تعريف موجز بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوى

تحتفل منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوى هذا العام بالذكرى السنوية الخمسين لإنشائها. وينتمي خمسة وثلاثون في المئة من سكانها البالغ عددهم ستة ملايين نسمة الى أقلية قومية هوى، الذين يشكلون الجزء الأكبر من المسلمين في الصين. وينحدرون جزئياً من التجار والجنود العرب والإيرانيين الذين واستقروا في الصين من عهد أسرة تانغ فصاعدا. وأبناء قومية هوى الآن من حيث المظهر واللغة لا يمكن تمييزهم فعلياً من قومية هان التي تشكل أغلبية السكان في الصين، ولكن قد احتفظ الهوي بثقافة متميزة قائمة على الإسلام. وعلى الرغم من أن الهوي منتشرون في كل منطقة بالصين تقريباً، إلا أنهم يميلون الى العيش في مجتمعات متميزة.

ولعل من أهم سمات مجتمعات الهوي المحلية في نينغشيا هي القرى الريفية الصغيرة، بما فيها منازلهم المتينة ذات الأفنية، بعضها رملي وردي، وبعضها الآخر مطلي باللون الأبيض مع واجهات زرقاء، وغالباً ما تتباهي ببوابات مرصعة مشرقة خضراء. وفي كل قرية مسجد صغير، وفي كثير من الأحيان مَبني بالأسلوب المحلي الذي يفضل مآذن متعددة وقبة وسطى. وعندما تُروَي تربة نينغشيان الرملية ذات الرواسب الطُّفالية بمياه من النهر الأصفر تصبح خصبة بصورة ملحوظة. وتبدو على سهل فيض النهر العظيم حقول الأرز مشرقة، خضراء زمردية، وحدود الطرق والحقول تصطف عليها أشجار حور بأوراق فضية مائلة الي الزُرقة. وهناك صناعة فواكه مزدهرة، تشمل البطيخ والتوت الأحمر وأخيرا وليس آخرا، العنب الذي يُنتج عادة بمذاق أكثر لذة من الأحمر الصيني.

ولكن نينغشيا ليست جنة رعوية فقط بل هي أيضاً مركز رئيسي للصناعات الثقيلة. ويلتهم اقتصاد الصين المزدهر الفحم مثل وحش نهم وتملك نينغشيا أغني عروق الفحم في الصين. وقد تم على مر السنين تلويث العديد من المناطق بشكل سيئ بالفحم وتوليد الكهرباء والصناعات الكيماوية، ولا سيما شيزويشان في أقصى الشمال. ولكن الحكومة تولي اهتماما حالياً الى القضايا البيئية، وبادرت بالشروع في مشروعات التجديد الحضري والانتقال الى جيل جديد من التقنيات النظيفة التي يجري تنفيذها في قاعدتين ضخمتين لانتاج الفحم والكيماويات يجري تشييدهما في صحراء نينغشيا. ولا يزال الملك الفحم يحكم نينغشيا وسوف يفعل ذلك في المستقبل المنظور ، ولكن مما يبعث علي الأمل أنه بشكل أقل طغيانا مما كان عليه في الماضي.

وتشكل صحراء نينغشيا 60 في المائة من مساحة أراضيها. والكفاح ضد توسعها هو مهمة لا نهاية لها أبداً. ويلقي معظم الخبراء اللوم على أعداد الماعز والضأن المتزايدة التي تزود صناعة الكشمير المزدهرة في المنطقة بالصوف أو توفر لحوم الضأن الممتازة والدهينة التي يزعم المزارعون المحليون بصورة غير محتملة أنها جيدة لصحتك. ويعزو آخرون ببساطة نمو الصحراء الي التغير المناخي، الذي بطبيعة الحال يجب أن تتحمل الصناعة الثقيلة في نينغشيا جزء من اللوم عنه. ولكن نينغشيا لا تزال تبذل جهوداً مضنية في مشاريع التحريج. و في الأماكن الصحراوية التي لا يمكن جعلها تُزهِر فيمكن استغلالها كمناطق جميلة للحياة البرية ومواقع جذب سياحي كبير.

إذن هي أرض الألوان والتباين، ويمثل الأخضر سهول فيض النهر الأصفر الخصبة ومجتمع الهوي المسلم، والأسود صناعة الفحم، ولون المَغْرة واللون الوردي الصحراء. وتقدم نينغشيا مشاهد لا تنسى، معابد بوذية تتشبث بخطورة بالغة بأجرف الرواسب الطُّفالية، وأبراج المراقبة علي السور العظيم التي تشكل علامات علي التلال والسهول في الصحراء، وتوربينات الرياح العملاقة رموز الاقتصاد الحديث النامي. نينغشيا مكان رائع لزيارته واستناداً الى طفرة كبيرة في الممتلكات حول المدن الرئيسي فإنها مكان مرغوب العيش فيه بشكل متزايد.

 

شبكة الصين  /  21  سبتمبر  2008  /



راسلنا ان وجدت خطأ

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000