رئيس مقاطعة هاينان يستعرض مزايا وخصائص المقاطعة
في 13 إبريل 1988، تحولت جزيرة كانت مغلقة سنوات طويلة إلي أكبر منطقة اقتصادية بالصين بإقامة مقاطعة هاينان فيها، لتتمتع بأفضل السياسات التفضيلية وسياسة الانفتاح وصلاحيات تجربة إصلاحية في الصين.
الجزيرة تسجل صفحة جديدة في تاريخها :
في السنوات العشرين الماضية شهدت منطقة هاينان الاقتصادية الخاصة تغيرات هائلة، وأصبحت صورة مصغرة لبناء المناطق الاقتصادية الخاصة في السنوات الثلاثين الماضية للإصلاح والانفتاح بالصين.
وفي نهاية مارس الماضي، استعرض رئيس مقاطعة هاينان لوه باو مينغ في حديث أدلي به /لشبكة الصين/ قصة تنمية هاينان.
تغيرات تشهدها الجزيرة :
"سلكت هاينان طريقاً غير عادي خلال عشرين سنة من التنمية، وشهدت تغيرات هائلة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية لأبناء الشعب."
واستشهد رئيس المقاطعة ببعض الأرقام : ازداد إجمالي الحجم الاقتصادي 8 أضعاف؛ ازداد الدخل المالي الإقليمي 50 ضعفاً؛ ازداد دخل سكان الحضر القابل للصرف 11 ضعفا؛ ازداد الدخل الصافي للفرد من سكان الريف 7 أضعاف؛ ازداد رصيد ودائع سكان الحضر والريف 39 ضعفاً.
وقال لوه باو مينغ إن"تغير مؤشرات معيشة أبناء الشعب رمز هام للتغيرات التي شهدتها المنطقة الاقتصادية الخاصة. لم ترس تنمية هاينان قاعدة اقتصادية لمستقبلها فحسب، بل جسدت التنمية العلمية، لأنها لم تسلك الطريق القديم المتمثل في التنمية أولاً، معالجة التلوث ثانياً، ولم تحقق تنميتها الاقتصادية علي حساب البيئة."
ووفقاً لحديث رئيس المقاطعة، فلم تكن في هاينان كلها إشارة مرور واحدة عام 1987. بعد ذلك بعشرين سنة، بلغت كمية المركبات الآلية مليوناً. ويربطها 460 خطاً جوياً محلياً وعالمياً، وبلغ حجم نقل الركاب عبر مطارها الدولي أكثر من 12 مليون شخص، وازداد عدد الموانئ التي قدرة كل منها 10 آلاف طن أو أكثر من 3 إلى 31 ميناء. وتحولت الجزيرة التي كانت معزولة إلى موقع ممتاز سهل المواصلات للسياحة والراحة والاستجمام.
وسرعان ما أصبحت السياحة في هاينان موضة، وبلغ إجمالي عدد زوارها أكثر من 18 مليون شخص سنويا، وتجاوز عدد السياح الأجانب 750 ألف سائح. واتخذ كثير من الناس هاينان مكاناً ثانياً للإقامة. ويبين إحصاء معني أن 60% من المساكن التجارية في مدينة هايكو، و80% من المساكن التجارية في مدينة سانيا اشتراها أشخاص من خارج هاينان.
هاينان تصبح مقصداً سياحياً عالمياً ملائماً للإقامة فيه :
اشتهرت هاينان أكثر بمنتدى بوأو ومسابقات ملكة جمال العالم وغيرها من المهرجانات الكبيرة، فأصبحت لؤلؤة للسياحة الصينية بل العالمية. ولم يتدفق السياح الأجانب إلي هاينان لقضاء العطلات فقط، بل اهتم بعضهم بمواردها الفريدة، واختار الاستثمار فيها. ويعتبر اختيارهم لهاينان تأكيداً تاماًً لمزاياها.
وقال لوه باو مينغ بفخر إنه "مع تطور انفتاح هاينان، يرتقي مستوى التحضر لسكانها أكثر فأكثر، ويتعزز وعيها بالانفتاح والسلعية باستمرار، وهم مفعمون بالثقة في تنمية هاينان المستقبلية.".
خصائص المنطقة الاقتصادية الخاصة :
في بداية إقامة مقاطعة هاينان، منحتها الحكومة المركزية " أفضل السياسات التفضيلية وسياسة الانفتاح وصلاحيات تجربة إصلاحية في الصين". وفي السنوات العشرين الماضية، تقدمت المناطق الصينية الأخرى في كثير من الإصلاحات الهامة، وإحدى خصائصها أنها "تطبق أولاً وتجرب أولاً" في إصلاح الأنظمة.
وقال رئيس المقاطعة أن هاينان كانت أول من طرح إقامة نظام اقتصاد السوق الاشتراكي في الصين، وحطمت نظام التحكم في الأسعار القديم لتطبيق إدارة السوق، وأول من أقام آلية انتقال المتخصصين وسوق الموارد البشرية، وأول من قام بإصلاح الرسوم الإضافية للوقود، وألغت كل مراكز تحصيل الرسوم على الطرق العامة داخلها، وضم رسوم صيانة الطرق العامة ورسوم عبور الطرق العامة والجسور وإدارة النقل معا.
وفي نفس الوقت كانت هاينان أول من قام بتجربة إصلاح أجهزة المقاطعة منذ عام 1988 لتطبيق نظام إدارة المقاطعة المدن والمحافظات مباشرة، بحثا عن الهيكل الإداري المتمثل في "الحكومة الصغيرة والمجتمع الكبير". وعند إقامة هاينان كان بها 27 مديرية، و6 مصالح، أقل من عدد أجهزة منطقة هاينان الإدارية السابقة بـ20 جهازاً إدارياً، وانخفض عدد العاملين فيها أكثر من 200 شخص.
و"بصفتها منطقة اقتصادية خاصة على مستوى البلاد، خطت هاينان أول خطوة خاصة في تحرير الأفكار والتجربة وخاصة في إصلاح النظام الإداري."
طريق المنطقة الاقتصادية الخاصة:
أصبحت منطقة يانغبو الاقتصادية بمقاطعة هاينان مرموقة حالياً بصفتها رائدة في الإصلاح والانفتاح، وستصبح "جسراً" للتعاون في منطقة خليج بيبو (بيفو)، ومركزا للملاحة البحرية والخدمات اللوجستية متكئاً على جنوب الصين ومواجهاً لجنوب شرقي آسيا، وسيبدأ تخطيط تطوير الصناعات في هاينان من هنا.
الي أين تسيرهاينان التي تواجه دورة جديدة من الإصلاح؟
يرى رئيس المقاطعة أن هاينان عليها أن تحقق مزيداً من تحرير الأفكار وتطوير الإصلاح إلى جانب مواصلة التنمية الاقتصادية حسب استراتيجية الدولة للانفتاح.
وقال إن عدة قضايا ستطرح في برنامج عمل الدورة الكاملة لحكومة هاينان في مايو 2005. ومن هذه القضايا إصلاح نظام إدارة المقاطعة المدن والمحافظات مباشرة، وإصلاح نظام إدارة استصلاح الأراضي، وإصلاح مزيد من تبسيط إجراءات التصديقات الإدارية ونقل صلاحيات الإدارة للأجهزة الأدنى.
والهدف الأساسي لتنمية هاينان في المستقبل هو تركيز كل قوتها لحل مسألة معيشة السكان. وكانت أول من عمم نظام التعليم الإلزامي مجاناً في الصين؛ وستعمم نظام تأمين العلاج لكل سكانها عام 2008، حيث سيتمتع 670 ألف فلاح بنظام تأمين العلاج الحضري أولاً قبل مناطق الصين الأخرى؛ وفي مايو 2008، ستقوم هاينان بتجربة جريئة في تحقيق ضمان الإسكان..
وقال رئيس المقاطعة أيضا إن الدولة وافقت قبل فترة وجيزة على منح هاينان صلاحية إعفاء التأشيرات السياحية لمزيد من الدول، وستقدم لها ترخيصاً لفتح متاجر حرة خالية من الضرائب .
وأضاف أن "على هاينان أن تجسد أنها "منطقة خاصة" في دورة جديدة من الانفتاح لتعميق الإصلاح والممارسة والاكتشاف." و" الحفاظ علي البيئة الأيكولوجية هو أمر هام لاستمرار تنمية هاينان، وتخريب البيئة يعني تخريب الحياة. وحماية البيئة ليست فقط شرطاً مسبقاً للتنمية الاقتصادية، بل أحد أهداف التنمية. وهاينان بقعة غير ملوثة في البلاد، وحماية وتنمية هذه البقعة من الأرض هي مسؤولية يتحملها كل أبناء الشعب."
شبكة الصين /9 ابريل 2008/
|