الدول العربية تعلق آمالا كبيرة على آفاق التعاون الاقتصادى مع الصين

ينتشوان28 سبتمبر 2011 (شينخوا) علق رؤساء وفود الدول العربية والمسؤولون رفيعو المستوى الذين حضروا الدورة الثانية للمنتدى الصينى-العربى للاقتصاد والتجارة, آمالا كبيرة على آفاق التعاون الصينى-العربي, واعربوا عن اعتقادهم بأن الصين ستكون أهم شريك تجارى آمن للدول العربية.

وقال الرئيس التنفيذي الأول لمجلس التنمية الاقتصادية البحريني الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة , خلال المنتدى الذى إختتم مؤخرا فى مدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة شمال غربى الصين, ان الاقتصاد العالمي يشهد حاليا تغيرات مهمة وأن المركز الاقتصادى يتحول نحو الشرق.

وتابع أن الصين والدول العربية لهما كثير من المصالح المشتركة وأن التبادلات التجارية بينهما تحولت تدريجيا من ممارسة التجارة الى الاستثمار على أساس المنافع المتبادلة, مشيرا الى أن الدول العربية تعتقد أن الصين مقصد آمن للاستثمار.

ووقع الشيخ عبدالله عزيز جاسم آل ثاني من دولة قطر ، الذى يشارك في المنتدى للمرة الأولى مع حكومة حي شينغتشينغ بمدينة ينتشوان على مشروع لانشاء الميناء العربى-الصينى لتبادل البضائع بقيمة تصل الى 250 مليون دولار أمريكى, وذلك خلال مراسم توقيع المشاريع للمنتدى.

وقال ان بيئة الاستثمار فى الصين جيدة وآمنة جدا والفرص فيها كثيرة, و" نشجع رجال الأعمال القطريين على الاستثمار فى الصين."

يذكر أن منتدى التعاون الصينى-العربى أقيم فى عام 2004 بجهود مشتركة من قبل الدول العربية والصين وأصبحت اقامته معلما تاريخيا فى عملية تطور العلاقات العربية-الصينية. ودخل التعاون الودى بين الدول العربية والصين مرحلة جديدة فى عام 2010 مع شروع الدول العربية والصين في اقامة علاقة تعاونية استراتيجية تتميز بالتعاون الشامل والتنمية المشتركة.

وأظهرت احصاءات أن قيمة التجارة الثنائية بين الدول العربية والصين ارتفعت من 36.4 مليار دولار أمريكى فى عام 2004 الى 145.4 مليار دولار أمريكى فى عام 2010. وسجلت هذه القيمة بين الطرفين رقما قياسيا فى النصف الأول من هذا العام لتصل الى 120 مليار دولار أمريكى بزيادة 36 بالمائة على أساس سنوى.

وشهد حجم الاستثمارات المتبادلة للطرفين توسعا متواصلا, حيث قامت الصين باستثمار أكثر من 15 مليار دولار أمريكى فعليا فى الدول العربية حتى نهاية العام الماضى, بينما وصلت قيمة استثمارات الدول العربية فى الصين الى 2.6 مليار دولار أمريكى. وقد أصبحت الدول العربية أسرع سوق تشهد زيادة للتعاون الخارجى للمؤسسات الصينية.

وقال نائب وزير التجارة الصينى جيانغ تسنغ وى خلال المنتدى ان الاقتصاد العالمى يشهد حاليا انتعاشا بطيئا ولكن تأثيرات الأزمة المالية مازالت مستمرة وآفاق النمو الاقتصادى العالمى تتمتع بعوامل غير محددة. وعلى هذه الخلفية, تواجه كل من الصين والدول العربية ، وهما كتلتان اقتصاديتان ناميتان, مهمات أشق فى تنمية اقتصادها وتحسين معشية شعوبها.

لكنه أكد أن الطرفين يعتمدان على بعضهما البعض بشكل أوثق ويمكنهما تبادل تفوقاتهما فى مجالات الطاقة, ورأس المال, والتكنولوجيا, والموارد البشرية, وهيكل الصناعات .

وقال جيانغ انه يمكن للدول العربية والصين تعميق تعاون الجنوب -الجنوب من أجل المساهمة فى دفع النمو الاقتصادى العالمي بشكل قوى ومستدام ومتوازن.

يعتبر المنتدى الصينى-العربى للاقتصاد والتجارة مثالا للتعاون الودى بين الجانبين. وتعد منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى المنطقة الرئيسية بالصين التي يتجمع فيها المسلمون من قومية هوى ويحتل عدد السكان من هذه القومية 36 بالمائة من اجمالى عدد السكان فى نينغشيا. وتعمل المنطقة على التطور الى مركز للتعاون الاقتصادى والتجارى بين الدول العربية والصين اعتمادا على ميزاتها الجغرافية والثقافية والانسانية .

وفى مدينة ينتشوان, يمكن ملاحظة وجود لوحات باللغة العربية فى محطات الحافلات ومواقع المنتدى ويمكن ايجاد مستلزمات المسلمين والأطعمة الحلال بشكل سهل فى الشوارع . وبالاضافة الى ذلك, حدد المنتدى قاعات خاصة للمشاركين المسلمين للصلاة .

وقال الشيخ عبد الله عزيز جاسم آل ثاني ان الشعب الصينى متحمس وبلاده تهتم بالمستثمرين هنا وتحترمهم, ومشاريعهم تحصل أيضا على اهتمامات كبيرة من قبل الصين, مؤكدا بأن هذا الأمر قوة مشجعة للمستثمرين.

وبدوره, قال وكيل وزارة التجارة الخارجية الاماراتى عبد الله أحمد آل صالح خلال المؤتمر ان الامارات والدول العربية الأخرى ستعزز الاستثمارات فى مختلف المجالات لتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين, مضيفا أن هذه المجالات تتمثل فى السياحة, والأطعمة الحلال , ومستلزمات المسلمين, والاستثمارات المالية, والعقارات , والبناء.

من جانبه, قال السفير الصيني السابق لدى منظمة التجارة العالمية سون تشن يو, ان الصداقة التقليدية بين الدول العربية والصين أساس للتعاون بينهما, مشيرا الى أن الطرفين يتمتعان بتجارب للتعاون فى الساحة الدولية وهما يدعمان بعضهما البعض ويحافظان على المصالح المشتركة للدول النامية.