النص الكامل لخطاب هو جين تاو خلال حفل افتتاح المؤتمر السنوى لمنتدى بواو الآسيوى لعام 2008
بكين 12 ابريل (شينخوا) فيما يلى النص الكامل لخطاب الرئيس الصينى هو جين تاو الذى ألقاه فى حفل افتتاح المؤتمر السنوى لمنتدى بواو الاسيوى اليوم (السبت):
مواصلة الاصلاح والانفتاح ودفع التعاون من اجل الكسب المتكافىء
ألقاها هو جين تاو ، رئيس جمهورية الصين الشعبية خلال حفل افتتاح المؤتمر السنوى لمنتدى بواو الآسيوى لعام 2008
بواو ، هاينان 12 ابريل 2008
الضيوف الافاضل، السيدات والسادة ، الاصدقاء
بادئ ذى بدء، أرغب فى أن أعرب لكم نيابة عن الحكومة الصينية عن تهنئتى الحارة بمناسبة افتتاح المؤتمر السنوى وترحيبى الحار بكم جميعا.
قام منتدى بواو الآسيوى منذ انشائه بدور هام فى تعميق الفهم المتبادل والصداقة بين الشعوب الآسيوية وتعزيز التفاعل والتعاون بين الدول ودوائر الاعمال فى آسيا ونحن نشيد بنمو المنتدى والانجازات التى حققها.
السيدات والسادة
الاصدقاء
ان العام الحالى له مغزى خاص بالنسبة للصين .حيث بدأ الشعب الصينى فى تصميم منذ ثلاثين عاما مضت فى ظل قيادة السيد . دنغ شياو بينغ رحلته التاريخية نحو الاصلاح والانفتاح وهى مبادرة اتخذها دنغ شياو بينغ .وكانت البداية لثورة عظيمة جديدة فى الصين فى ظل الظروف التاريخية الجديدة.
دار الزمن دورته ومرت ثلاثون عاما قبل ان يدرك المرء ذلك. وقام الشعب الصينى على مدار الثلاثين عاما الماضية وهو يعمل فى ظل روح رائدة ويحقق ابداعات جريئة بتنفيذ الاصلاح والانفتاح بثبات وواصل التحديث الاشتراكى وحققت الصين تقدما كبيرا من ناحية نموها الاقتصادى وتعزيز القوة الوطنية الكلية وتحسين مستويات معيشة شعبها. وحدثت تغيرات تاريخية فى الصين .فقد نجحت الصين فى تحقيق التحول التاريخى من اقتصاد مخطط على درجة كبيرة من المركزية الى اقتصاد سوق اشتراكى قوى ومن دولة منغلقة وشبه منغلقة الى دولة منفتحة بشدة على العالم الخارجى . وحقق الاقتصاد الصينى نموا سريعا. ويتمتع الشعب الصينى الذى افتقد ذات يوم ضرورات المعيشة الاساسية الآن بالازدهار الاولى، وانخفض عدد سكان الريف الفقراء مما يزيد على 250 مليونا الى حوالى 10 ملايين، وتحققت انجازات ملحوظة فى سعينا من اجل تحسين النظام السياسى وتعزيز التنمية الثقافية والبرامج الاجتماعية.
إذا أرادت دولة أو أمة ما أن تطور نفسها فى هذا العالم المتسم بالتنافسية المتزايدة، فيجب عليها ان تتقدم مع خطى العصر وتنفذ الاصلاح والانفتاح وتعزز من التنمية وتضع شعبها فى المقام الاول وتعزز من التناغم وهذا هو الاستنتاج الذى استخلصناه فى قضية الاصلاح والانفتاح الكبرى.
لا يوجد نهج أو نموذج للتنمية جاهز أو غير متغير يناسب جميع الدول فى العالم، ويجب علينا ان نستكشف ونحسن نهج ونموذج تنميتنا بما يتماشى مع الظروف الوطنية الصينية. ويجب علينا عند القيام بذلك ان نتكيف مع الاتجاهات الجديدة سواء محليا او خارجيا وأن نلبى تطلعات الشعب المتزايدة لحياة افضل، ويجب علينا ان نجعل المجتمع الصينى اكثر ازدهارا. كما يجب علينا أن نتماشى بصدق مع تيار العصر وان نشترك فى نفس المصير مع الشعب.
يوفر التاريخ الاساس لتحقيق تقدم جديد، وهو ايضا مصدر إلهام يوجه جهودنا للسعى نحو مستقبل افضل. وتظل الصين اكبر دولة نامية فى العالم . وما زال امامها طريق طويل لتقطعه قبل ان تتمكن من تحقيق التحديث الاساسى والازدهار المشترك لشعبها. ان الاصلاح والانفتاح هما اللذان جعلا التنمية السريعة امرا ممكنا فى الصين خلال الاعوام الثلاثين الماضية ، وهما اللذان يمسكان ايضا بمفتاح تنمية الصين فى المستقبل. والاصلاح والانفتاح هما اختيار حاسم يصيغ الصين اليوم وهو اختيار قام به 1.3 مليار صينى . وان الشعب الصينى يتفانى لتحقيق قضية الاصلاح والانفتاح الكبرى وسيواصل بناء مجتمع الازدهار الاولى فى جميع المناحى وتحقيق التحديث الاساسى فى الصين والاسهام بصورة اكبر فى القضية السامية لسلام وتنمية البشرية .
السيدات والسادة ،
الاصدقاء ،
أحدثت ثلاثة عقود من الاصلاح والانفتاح تغيرات تاريخية فى علاقات الصين مع باقى العالم .
وتعد الصين حاليا جزءا لا يتجزأ من الاقتصاد العالمى ، وفى عام 1978 أسهم إجمالى الناتج المحلى الصينى بنسبة 1 فى المائة فقط من الاقتصاد العالمى ، بينما ارتفع نصيبه فوق 5 فى المائة خلال عام 2007 . وفى عام 1978 كان نصيب الصين من التجارة العالمية أقل من 1 فى المائة بينما قفز نصيبها خلال عام 2007 الى حوالى 8 فى المائة ، وفتحت التنمية الصينية سوقا ضخما لرأس المال الدولى حيث اجتذبت ما يزيد على 780 مليار دولار امريكى من صافى الاستثمارات الاجنبية على مدار الثلاثين عاما الماضية، وحققت ايضا الاستثمارات الاجنبية المباشرة للشركات الصينية نموا جوهريا.
عززت التنمية الصينية من نمو الاقتصاد والتجارة العالميين، حيث زاد نمو وارداتها بمعدل سنوى متوسط هو 16.7 فى المائة منذ عام 1978 وأصبحت الصين ثالث اكبر سوق للواردات فى العالم واكبر سوق للواردات فى آسيا . وتسهم الصين حاليا بما يزيد على 10 فى المائة من نمو الاقتصاد العالمى واكثر من 12 فى المائة من توسع التجارة العالمية. وبلغ حجم متوسط الواردات الصينية السنوية ما يقاربـ560 مليار دولار امريكى منذ عام 2001 مما اوجد 10 مليون وظيفة لشركائنا التجاريين.
تعد الصين حاليا مشاركا اساسيا فى النظام الدولى . فهى عضو فى اكثر من مائة منظمة حكومية دولية وطرف فيما يزيد على 300 معاهدة دولية ، وتشارك الصين بنشاط فى الشئون الدولية والاقليمية وتنفذ بجدية التزاماتها الدولية . وقد بعثت الصين على مدار الاعوام الماضية ما يزيد على مائة ألف جندى لحفظ السلام فى اطار 22 من عمليات الامم المتحدة لحفظ السلام ز ويوجد حاليا اكثر من 1900 من جنود حفظ السلام الصينيين فى الخدمة العاملة مما يجعل الصين اكبر دولة تسهم بقوات من بين الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الامن الدولى .
توضح لنا الاعوام الثلاثين الماضية للاصلاح والانفتاح ان الصين لا يمكنها ان تنمى نفسها بمعزل عن العالم، وينطبق شئ ذاته على العالم الذى لا يمكنه ان يتمتع بالازدهار أو الاستقرار بدون الصين . وفى عالم اصبح فيه التوجه نحو تعددية الاقطاب امرا لا يمكن التراجع عنه ، يزداد عمق العولمة الاقتصادية وتتسارع الثورة العلمية والتكنولوجية ، ويزداد الارتباط الوثيق بين مستقبل الصين ومستقبل العالم اكثر من وقت مضى .
ستلتزم الصين التزاما صارما بنهج التنمية السلمية، وهو قرار استراتيجى اتخذته حكومة الصين وشعبها. هذا القرار يقوم على الحقائق الصينية ويتماشى مع تيار العصر. وهو يبرهن على ان سياسة الصين الخارجية والمحلية تتسقان فيما بينهما وان المصالح الاساسية للشعب الصينى والمصالح المشتركة لشعوب العالم تتناغم . وتعد التنمية السلمية هى السبيل الوحيد الذى يقود الى اعادة التجديد العظيم لحيوية الامة الصينية . ان الصين تحترم حق الشعوب الاخرى فى الاختيار المستقل لنهج تنميتها ، ولا تتدخل فى الشئون الداخلية للدول الاخرى ولا تحاول ان تفرض ارادتها الخاصة على الآخرين . كما أن الصين ملتزمة بالتسوية السلمية للنزاعات الدولية وتتبع سياسة دفاع تتميز ذات طبيعة دفاعية بطبيعتها، ولن تسعى الصين مطلقا للهيمنة او التوسع .
ستتبع الصين بثبات استراتيجية الانفتاح للكسب المتكافىء . نحن ملتزمون بتعزيز النمو المستدام والمطرد للاقتصاد العالمى . وسنوسع نطاق دخول السوق بما يتفق مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية المقبولة على وجه العموم . وفى الوقت الذى نجاهد فيه لكى نقوم بتنمية انفسنا . نحن ايضا مستعدون للتكيف مع المخاوف المشروعة للدول الاخرى وخاصة الدول النامية . اننا نساند الجهود من اجل تحسين التجارة والانظمة المالية الدولية وتعزيز تحرير التجارة وتسهيلات الاستثمار والسعى نحو حل جماعى للمخاطر المالية وأمن الطاقة . اننا نؤمن بأن النزاعات الاقتصادية والتجارية ينبغى حلها من خلال التشاور والتعاون وان الدول ينبغى ان تشترك فى فرص التنمية والتصدى المشترك للتحديات .
ان الصين تكرس جهودها من اجل بناء عالم متناغم يتسم بالسلام الدائم والازدهار المشترك . وتلتزم الصين بمقاصد ومبادئ ميثاق الامم المتحدة وتراعى القانون الدولى والمعايير الحاكمة للعلاقات الدولية المعترف بها عالميا . اننا نعزز من الديمقراطية والتناغم والتعاون والتقدم المشترك فى العلاقات الدولية ونحترم تنوع الحضارات البشرية . اننا نسعى الى جعل العلاقات الدولية اكثر ديمقراطية . اننا نشارك بنشاط فى التعاون الدولى فيما يخص مكافحة الارهاب ومنع الانتشار النووى والتغير المناخى وحماية البيئة والوقاية من الامراض المعدية والسيطرة عليها . اننا نعمل من اجل نظام دولى اكثر عدلا وانصافا .
السيدات والسادة ،
الاصدقاء ،
ان تنمية آسيا ليست هامة فقط لمستقبل آسيا ، بل وايضا لمستقبل عالمنا . تمتعت آسيا فى الاعوام الاخيرة بإستقرار كلى ونمو اقتصادى سريع الى حد ما . إن تنمية علاقات حسن جوار والتعامل مع المشكلات والخلافات من خلال الحوار والتشاور اكتسب مساندة متزايدة من الدول الآسيوية . وتقوم آليات التعاون الاقليمية وشبه الاقليمية الآسيوية الكثيرة بدور ذى اهمية متزايدة فى تعزيز النمو والاستقرار الاقتصاديين فى آسيا . وتظل آسيا واحدة من اكثر مناطق العالم دينامية ، لكنها تواجه ايضا بعض التحديات الشاقة فيما يخص تعزيز التنمية الاقتصادية وبناء المؤسسات السياسية والحفاظ على الامن والاستقرار . ويعد تحقيق السلام الدائم والازدهار المشترك فى آسيا مهمة طويلة الامد وشاقة . ستعمل الصين مع الدول الآسيوية الاخرى على اغتنام الفرص والتصدى للتحديات وبناء آسيا المتمتعة بالسلام والانفتاح والمتسمة بالتنمية والتعاون . لكى نحقق هذا الهدف ، فإننى ادعو الدول الآسيوية الى اتخاذ الخطوات التالية لزيادة التعاون :
اولا ، تعزيز الثقة السياسة المتبادلة . ينبغى علينا أن نسعى نحو أرضية مشتركة وننحى الخلافات جانبا ونعيش فى تناغم على اساس الاحترام والمساواة المتبادلين. ينبغى علينا ان نحل النزاعات والخلافات من خلال الحوار والتشاور ونتبع الفكر الجديد الخاص بالامن الذى يتسم بالثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتنسيق ونعزز من تنمية آلية الامن الاقليمى ونعمل معا من اجل التصدى للتهديدات الامنية والحفاظ على السلام والاستقرار فى المنطقة.
ثانيا، تعميق التعاون الاقتصادى. ينبغى علينا ان نعزز من ترتيبات التجارة الحرة الاقليمية وآليات تسهيل الاستثمار وتعميق التعاون النقدى والمالى وتعزيز الترابط بين شبكات البنية الاساسية فى جميع أنحاء آسيا. ينبغى على الدول الآسيوية تدعيم سياسات التنسيق للاقتصاد الكلى والمساندة المشتركة لامن المال والطاقة والغذاء. ينبغى علينا ان نزيد من التعاون فى مجالات الحد من الفقر وتنمية الموارد البشرية وتضييق الفجوات فى التنمية وتعزيز التنمية المشتركة والازدهار فى المنطقة.
ثالثا، التصدى للتحديات معا. ينبغى علينا ان نعارض الارهاب بجميع صوره وندعم التعاون فى مجال مكافحة الارهاب ومنع الانتشار النووى. ينبغى علينا ان نوحد جهودنا من اجل مكافحة الجرائم عبر الوطنية والهجرة غير القانونية والاتجار فى المخدرات. كما ينبغى علينا ان نزيد من التعاون فى مجال منع وتخفيض الكوارث والصحة العامة. ينبغى علينا ان ندعم من القدرة على التصدى للتغير المناخى ونعزز التبادل والتعاون فى مجال حماية البيئة والاستخدام الامثل لموارد المياه فى جهد مشترك من اجل تعزيز ثقافة حماية البيئة فى آسيا.
رابعا، زيادة التبادلات الثقافية والشعبية. ينبغى علينا ان ننفذ تبادلات ثقافية ذات اشكال متنوعة وان ندعم الحوار بين الحضارات المختلفة ونعزز الاتصال والتعاون بين البرلمانات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الاكاديمية ووسائل الاعلام فى الدول الآسيوية. وينبغى ايضا ان ندعم من التبادلات الشبابية بهدف زيادة الفهم المتبادل بين الشباب. وينبغى علينا العمل معا لضمان النمو الديناميكى للثقافة الآسيوية.
خامسا، الالتزام بسياسة الانفتاح. ينبغى ان يظل التعاون الاقليمى غير حصرى. ينبغى علينا ان نستفيد من ممارسات التنمية فى المناطق الاخرى وان نستخدم منابر مثل منتدى التعاون الاقتصادى لآسيا - الباسيفيك، اجتماع آسيا - اوربا، ومنتدى تعاون شرق آسيا وامريكا اللاتينية، وحوار آسيا - الشرق الاوسط لتعزيز الحوار والتعاون مع المناطق الاخرى وتحقيق التقدم المشترك من خلال التبادل المكثفة والتعاون مع باقى العالم.
اتمنى النجاح الكامل للمؤتمر السنوى لمنتدى بواو الآسيوى لعام 2008! شكرا لكم !
شبكة الصين /13 ابريل 2008/
|