مع ازدياد درجة حرارة الجو يشترك المزيد والمزيد من المواطنين الصينيين في حملة التشجير داخل المدن وخارجها. وجاء في احصاء معني صادر من احدى وسائل الاعلام الصينية أن عدد المتطوعين الذين شاركوا في حملة " أولمبياد بكين أخضر " للتشجير التي جرت في احد أيام شهر إبريل الماضي قد بلغ مائة ألف شخص.

إن تطوع مائة ألف مواطن للتشجير في يوم واحد يعتبر حدثا نادرا فعلا. إن دل ذلك على شئ فإنما يدل على أن مفهوم أولمبياد صديق للبيئة قد وصل الى أعماق قلوب المواطنين الصينيين. وفي نفس الوقت يتساءل بعض الناس إن مائة ألف شخص يعتبر فقط واحدا بالمائة من اجمالي سكان مدينة بكين البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة. وإذا نعتمد على هذا العدد القليل من الناس لتطبيق فكرة أولمبياد أخضر يبدو ذلك أمرا صعبا ومستحيلا. وإذا نفترض أن جميع مواطني مدينة بكين أي عشرة ملايين شخص يقومون جميعا بزراعة الأشجار والأزهار والأعشاب خلال أيام محدودة في ربيع العام الحالي فإنه أمر مستحيل أيضا. إذن كيف نجعل كل مواطن يقبل مفهوم أولمبياد أخضر ويشارك في تطبيقه تطبيقا فعليا ؟

السيدة لي هاو عضو فريق نشر فكرة أولمبياد أخضر ببكين. ولقد قامت بتنظيم العديد من الجلسات والندوات لنشر هذه الفكرة اضافة الى خبرات الدول الاجنبية المفيدة لحماية البيئة بين المواطنين الصينيين، ودعت المواطنين وخاصة تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات الى تطبيق هذه الفكرة في تصرفاتهم اليومية. وقالت لي هاو إننا لا نطلب من كل واحد أن يصبح عاملا محترفا في قطاع حماية البيئة بل ندعوه الى قبول هذه الفكرة والاهتمام بتصرفاته اليومية انطلاقا من مفهوم حماية البيئة حتى ينتشر هذا المفهوم في كل أركان المجتمع ويحوله أخيرا الى مجتمع منسجم وصديق للبيئة.

ودعت السيدة لي هاو تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات الى المشاركة في حملة نشر وترويج فكرة أولمبياد أخضر وتوعية المواطنين بأهمية حماية البيئة، وقالت:" إذا نشأ لدى كل مواطن صيني وعي ومفهوم لحماية البيئة فسيصبح بلدنا موطنا صديقا للبيئة وسيتم تحقيق أولمبياد أخضر في بكين فعلا....

هذا وأشار الخبراء الى أن فكرة أولمبياد أخضر لا تقتصر فقط على تنظيم حملة كبرى لزراعة الأشجار والازهار والأعشاب بل إنها مشروع ضخم يشمل توفير الطاقة واستغلال الموارد الطبيعية استغلالا علميا ومتكررا وحتى يشمل تقويم التصرفات اليومية للمواطنين. ويوضح الخبراء أيضا أن فكرة أولميياد أخضر هى قضية أو رسالة سامية تدعو الى تعميم أسلوب حياة صحية وسليمة للبشر.

مع قبول المزيد والمزيد من الناس فكرة أولمبياد أخضر. بدأوا يطبقون هذه الفكرة بأعمالهم الفعلية، مثلا قامت احدى المدارس الابتدائية في بلدة فونغ تاي بمدينة بكين بتنظيم حملة لاستغلال مياه الأمطار لزراعة الأشجار والأزهار، وكلما تهطل الأمطار يقوم تلاميذ المدرسة بجمع مياهها بمختلف الأدوات ثم يقومون باستخدامها لسقي الأشجار والأزهار داخل المدرسة وخارجها. كذلك هناك منظمة شعبية تنظم حملة أخرى تُعرف باسم حملة: حماية الحياة على الأرض لتحقيق الانسجام بين الناس والطبيعة ". ومن أهم فعاليات هذه الحملة " أسبوع حماية الطيور والعصافير" الذي قام خلاله الكثير من المتطوعين بتوعية الناس بأهمية حماية الطيور وعدم اصطيادها وتربيتها داخل الأقفاص إضافة الى تثقيف الناشئين والشباب بالمعلومات حول حماية الحيوانات البرية. وقال المواطنون المشاركون في هذه الحملة إنه إذا قبل كل مواطن صيني مفهوم حماية البيئة ويُطبّق هذا المفهوم في أعماله اليومية مهما كانت هذه الأعمال بسيطة وصغيرة في حياته فسيكون ذلك اسهاما فعليا له لتحقيق أولمبياد أخضر في بكين عام 2008 وتحويل بلادنا الى موطن منسجم وصديق للبيئة ... / إذاعة الصين الدولية /

شبكة الصين / 23 مايو 2007 /