السيد رن هاي
"روح التطوع هي روح المنفعة المتبادلة التي لا يطلب صاحبها مقابلا، وفي عصرنا الحالي يكون كل شخص متطوعا، يخدم الآخرين، ويحصل على خدمات الآخرين في الوقت نفسه." هذا ما وصف به السيد /رن هاي/ الخبير الكبير بمعهد علوم الرياضة البدنية التابع للمصلحة العامة للرياضة البدنية والرئيس التنفيذي لمركز البحوث الأولمبية والمشرف على رسائل الدكتوراه بجامعة الرياضة البدنية ببكين وصف به روح التطوع والمتطوع وفهمه العميق لمتطوعي الدورات الأولمبية.
روح التطوع هي روح المنفعة المتبادلة التي لا يطلب صاحبها مقابلا، ويعتبر كل شخص متطوعا
قال رن هاي إن لروح التطوع المعروفة عالميا ثلاثة عناصر رئيسية، التطوع، عدم طلب مقابل وخدمة الآخرين. لقد وصف كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة السابق روح التطوع قائلا إن نواة روح التطوع هي الخدمة والتضامن والثقة بجعل العالم أجمل وأفضل.
روح التطوع لا تتمثل فقط في أنك تقدم شيئا وأقدم لك شيئا آخر،بل تتمثل روح المنفعة المتبادلة في ممارسة العمل واكتساب الخبرة والشعور بالفخر والاقتناع؛ تتمثل في "أني اخدم كل إنسان، وكل إنسان يخدمني"؛ تتمثل في تعميم وترقية روح التطوع في المجتمع كله.
وأوضح رن هاي ذلك قائلا إن روح المنفعة المتبادلة هذه تتجسد في المنفعة المتبادلة المباشرة والمنفعة المتبادلة المستدامة علي المدي الطويل، الأمر الذي يعتبر رمزا لتحديث المجتمع وتتمثل هذه الروح اجتماعياً في تحقيق المنفعة المتبادلة للدورات الأولمبية والمتطوعين من خلال التعاون الوثيق: أي إقامة دورة أولمبية موفقة واكتساب المتطوعين خبرات نفيسة وسعادتهم واقتناعهم بالاشتراك في هذه الدورة العظيمة. بعد الدورة تعمم روح التطوع في كل المجتمع وتُدفع تنمية الرعاية الاجتماعية وبناء مجتمع متناغم ويرتقي بهما الي مستوي جديد.
الألعاب الأولمبية هي حركة متطوعين
قال رن هاي إن الألعاب الأولمبية هي حركة متطوعين، يصعب تطوير هذه الألعاب بدون المتطوعين. إذا طُلب من اللجنة المنظمة للدورات الأولمبية أن تتعاقد مع عاملين لإنجاز الأعمال المؤقتة التي يتحملها المتطوعون، تكاليف ذلك ستكون كبيرة إلى درجة يصعب تقديرها، مدة إقامة الدورة الأولمبية 16 يوما، يعني ذلك أن فترة الخدمة قصيرة، والخدمات بها متخصصة جدا. قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السابق سامارانتش: إذا حسبنا عمل المتطوعين بالدولار الأمريكي، قيمته ستدهش الناس كثيرا.
وقال رن هاي إن الألعاب الأولمبية نوع من أعمال المنافع العامة، واللجنة الأولمبية الدولية هي منظمة للمتطوعين، من رئيسها إلى كل أعضائها يعملون بدون مقابل. في بداية إقامة هذه اللجنة، لم يتقاض اعضاؤها رواتب فقط بل كان عليهم أن يدفعوا رسوما، ويتحملوا تكاليف الاجتماعات والمؤتمرات ذات العلاقة، بعد ثمانينات القرن الماضي، بدأت المنظمة تدفع تكاليف تذاكر الطائرات فقط. ليست اللجنة الأولمبية الدولية وحدها، بل كل اتحاد لكل نوع من الألعاب في كل بلد ومنظمة أولمبية وطنية كلها منظمات للمتطوعين.
رغبة الجمهور الصيني في خدمة المجتمع شديدة
تجاوز عدد المتطوعين المسجلين لدورة بكين الأولمبية 250 ألف شخص في بكين. ويرى رن هاي أن هذا الرقم يدل على رغبة شديدة لدي الجمهور الصيني لخدمة المجتمع. في فترة التحول الاجتماعي، ورغم أن مجتمعنا يواجه مشاكل متنوعة، فإن ظاهرة رغبة 250 ألف شخص ببكين في خدمة الدورة الأولمبية في الصيف القائظ تسعدنا كثيرا.
في 19 يناير، وخلال 30 دقيقة بعد تشغيل موقع على الإنترنت لتسجيل المتطوعين من خارج مدينة بكين لدورة بكين الأولمبية ولدورة بكين للمعاقين، تسلم الموقع طلبات من 2228 شخصا للتسجيل. يرى رن هاي أن الناس خارج مدينة بكين متحمسون للعمل كمتطوعين في دورة بكين، وسينضم 100 متطوع من كل مقاطعة (مدينة ومنطقة ذاتية الحكم) إلى صفوف المتطوعين لدورة بكين الأولمبية، الأمر الذي سيثير موجة نشر الروح الأولمبية في الصين.
واستطرد قائلا إنني معجب بقول: إننا ندخل اقتصاد السوق حاليا، لكن علينا ألا ندخل مجتمع السوق. سيؤثر انضمام هذا العدد الضخم الي صفوف المتطوعين للدورة الأولمبية علي أجواء المجتمع كثيرا، وسيغير سلوكيات الناس الاجتماعية.
مساواة حقيقية بين المتطوعين
يرى الأستاذ رن هاي أنه من الضروري تحقيق المساواة الكاملة بين المتطوعات والمتطوعين، ويمكن للمتطوعات إلى جانب الترجمة والأعمال المكتبية ممارسة الأعمال ذات المكونات العلمية والتكنولوجيا الكثيرة أيضا.وقال "علينا أن نظهر هذه المساواة أمام العالم."
وأوضح أن تحقيق المساواة داخل صفوف المتطوعين، تتمثل في المساواة من حيث الجنس والعمر والمنصب. داخل صفوف المتطوعين الذين يبلغ إجمالي عددهم 100 ألف شخص، لا يجوز التفكير في أن هذا الشخص بروفيسور، وذاك عامل، مشيرا الي انه في هذه الصفوف لا توجد فروق حسب الراتب والمكانة الاجتماعية، الجميع متساوون. يعمل كل الأشخاص من أجل هدف واحد هو الدورة الأولمبية، الخلفية السياسية والاقتصادية والثقافية السابقة ليست مفيدة في هذا المجال، كل الأشخاص متطوعون.
اتقان الاستفادة من طاقات 100 ألف متطوع بعد الدورة الأولمبية
قال رن هاي:ستكون خسارة كبيرة ابتعاد المتطوعين بعد الدورة الأولمبية عن العمل الطوعي. حاليا قوة الجماعات والتنظيمات الاجتماعية بالصين لا تزال ضعيفة، بينما توجد في الدول المتطورة منظمات متطوعين قوية ، تعمل وسط التجمعات السكنية ومختلف القطاعات.
وأضاف سيشكل وجود المتطوعين الذين يبلغ عددهم 100 ألف شخص فرصة سانحة لتنظيم منظمات المتطوعين السابقة وتعميم العمل التطوعي مشيرا الي ان حشد هذا العدد الضخم من المتطوعين ليس فقط لخدمة دورة بكين الأولمبية ودورة بكين الأولمبية للمعاقين، بل تريدهم الصين رصيدا عظيما للنشاط الاجتماعي الخيري والتطوعي. لذلك لابد أن نفكر من الآن في الاستفادة من طاقات 100 ألف متطوع.
شبكة الصين / 26 يناير 2007 /
|