قال الكاتب المصري حسن المستكاوى إن ما حققته الصين في دورة بكين من تفوق وإبهار كان متوقعا لكل المراقبين، فتلك الدولة العملاقة حصلت علي المركز الحادي عشر في دورة سيول عام1988، ثم قفزت إلي الرابع في أتلانتا، والثالث في سيدني، والثاني في أثينا والأول في بكين.. وهم خططوا لذلك من قبل 20 سنة وحققوه. ولكن أمثالنا نتكلم ولا نفعل، نتكلم بلا كلل وبلا ملل، حتى أصبح الكلام بلا معني وبلا قيمة!
وأضاف الكاتب في مقال له بعنوان قوة الصين نشر في 26 أغسطس الجاري أن الكثيرين لا يعرفون أن الصين شاركت في أثينا بوفد مكون من407 لاعبين ولاعبات بمتوسط عمر23 عاما، كان بينهم 323 رياضيا ورياضية يشاركون في الألعاب الأولمبية لأول مرة، وكثيرون لا يعرفون أن الصين أرسلت إلي أثينا 150 شخصا من اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين كانت وظيفتهم فقط هي: المتابعة والمراقبة والبحث والإحصاء والدراسة وتسجيل كل عمل في أثينا.. ومن المعروف أن مصر لم ترسل شخصا واحدا متفرغا ليري ويتعلم وينقل ما رأي. باعتبار أننا نعرف كل شيء!
ووصف الكاتب حسن المستكاوى الحفل الختامي لأولمبياد بكين بأنه كان راقصا ومبهجا وحافلا بالأغاني والموسيقي مشيراً الي أن الصين أردات بذلك أن تقول كيف انها انفتحت علي الغرب دون أن تتخلى عن ثقافتها وفنونها، وكيف نهضت وتفوقت وقاومت الجهل والمرض والتخلف..
الألعاب الأولمبية أكبر حركة سلام عرفتها البشرية
وقال الكاتب المصري إن مشاركة شباب العالم من الرياضيين في الغناء والرقص والاحتفال بحب وسلام كانت تجسيدا لمعني الألعاب الأولمبية والهدف منها، فهي أكبر حركة سلام عرفتها البشرية، وهي بأيامها تجسد شعارها الإنساني الجميل، وهو حلم واحد لعالم واحد، هو العالم كما يجب أن يكون، وليس كما هو كائن، تنهكه الحروب، ويمزقه القتال، وتحرقه العنصرية!
واضاف الكاتب حسن المستكاوى أنه إذا كان حفل افتتاح الدورات الأولمبية يكون من أجل المدينة والدولة المضيفة، فان حفل الختام يكون من أجل العالم ودوله وشبابه، وفي الحفلين إشارة إلي القوة البشرية في الصين، وكيف أنها صنعت كل هذا المجد وكل هذا التقدم، فالمجموعات وتحركاتها كانت البطلة في الافتتاح والختام، وفي الليلة الأخيرة استخدم الصينيون البشر في رسم الإبهار، فهم مثل النمل في خليته، يعمل ويتحرك، يدا بيد، وجسدا بجسد، وعقلا بعقل.
واختتم الكاتب المصري مقاله بقوله إن الصينيين تعلموا روح الفريق من عمل النمل في البناء، ونحن للأسف لا نتعلم ولا نعلم أن البناء يتحقق بالفريق، بالناس، وبإبداع وموهبة الفرد، يا ليتنا تعلمنا من النمل شيئا غير الكلام والكلام.. فالنمل لا يضيع وقته في الكلام؟!
شبكة الصين / 28 أغسطس 2008 /
|