حول تكلفة أولمبياد بكين الباهظة عبر الكاتب المصري عصام عبد المنعم عن رأيه في مقال بعنوان "كلمة حق" حيث كتب: قرأت قبل أيام أن تكلفة دورة الألعاب الأولمبية التي افتتحت في العاصمة الصينية بكين‏ قد‏ بلغت ‏20‏ مليار دولار‏(‏ أكثر من مائة مليار جنيه مصري‏)‏ وهو رقم خرافي طبقا لحساباتنا المحلية‏، كفيل بأن يمنعنا حتى من الحلم بتنظيم هذا الحدث‏!!‏ واذكر انه عندما تقدمت الصين ـ في عام ‏2001‏ ـ بملف الترشح لاستضافة الدورة إلي اللجنة الأولمبية الدولية‏، والذي علي أساسه فازت بالتنظيم‏، كانت التكلفة ‏14‏ مليار دولار‏، ما يعنى أن التكاليف الفعلية تجاوزت التقديرات بنحو ستة مليارات دولار‏‏ فقط‏!!‏

ولكن هذه الأرقام تظل بلا معني‏، ما لم نعرف أن تكلفة المرافق الرياضية التي تم إنشاؤها من صالات وإستادات وملاعب وانشاءات خاصة ملحقة‏، لم يتجاوز 1.8 ‏‏ مليار دولار‏، أما الباقي من التكلفة أي أكثر من ‏18‏ مليارا‏، فكان من نصيب منشآت البنية التحتية الأخري مثل الطرق السريعة والدائرية والمطارات وخطوط المترو ومحطاته‏، وهكذا استفادت المدينة إلي الأبد من إقامة الدورة‏، الأمر الذي سيساعد بكين والصين عموما في نموها المتصاعد بمعدلات رهيبة ويدفع قدما الحركة الاقتصادية والسياحية في البلد‏،‏ خاصة أن الصين أصبحت الآن الوجهة السياحية الرابعة في العالم بعد كل من فرنسا وأسبانيا وأمريكا‏،‏ وتطمح لأن تصبح البلد السياحي رقم واحد في العالم بحلول ‏2020!! ‏

واضرب مثالا آخر علي جدوى هذا الاستثمار الضخم جدا في الرياضة وعوائده المضمونة علي الدخل القومي‏، ذلك أن القرية الأولمبية في بكين تتكون من ‏42‏ عمارة بنيت حديثا‏، وتتسع لـ‏17‏ ألف شخص في ‏9‏ آلاف غرفة‏، علما بأنها سوف تستقبل خلال الدورة ‏16‏ ألف شخص فقط‏..‏ وبعد انتهاء الألعاب الأولمبية،‏ سوف يتم بيع هذه الشقق للمواطنين‏، بل انه قد تردد أن جانبا كبيرا منها قد تم بيعه مسبقا‏، مقابل أسعار تتراوح بين ‏2800‏ و‏4200‏ دولار للمتر المربع‏،‏ ما يعني أن متوسط ثمن الشقة يمكن أن يصل إلي نصف مليون دولار‏!!

شبكة الصين  /  11 أغسطس  2008  /