الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تعليق: الولايات المتحدة لابد أن تفي بوعودها لطمأنة الصين والعالم
بكين 21 اغسطس 2011 (شينخوا) "أنتم آمنون"، كررها نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن مرار لطمأنة بكين بأن اصول الصين بالدولار آمنة وذلك خلال اجتماعاته مع الزعماء الصينيين وخلال خطاب ألقاه امام طلبة جامعيين.
وإلا أن هذا لا يكفي أبدا لتهدئة مخاوف الصين والعالم نظرا لوجود حاجة ماسة لاتخاذ اجراءات ملموسة من الولايات المتحدة للوفاء بوعودها.
وبالفعل جاء بايدن إلى الصين ومعه رسالة ثقة ورغبة في العمل مع الصين لاجتياز العاصفة وتشكيل شراكة تعاونية من اجل المستقبل. وحصل على صوت ثقة في المستقبل الاقتصادى الأمريكى من قيادة الصين.
ولكن الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، لابد أن تدرك أن الثقة لا يمكن أن تتحقق بالتصريحات الرنانة فقط وانما بالأفعال المسؤولة والملموسة وطويلة الاجل.
وقامت الصين، أكبر دائن أجنبي للولايات المتحدة، بزيادة استثماراتها في سندات الخزانة الأمريكية خلال الاشهر الثلاثة الماضية، وهى فترة مضطربة كافحت خلالها الولايات المتحدة لرفع سقف الدين وقامت وكالة ستاندرد اند بور وبشكل غير مسبوق بخفض التصنيف الائتمانى للولايات المتحدة.
وان الاجراءات الواضحة والحاسمة التى اتخذتها الصين للحفاظ على استقرار الأسواق العالمية أثبتت استعدادها للاضطلاع بمسؤولياتها كثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، فيما اثبتت أيضا انها تفهم أن الأفعال أهم من الكلمات.
وبالفعل فان الانتعاش الاقتصادى العالمى الهش كان سيزداد ضعفا إذا كانت الولايات المتحدة قد فشلت في اتخاذ اجراءات جادة لتنظيم وضعها الاقتصادى.
وللوفاء بوعودها، لابد أن تنظر الولايات المتحدة لوضعها الداخلى وأن تعيد نموها الاقتصادى إلى مساره الصحيح. ولابد أن تنهي الاعتماد الزائد عن الحد على الاقراض الخارجي وتجرى إصلاحات جوهرية وتخفض عجز الميزانية وتعيد هيكلة اقتصادها.
وسعيا لكسب ثقة الصين، لابد أن تبذل الولايات المتحدة المزيد من الجهد من أجل تسهيل نمو صلاتها التجارية مع الصين عن طريق رفع المزيد من القيود المفروضة منذ فترة طويلة على تصدير التكنولوجيا الفائقة وتهيئة المناخ للمستثمرين الصينيين.
وما لم يحدث ذلك، سيفقد الجانبان فرصا عديدة للتعاون في مجالات الطاقة وحماية البيئة والطب الحيوى والتمويل.
وفي ظل نمو العلاقات التجارية على نحو سريع، لابد أن تسعى الولايات المتحدة لتجنب تسييس النزاعات التجارية ولابد أن يسعى الجانبان لتسوية خلافاتهما وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية.
وإضافة إلى ذلك، فمن أجل كسب ثقة الصين لابد أن تقوم الولايات المتحدة أيضا بالنظر إلى مسار التنمية بشكل موضوعى وعقلاني وأن تحترم المصالح الأساسية للصين فيما يتعلق بسيادتها الوطنية وسلامة أراضيها.
وقال بايدن "إن الولايات المتحدة لم ولن تتخلف أبدا عن الوفاء بوعدوها"، والآن حان الوقت الذى تحتاج فيه الولايات المتحدة لأن تظهر للعالم أنها ليست فقط قادرة على الالتزام بوعودها، وانما أيضا تمتلك العزم والقدرة والرغبة السياسية على تحويل تلك الوعود إلى حقيقة.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |