قال رئيس مجلس إدارة ((الأهرام)) المصرية مرسى عطا الله إن الجاليات الصينية بأنحاء العالم تقدم إسهاما كبيرا في طفرة الصين العظيمة وفي اعتقاد كثير من الخبراء والمحللين أن أهم عوامل القوة الخفية والكامنة للصين ليست فقط داخل حدودها، وإنما في جالياتها المنتشرة في كل أنحاء العالم، وبالذات في المحيط الآسيوي القريب والملاصق للصين، والذي يشكل عمقا استراتيجيا فريدا.
وأضاف عطا الله في مقال له نشرته صحيفة الأهرام في 12 أغسطس الجاري أبدي فيه اعجابه بحفل افتتاح أولمبياد بكين، أضاف أنه لا يمكن الحديث عن دورة الألعاب الأولمبية في بكين وما عكسه حفل الافتتاح الأسطوري من إبهار بعيدا عن الإدراك لحقيقة هذه الأمة الصينية العملاقة، وما تختزنه في جوفها من عوامل القوة التي أهلتها للظهور علي السطح والتعبير عن نفسها بهذه الروعة الأخاذة التي مكنت الخزينة الصينية من تدبير أكثر من50 مليار دولار حتى تخرج الدورة الأولمبية بهذه الصورة المشرفة.
واستطرد رئيس مجلس إدارة الأهرام قائلا إن الصينيين الذين يعيشون في البلدان الآسيوية الأخرى ينقسمون إلي ثلاث فئات، بعضهم احتفظ بجنسيته الأصلية، وهناك آخرون أخذوا وضع المقيمين الأجانب، أما الباقون فقد أصبحوا مواطنين في البلدان التي يعيشون فيها.. ويقال إن مجموع هؤلاء يتراوح ما بين25 و30 مليونا حسب الإحصائيات المختلفة.. لكن عددهم الدقيق يشكل جانبا من أسرار الدولة في بعض البلدان، لأن هؤلاء ليسوا مهاجرين بكل معني الكلمة، وليسوا مستعمرين حقيقيين، وبالتالي يمثلون نوعا من الشتات الذي لا مثيل له في التاريخ، وبما أن أصولهم تعود إلي دولة حضارة قائمة بذاتها، فإنهم يؤكدون انتماءهم إلي الثقافة المسيطرة في آسيا.
وأشار عطا الله الي أن من خصوصية بل وفرادة الوضع الذي يعيشه ذوو الأصول الصينية في بقية بلدان آسيا، أنهم لعبوا باستمرار دور الوسيط بين البلدان التي تستقبلهم وبين الوطن الأم الصين.. وقد حافظوا في هذه البلدان علي وضعية الأقلية التي تحافظ علي هويتها ولا تذوب في الثقافة التي تحيط بها، حتى لو أنهم اكتسبوا جنسيتها.. ويبقي القاسم المشترك بين الصينيين الذين يوجدون في الخارج هو وصولهم إلي تجميع ثروات كبيرة.
وأعرب رئيس مجلس إدارة الأهرام عن اعتقاده بأن الطفرة التي حققتها الصين في كل المجالات تستند أساسا إلي هذه الاستثمارات الهائلة التي تدفقت في السنوات الأخيرة، وأغلبها يمثل ثمرة عمل الصينيين الذين يعيشون خارج بلادهم..
واختتم عطا الله مقاله بالقول إن التجربة الصينية تحمل في طياتها دروسا كثيرة بينها درس التواصل بين الوطن وأبنائه في الخارج.. وهو درس نحتاج إليه ـ عربيا ـ لكي نكون قادرين علي صنع طفرة اقتصادية عربية مماثلة تستند إلي الثروات العربية الهائلة المكدسة في البنوك الأجنبية.
شبكة الصين / 15 أغسطس 2008 /
|