عشر وثائق بالرقم (1) للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لدفع الإصلاح الريفي
مرت ثلاثون عاماً على الإصلاح والانفتاح الصيني. وكان الإصلاح الصيني قد بدأ من الريف، لذلك على الذي يريد أن يدرس إصلاح النظام الاقتصادي الصيني أن يدرس الإصلاح الريفي الصيني، كما عليه أن يعرف مصطلحا صينيا هو: وثيقة اللجنة المركزية للحزب بالرقم(1).
شهد الإصلاح الريفي الصيني مدا بعد مد في الثلاثين عاماً الماضية، وظهرت عشر وثائق بالرقم (1) للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في فترات مختلفة وبتركيز مختلف، دفعت جميعها ازدهار الاقتصاد الريفي وزيادة دخل الفلاحين والتنمية الاجتماعية الريفية التي تعتبر أقوى تيار يقود الحضر والريف الصيني إلى التنمية المتناغمة سعيا لتحقيق الازدهار المشترك.
1982-1986: خمس صفحات رائعة للإصلاح الصيني
يقصد بخمس وثائق بالرقم (1) للجنة المركزية للحزب الوثائق الخمس حول أعمال الريف التي وضعتها وأصدرتها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. سجلت هذه الوثائق الخمس سلسلة من قرارات الحزب الشيوعي الصيني وسياساتها الهامة لتوجيه الإصلاح الريفي، ولعبت دورا دافعا جبارا لتحقيق الإصلاح الريفي وتعبئة حماسة الفلاحين وتحرير قوى الإنتاج.
وفي 1/1/1982 أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أول وثيقة تحمل الرقم (1) حول قضايا الزراعة والريف والفلاحين، لخصت الوثيقة الإصلاح الريفي ذا الأهمية العصرية، وسهلت السياسات الريفية، وأكدت نظام المسؤولية التعاقدية الأسرية المرتبط بالإنتاج.
وفي يناير 1983 أصدرت اللجنة المركزية للحزب رسميا ثاني وثيقة بالرقم (1) تحت عنوان ((مسائل حول السياسة الاقتصادية الريفية الراهنة)). وأكدت الوثيقة، من حيث النظرية، على أن نظام المسؤولية التعاقدية الأسرية المرتبط بالإنتاج اختراع عظيم حققه الفلاحون الصينيون في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وتطور جديد للنظرية الماركسية حول التعاون الزراعي في الممارسة الصينية. وطلبت الوثيقة تعميم نظام المسؤولية التعاقدية الأسرية المرتبط بالإنتاج بصورة شاملة.
وفي أول يناير 1984 أصدرت اللجنة المركزية للحزب ((إشعار حول الأعمال الريفية في عام 1984))، وهو ثالث وثيقة بالرقم (1) ، وأكدت الوثيقة على مواصلة استقرار وإكمال نظام المسؤولية التعاقدية الأسرية المرتبط بالإنتاج، وتجديد فترة التعاقد، أي تكون أكثر من 15 سنة بصورة عامة.
وفي أول يناير 1985 أصدرت اللجنة المركزية للحزب ((عشر سياسات حول مزيد من تنشيط الاقتصاد الريفي))، أي رابع وثيقة بالرقم (1) . ويشمل مضمونها المركزي تعديل الهيكل الإنتاجي الريفي، وإلغاء نظام شراء الحكومة المنتجات الزراعية والجانبية بصورة موحدة أو شرائها بحصص محددة، وتنفيذ سياسة شراء الحكومة الحبوب الغذائية والقطن وغيرها من المنتجات الهامة القليلة العدد بالعقود المخططة. وحولت الدولة الضريبة الزراعية من ضريبية عينية إلى ضريبة نقدية.
وفي أول يناير 1986 أصدرت اللجنة المركزية للحزب ((حول الأعمال الريفية في عام 1986))، أي خامس وثيقة بالرقم (1). وضعت الوثيقة الزراعة في مكانتها الصحيحة في الاقتصاد القومي، وأكدت على زيادة التمويل وتعميق الإصلاح الريفي إلى جانب تأكيد الحزب على الاهتمام السابق بالسياسات المعنية والعلوم في التنمية الزراعية.
وبهذه الوثائق الخمس بدأ الوضع الجديد لتطور الإصلاح الريفي الصيني. وبفضلها ازداد دخل الفلاحين بسرعة، وبمعدلات نمو اكبر من الحضر، فأصبحت الفجوة بين دخل سكان الحضر والريف تضيق أكثر فأكثر، فتتقدم حياة الفلاحين الصينيين من مرحلة حل مشكلة الكساء والغذاء الي مرحلة حياة الرفاهية.
وبواسطة هذه الوثائق الخمس، وبفضل تأكيد نظام المسؤولية التعاقدية الأسرية المرتبط بالإنتاج، ومن خلال العمل غير الزراعي، تحررت قوى الإنتاج، وتحقق مزيد من تحرر الأيدي العاملة، فبدأت تشترك في العملية العظيمة للتصنيع والتحديث الصينيين، مما قدم قوة محركة معنوية لا تنضب لإصلاح النظام الاقتصادي الحضري وقدم قاعدة مادية راسخة.
2004-2008: خمس معالم جديدة في عملية تنسيق التنمية الحضرية والريفية
في القرن الحادي والعشرين تشهد التنمية الاقتصادية الصينية نموا سريعا، لكن التنمية الاقتصادية والاجتماعية الريفية التي قدمت قوة محركة كبيرة لإصلاح النظام الاقتصادي الحضري وقعت في حيرة التطور المتخلف.
ومن عام 1997 إلى عام 2003، لم تبلغ زيادة دخل الفلاحين نسبة 4% خلال هذه السنوات السبع المتتالية، مشكلة أقل من خمس زيادة دخل سكان الحضر. وظل دخل مناطق الحبوب الغذائية الرئيسية ومعظم الفلاحين متقلبا بل انخفض، ودخلت الأعمال الاجتماعية الريفية المتنوعة في فترة نمو منخفض.
وتجاه هذا الوضع الخطير، أشار المؤتمر الوطني السادس عشر للحزب الذي انعقد في نوفمبر 2002 إلى أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة في الأرياف والمدن وبناء الزراعة الحديثة وتطوير الاقتصاد الريفي وزيادة دخل الفلاحين هو المهمة العظيمة لبناء مجتمع الرفاهية الشاملة.
وفي 8/2/2004 أصدرت اللجنة المركزية للحزب وثيقة بالرقم 1، تحت عنوان ((آراء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة حول سياسات لدفع زيادة دخل الفلاحين)). وهي السادسة وثيقة بالرقم 1 حول الفلاحين منذ انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح. ومنذ ذلك الوقت ركزت وثائق اللجنة المركزية للحزب بالرقم 1 اهتمامها مرة أخري علي قضايا الزراعة، الريف، والفلاحين .
وفي 30/1/2005، أُصدرت وثيقة ((آراء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة حول مزيد من تعزيز الأعمال الريفية ورفع قدرة الإنتاج الزراعية الشاملة))، مطالبة باستقرار وتحسين وتعزيز مختلف السياسيات لدعم الزراعة، وتعزيز بناء قدرة الإنتاج الزراعي الشاملة، ومواصلة تعديل الهيكل الزراعي وهيكل الاقتصاد الريفي، ومزيد من تعميق الإصلاح الريفي.
وفي 21/2/2006 أُصدرت وثيقة ((آراء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة حول دفع بناء الريف الاشتراكي الجديد))، وطالبت الوثيقة بإكمال سياسة دعم الزراعة، وتعزيز بناء المنشآت الأساسية، ودفع الإصلاح الريفي الشامل، ودفع زيادة دخل الفلاحين بصورة متواصلة، وضمان بداية طيبة لبناء الريف الاشتراكي الجديد.
وفي 29/1/2007 أُصدرت وثيقة ((آراء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة حول تطوير الزراعة الحديثة بنشاط ودفع بناء الريف الاشتراكي الجديد))، وطرحت الوثيقة تجهيز الزراعة بالشروط المادية الحديثة، وإصلاح الزراعة بالعلوم والتكنولوجيا الحديثة، وتأهيل الزراعة بالنظام الصناعي الحديث، ودفع الزراعة بأسلوب العمل الحديث، وإرشاد الزراعة بمفهوم التنمية الحديثة، وتحقيق التنمية الزراعية بإعداد نوع جديد من الفلاحين.
وفي 30/1/2008 أُصدرت وثيقة ((آراء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة حول التعزيز الحقيقي لبناء أساس الزراعة ومزيد من دفع زيادة دخل الفلاحين))، وطرحت الوثيقة سلك طريق الزراعة الحديثة ذات الخصائص الصينية، وإقامة آلية طويلة الأجل متمثلة في التنمية الريفية عن طريق دفع التنمية الحضرية، لتشكيل وضع جديد للتكامل بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المدن والأرياف.
والوثائق الخمس بالرقم 1 التي صدرت في القرن الماضي حلت رئيسيا مشكلة عائق النظام الزراعي، ودفعت تطور قوى الإنتاج الزراعي، وخلقت قوة محركة مادية وفكرية لإصلاح النظام الاقتصادي الحضري، و الوثائق الخمس بالرقم 1 التي صدرت في القرن الحالي،تشمل فكرتها المحورية دعم الريف، مساعدة المدن للأرياف، وتحقيق رفع مستوى حياة الفلاحين من خلال حزمة من السياسات، وتؤكد رئيسيا على زيادة دخل الفلاحين، وضمان حقوق متساوية للفلاحين، وتقديم مساعدة أكثر للزراعة.
وبفضل الوثائق بالرقم 1 في القرن الحالي، نهضت الزراعة التي كانت غير فاعلة في فترة من الفترات بحيوية ونشاط، حيث حقق مردود إنتاج الحبوب الغذائية زيادة خلال أربع سنوات متتالية، وبلغ 5ر501 مليون طن في عام 2007. وتجاوز معدل صافي دخل الفرد من الفلاحين 4140 يوان، وتجاوز حجم الزيادة 6% في السنوات الأربع الماضية. وارتفع مستوى حياة الفلاحين بصورة ملحوظة، وانخفض مؤشر إنجل بالريف من 25ر46% عام 2002 إلى 02ر43% عام 2006.
شبكة الصين
|