القاهرة 21 أغسطس 2008 (شينخوا) مع اقتراب أولمبياد بكين من النهاية، يبدو جليا أن المشاركة العربية لم تكن في مستوى آمال وطموحات الشارع العربي، وهو ما عبرت عنه استطلاعات الرأي وآراء العديد من النقاد والخبراء الرياضيين الذين دعوا إلى تبنى سياسة جديدة، لإعداد أبطال أولمبيين على غرار التونسي أسامة الملولي والبحريني رشيد رمزي صاحبي ذهبتيى مسافة الـ1500 متر بحرا وبرا على الترتيب.
وأرجع زوار موقع قناة ((العربية)) الاخبارية على شبكة الانترنت الفشل العربي في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في العاصمة الصينية بكين إلى غياب الإعداد الرياضي الجيد، إذ وجهت نسبة 78 % منهم أصابع الاتهام إلى اللجان الأولمبية العربية في عدم ارتقاء مشاركة "بكين 2008" إلى مستوى سابقاتها.
وانقسم بقية المصوتين في الاستفتاء الذي شارك فيه 11362 شخصا، بين من ألقى اللوم على عدم نزاهة المسابقات المحلية (11%)، ومتهم لكرة القدم بخطف الرياضيين العرب والتسبب في الفشل الذريع في بكين 2008.
وأحرز العرب في الأولمبياد الذي تختتم فعالياته يوم الأحد 24 من أغسطس الجاري ست ميداليات (ذهبيتان وفضية وثلاث ميداليات برونزية) ، إذ افتتحت لاعبة الجودو الجزائرية صوريا حداد الحصاد العربي ببرونزية وزن 52 كجم، قبل أن يضيف مواطنها عمار بن خليف ميدالية فضية لبلاده في وزن تحت 90 كجم للجودو، ويحصل المصري هشام مصباح على برونزية الوزن نفسه.
واستهل السباح التونسي أسامة الملولي مشوار الذهب عندما فاز بسباق 1500 م حرة، قبل أن تحقق المغربية حسناء بنحسي خامس ميداليات العرب في الأولمبياد بعد فوزها ببرونزية سباق 800 م، ويعزز العداء البحريني رشيد رمزي رصيد الذهب بفوزه في سباق 1500 م.
من جانبه، يصف الناقد الرياضي حسن المستكاوي في مقال له بصحيفة ((الأهرام)) المصرية نتائج بعثة مصر الاولمبية في بكين بالمخيبة، قياسا بما تحقق في أثينا 2004، لكنه يتوقف أمام ظاهرة "الولولة المتكررة" في كل مشاركة في أولمبياد.
ويقول المستكاوي " تلك الولولة غير موضوعية لاسباب كثيرة، منها عدم فهم الذين يولولون معني المشاركة في الالعاب الاولمبية، فلو كانت الحكاية بالميداليات وعددها لما شاركت أكثر من 75 دولة في الاولمبياد، لان بكين التي يشارك بها 204 دول لن تحرز جميعها ميداليات، وهؤلاء المولولون لايعرفون كيف يحقق أبطال ترينداد وتوباجو وجامايكا ميدالياتهم، فهم يتدربون في الولايات المتحدة في دول أوروبية لسنوات، وهؤلاء لايعرفون أيضا أن الامريكيين استعانوا بمايوه جديد وهو "زي. أر. سبيدو" كي يزيدوا من سرعة سباحيهم وقدرتهم علي اختراق المياه بقوة جر أقل من 38% من المايوه التقليدي .
بدوره، يطالب فوزي زمور في تعليق له بصحيفة ((الخبر)) الجزائرية المسئولين بالعمل على إعداد مشروع ''إنشاء ثقافة الأبطال''.
ورأى الزموري أن انجاز الشاب أسامة يفرض على أصحاب الشأن العربي ضرورة إعادة قراءتهم للمعطيات التي يجب اعتمادها لإعداد أبطال أولمبيين، خاصة وأن لا أحد كان يراهن على السباح التونسي الذي قضى فترات عصيبة بعد حيازته على اللقب العالمي منذ أربع سنوات، عندما اتهم بتعاطيه المنشطات وبعد معركة إدارية كبيرة نجح في إثبات براءته من تهمة تعاطي المنشطات وبأنه لم يكن على علم بأن الدواء الذي تناوله مكون من بعض المواد المحظورة.
ويتساءل على الصحن في مقال مماثل بصحيفة ((الجزيرة)) السعودية عن سبب عدم التفوق أولمبيا، مؤكدا أنه لايمكن تتحمل جهة واحدة وحدها أسباب عدم تحقيق نتائج إيجابية في أولمبياد بكين، ويضرب مثالا بالسباح الأمريكي فيلبس الذي حطم كل الأرقام في الأولمبياد الحالي وحقق إنجازات غير مسبوقة، ودخل التاريخ من أوسع الأبواب ، مشيرا الى ان القارئ لمسيرته يدرك جيدا أن عدة جهات عنيت به، ابتداء من البيت مرورا بالمدرسة إلى نادي سباحة اكتشف الموهبة الدفينة ونماها وصقلها وقدمها كما يجب مرورا بمراحل أخرى قدمت لاعبا استطاع أن يحقق في أولمبياد واحد ثمان ميداليات ذهبية.
ويؤكد كاتب المقال أن مسئولية تحقيق ظهور أولمبي مشرف مسؤولية وطنية مشتركة، يجب أن تكون هما للجميع.
وفي السياق ذاته، تؤكد صحيفة ((الاتحاد)) الاماراتية أهمية البدء في إطلاق مشروع البطل الأولمبي ليكون النواة في تجهيز لاعبي الألعاب الفردية والمواهب الواعدة بشكل علمي وفي معسكرات خارجية مكثفة.
واعتبرت الصحيفة أن فكرة مشروع البطل الأولمبي هي فكرة رائدة وتتطلب وقفة جادة من الجميع، مسئولين وإدارات رياضية وأندية واتحادات كون المشروع مضمون النجاح لو توافر له الاهتمام الكافي خلال سنوات قريبة.
ويشير اكرام زين العابدين في مقال بصحيفة ((المدى)) العراقية إلى ما عانت منه الرياضة العراقية من مشاكل ادارية كادت تعصف بمشاركتها في الاولمبياد لولا التفاهم الذي حصل بين الوفد الحكومي واللجنة الاولمبية الدولية وسمح بمشاركة اربعة من رياضي العراق في فعاليات العاب القوى والتجديف وهؤلاء غادروا المنافسات من ادوارها الاولى وبمشاركة شرفية ورمزية بعيدة عن المنافسات الحقيقة .
ويقول زين العابدين "نحن بحاجة ماسة الى وقفة جادة لاعداد ابطال منذ الان لدورة لندن الاولمبية 2012 وبالعاب من الممكن ان نحقق فيها وساما يضاف الى الوسام اليتيم برفع الاثقال لعبد الواحد عزيز وان لا نحصل على بطاقات طائشة تعطى لرياضيين لايستحقون تمثيلنا في الاولمبياد".
شبكة الصين / 21 أغسطس 2008 / |