فى عام 2011, وضعت الصين خطة تنموية لـ 10 اعوام مقبلة بالنسبة الى المناطق الوسطى والغربية من البلاد , وتم ترسيم 14 منطقة فقيرة ووضعت خطط التنمية لكل تلك المناطق.

من بين 14 منطقة فقيرة ثلاثة تقع فى مقاطعة قويتشو جنوب غربى الصين, التى لديها ما مجموعه 65 محافظة فقيرة مسجلة.

"عندما تتطور هذه المناطق, سوف تساعد بشكل فعال فى سد الفجوة بينها وبين الجزء الشرقى من البلاد " قال لى تشان شو, امين عام للجنة الحزب الشيوعى الصينى لدى مقاطعة قويتشو وهو عضو بالمجلس الوطنى لنواب الشعب (مجلس الشعب) والمشارك فى المؤتمر المنعقد فى بكين.

ان الفجوة بين المناطق الساحلية والاجزاء العديدة الاخرى من الصين كبيرة فى الواقع .

ففى الفترة بين عام 1979 و عام 2011 ازداد نصيب الفرد من اجمالى الناتج المحلى فى مقاطعة تشجيانغ الواقعة شرق الصين 11.6 بالمئة وتجاوز تسعة الاف دولار امريكى لاول مرة فى عام 2011 , اعلى بكثير من المعدل الوطنى . وهذا الرقم هو ثلاثة اضعاف المبلغ في التبت ومقاطعة قانسو وبعض المقاطعات الواقعة فى غرب الصين.

خلال فترة انعقاد الدورة السنوية لأعلى هيئة تشريعية , المجلس الوطنى لنواب الشعب )مجلس الشعب الصيني) والدورة السنوية للهيئة الاستشارية ، المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصيني, فى هذا العام, لفت الموضوع الساخن "كيفية تضييق فروق التنمية الاقليمية والتفاوت بين الاغنياء والفقراء لتحقيق ازدهار مشترك " لفت انظار الاعضاء المشاركين .

" فى السنوات الاخيرة, كان هناك حقا اختلاف فى تطوير الاجزاء الشرقية والغربية من البلاد , ولقد شهدنا ايضا ان البلاد قد بذلت اكبر الجهود فى تنسيق التنمية بين المناطق المختلفة " , قال لى تشان شو.

ان محافظة ساندو احد الاهداف التي تهتم بها الحكومة فى مقاطعة قويتشو . فى عام 2011 ازداد عدد السكان الفقراء فيها الى 193 الف, وحصلت المحافظة على مساعدة مالية لجميع اولئك الذين يبلغ نصيب دخلهم السنوى للفرد اقل من 2300 يوان ( 365 دولارا امريكيا) ,اى تحت خط الفقر.

وقال تشانغ جيا تشون, رئيس حكومة محافظة ساندو, ان مساعدة الفقراء فى ساندو يشكل تحديا كبيرا, لكن مقترحات الحكومة فى التقرير الحكومى تبعث الامل .

" تحدث رئيس مجلس الدولة ون جيا باو فى تقرير عمل الحكومة عن تسوية وتطوير المؤسسات المالية الصغيرة وانشاء نظام للمساعدة على تنمية المؤسسات الصغيرة والمشروعات الصغيرة للغاية والمناطق الريفية . ونحن مشجعون على ذلك بشدة ." قال تشانغ.

فى السنوات الماضية, عاد المزيد من العمال الفلاحين الى المناطق الريفية لاقامة مشاريع تجارية بعد تعلم مهارات جديدة فى المناطق الساحلية المتقدمة وتوسيع رؤاهم . فهم لا يلقون دعما حكوميا لانشاء المشاريع التجارية الشخصية فقط بل ايضا يساعدون على خلق فرص العمل فى المناطق الريفية.

فى الوقت نفسه وافق الاعضاء الآخرون على ان تلعب الحكومة دورها فى المساعدة على اثارة التنمية الاقتصادية فى المناطق الاكثر فقرا .

" لا يمكن معالجة اختلال التوازن بين المناطق من خلال الاقتصاد السوقى فقط, بل يجب استخدام اليد المرئية من الحكومة للتعديل فى الوقت نفسه. يعمل كل بلد بهذه الطريقة, وبدون ذلك لا يمكن للبلد ان تكون مستقرة". قال يانغ فو قانغ, وهو عضو بالمجلس الوطنى ورئيس مصلحة المالية ببلدية تيانجين.

وحسب وزارة المالية, تخطط المالية المركزية لتخصيص نحو 1.38 تريليون يوان ( حوالى 222 مليار دولار امريكى ) للتعليم والرعاية الصحية ونظام الضمان الاجتماعى , وخدمات التوظيف ودعم الاسكان والتنمية الثقافية هذا العام, بزيادة 19.8 بالمئة قياسا الى العام الماضى.

علاوة على ذلك, تخطط الحكومة لانفاق ما يقارب 1.51 تريليون يوان فى مجالات الرى والمواصلات ووسائل النقل العام وتوفير الطاقة وحماية البيئة وشؤون المجتمع. وسوف تزداد المدفوعات التى نقلت من الحكومة المركزية الى الحكومة المحلية فى هذا العام من اجل تضييق المسافة فى التوازنات الاقليمية .

"يجب على الحكومة ان توفر التنسيق وتعيد توزيع الاموال مجددا . وينبغى ان تولي اهتماما باستئصال الظلم في الدخل المفرط وعدم المساواة في توزيع الدخل." قال تشن تشى تاو, امين عام للجنة الحزب الشيوعى الصينى لدى مدينة بنغبو بمقاطعة آنهوى الواقعة وسط الصين وعضو بالمجلس الوطنى لنواب الشعب (مجلس الشعب).

" تحقيق التوازن فى المجتمع هو امتحان لكل المستويات بالحكومة " . وقال تشن," انها مثل لعبة الاوراق . يعتمد الفوز او الخسارة على اسلوبك."