حصلت الطالبة في الصف الثاني بجامعة اللغات والثقافات ببكين لي نا، بابتسامتها وخدمتها الرائعة حصلت على لقب "فتاة ممتازة" من اللاعبين الإيرانيين الذين شاركوا في المباريات التجريبية لأنشطة "حظ سعيد بكين".
وعندما سئلت لماذا سموها "فتاة ممتازة"؟ ضحكت قائلة: هم كانوا يمزحون معي، فأنا لست فتاة متفوقة!
وقالت: لقد أصبح كل أعضاء الفريق الإيراني أصدقاء حميمين لها. لكن البداية لم تكن سهلة. في أغسطس 2007، بعد وصوله إلى بكين، اكتشف الفريق الإيراني الذي سيشارك في المباريات التجريبية للمصارعة في منافسات "حظ سعيد بكين" أن 9 لاعبين فيه لم يحصلوا على بطاقات التسجيل، فلا يمكنهم دخول الإستاد للاشتراك في المباريات.
واتصل بها قائد الفريق الإيراني: أتمنى أن تأتينا فورا لحل المشكلة. ورغم أن لي نا لم تكن مسؤولة عن بطاقات التسجيل،إلا أن غضب قائد الفريق الإيراني جعلها تلبي الطلب فورا، فانطلقت من جامعتها إلى فندق ينزل فيه الفريق الإيراني بأسرع وقت ممكن. ثم بدأت استفسار العاملين في الفندق والاتصال بمركز إصدار البطاقات باللجنة المنظمة فاكتشفت سبب التأخير الحقيقي. وراجعت معلومات اللاعبين التسعة ، وملأت كل الاستمارات المطلوبة وأرسلتها إلى المركز بالفاكس.. وحصلت أخيرا على بطاقات التسجيل بعد أن ظلت تتابع هذا الأمر من الساعة العاشرة مساء إلى الساعة الواحدة في فجر اليوم التالي. أخيرا ارتسمت البسمة على وجه قائد الفريق الإيراني بعد ثلاث ساعات من تعبها.
وعقب ذلك تحولت لي نا إلي "فتاة ممتازة" بالنسبة لأعضاء الفريق الإيراني، وكانوا يشاورونها في كل الأمور الكبيرة والصغيرة، ويطلبون المساعدة منها.
وفي وقت الفراغ كانت تأخذ أعضاء الفريق للتجول في سوق شيوشيوي، وتساعدهم في الاتصال بطبيب الوخز بالإبر الصينية، وتطلب الأطعمة لهم من خارج ملعب التدريب.. كانت الأمور صغيرة، لكنها أدتها بدقة. وقالت: هم غرباء في بكين، مثلنا عندما أتينا من مدن أخرى إلى بكين للدراسة في الجامعة، كلما ساعدتهم أكثر قلت أتعابهم أكثر. وإنني أحس بأن الآخرين يثقون بي ويعتمدون علي وهو أمر سعيد بالنسبة لي.
وفي الأيام العشرة للمباريات التجريبية، كانت لي نا متأثرة بأصغر لاعب في الفريق الإيراني. وقالت: كان يحب تي- شرت للمتطوعين كنت ألبسه، ويريد أن يبدله بزيه الرياضي. فقلت له مازحة : بعد أن تحصل على ميدالية. وفي اليوم التالي لم تكن نتيجة هذا اللاعب الصغير جيدة، فحزن وخجل، لكن لي نا شجعته وقدمت تي شرتها له. ولم يخطر ببالها أن هذا اللاعب الصغير سيحصل على الميدالية النحاسية في المباريات النهائية. ووقع اسمه على زي فريقه واهداه للي نا. وقالت لي نا: عندما كان يقدم لي ذلك الزي كانت السعادة ترتسم على وجهه، بل قال مازحا إنه من الممكن أن يصبح هذا الزي من التذكارات النفيسة للألعاب الأولمبية في المستقبل، فلابد أن تحافظي عليه جيدا!
ومضى نصف سنة على مباريات التجريبية التي أجريت في أغسطس 2007، لكن لي نا لم تنسَ مشهد وداعها للفريق الإيراني، وقالت: عندما ودعتهم في المطار اغرورقت عيناي بالدموع. وتجربتي في العمل كمتطوعة جعلتني أفهم حقيقيا أن الحماس والإخلاص والبسمة ليست لها حدود دولية. كلما اتصل بي مدرب وقائد الفريق الإيراني وهم في بلادهم، شعرت بأن ما قدمته كان ضرورياً.
شبكة الصين / مارس 2008 / |