مقابلة خاصة: سفير صينى: التجارة الصينية ــ الاماراتية نمت بإطراد خلال العقد المنصرم

دبى 16 يناير 2012(شينخوا) قال دبلوماسى صينى رفيع المستوى مؤخرا ان التجارة بين الصين والامارات العربية المتحدة نمت على نحو مطرد فى العقد المنصرم ومن المتوقع ان تصل الى 35 مليار دولار امريكى فى عام 2011 على الرغم من الركود الاقتصادى العالمى، مما يضع الامارات العربية المتحدة فى مرتبة ثانى اكبر شريك تجارى للصين فى الشرق الاوسط .

وقال السفير الصينى لدى الامارات قاو يو شنغ فى مقابلة خاصة مع وكالة ((شينخوا))، قبيل الزيارة الرسمية المقرر ان يقوم بها رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو الى البلد الخليجى، ان البلدين ادركا الثقة السياسية المتبادلة وسرعا من وتيرة العلاقات الاقتصادية والتجارية من بعد اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما فى عام 1984.

وبحسب قاو، فإن العلاقات الثنائية بين البلدين خطت خطوات كبيرة ودخلت افضل مراحلها فى السنوات الاخيرة، مشيرا الى مواصلة الزيارات والاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين بما فيها الزيارة الرسمية التى قام بها نائب رئيس دولة الامارات ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للصين فى عام 2008 ، والتى اجتمع خلالها مع الرئيس الصينى هو جين تاو ورئيس مجلس الدولة ون جيا باو.

وقام ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أيضا بزيارة مهمة للصين فى عام 2009 تلبية لدعوة من نائب الرئيس الصينى شي جين بينغ. والتقى الشيخ محمد خلال الزيارة بالرئيس الصينى ورئيس مجلس الدولة. ووقع الجانبان على سلسلة من الاتفاقيات الثنائية فى قطاعى البترول والتجارة.

وقال السفير الصينى ان "الثقة السياسية بين البلدين تتعمق بإستمرار وكذا التعاون فى كافة المجالات "، مؤكدا رغبة الصين فى دفع العلاقات بشكل شامل بين البلدين

وتعد الزيارة المرتقبة، التى سيقوم بها ون الى الامارات العربية المتحدة فى الفترة من 16 الى 18 يناير الجارى، الأولى لرئيس مجلس دولة صينى منذ تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتحظى بأهمية بالغة لتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، اذ يتوقع ان توقع الحكومتان خلال زيارة ون على بيان مشترك بشأن اقامة شراكة استراتيجية ستصبح بمثابة وثيقة استرشادية للعلاقات الثنائية.

وقال قاو ان حجم التجارة الثنائية نما بنسبة 35 فى المائة سنويا خلال السنوات العشر الماضية. ومن واقع الارقام ، فإن حجم التجارة الثنائية بلغ 32 مليار دولار فى الاشهر الـ11 الأولى من عام 2011, مسجلا زيادة قدرها 38.6 فى المائة على اساس سنوى. ونمت الصادرات الى الامارات العربية المتحدة بمقدار 28 فى المائة لتصل الى 24.3 مليار دولار امريكى، في حين قفزت الواردات من الامارات بمقدار 88.9 فى المائة لتسجل 7.6 مليار دولار امريكى .

كما تعد الصين ثانى اكبر شريك غير نفطى للامارات العربية المتحدة، بينما اضحت الامارات السوق الأكبر للصادرات الصينية فى العالم العربى .

واضاف السفير الصينى ان الامارات العربية المتحدة تخدم تقليديا كبوابة للشركات الصينية التى تعمل فى منطقة الشرق الاوسط ، مشيرا الى ان نحو 70 فى المائة من الصادرات الصينية الى الامارات يعاد تصديرها الى دول مجلس التعاون الخليجى وافريقيا وحتى اوربا، ما يشير الى الاهمية المتزايدة للامارات العربية المتحدة كمركز تجارى فى المنطقة.

واشار قاو الى ان هناك اكثر من 200 الف صينى يقيمون ويعملون فى الامارات العربية المتحدة ويساهمون فى تنمية التجارة والبنية التحتية والطاقة والمالية ومجالات اخرى.

ولم يقتصر التقدم فى العلاقات بين البلدين على المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية فقط، على ما قال السفير الصينى، مضيفا ان الجانبين شهدا ايضا تقدما عميقا فى التبادلات فى مجالى الثقافة والتعليم، مشيرا فى هذا الصدد الى انشاء اثنين من معاهد كونفوشيوس فى الامارات لتعزيز اللغة والثقافة الصينية من اجل تسهيل التفاهم المتبادل والصداقة بين شعبي البلدين.

وفى شأن المستقبل، اعرب قاو عن استعداد ورغبة الجانب الصينى فى توسيع مجالات التعاون مع الامارات فى قطاعات الطاقة والمالية والاتصالات والتعاقد على المشروعات والرعاية الصيحة من اجل خدمة المصالح المشتركة للبلدين على نحو افضل.