يلاحظ زوار متحف الساعات
داخل القصر الإمبراطوري في الفترة الأخيرة التفاف محموعة من الضيوف
الأجانب حول مسن صيني ينصتون له وهو يحكي القصص التاريخية للكنوز
المعروضة في القصر الإمبراطوري باللغة الإنجليزية. هذا العجوز اسمه
/يانغ جينغ شيو/، وهو مرشد سياحي باللغة الإنجليزية متطوع في القصر
الإمبراطوري. يتحدث الإنجليزية بطلاقة برغم أن الإنجليزية ليست تخصصه
الأصلي. درس الإنجليزية في التجمع السكني الذي يقيم به. في فصل
الإنجليزية بتجمع تشونغلو الشمالي السكني في شارع توانجيهو يتعلم
عشرات المسنين الإنجليزية مثله لتقديم الخدمات لأولمبياد 2008.
الإنجليزية في البيت
فتح تجمع تشونغلو الشمالي
السكني 6 فصول للإنجليزية، يدرس بها أكثر من 40 شخصا متسوط أعمارهم
أكثر من 60 سنة، وأكبرهم عمرها 78 سنة. من يوم الاثنين إلى يوم الأحد،
تفتح الفصول يوميا، يمكن لكل شخص، بغض النظر عن مستواه في الإنجليزية
أن ينضم للفصل المناسب له.
هؤلاء المسنون لا يقلون عن
الشبان في تعلم الإنجليزية. الطالبة السيدة /شيا فنغ تشي/، تعيش
ابنتها وحفيدها خارج الصين، بعد أن زارت مع زوجها بعض البلدان
الأجنبية، سجل زوجها الذي كان لا يريد تعلم الإنجليزية اسمه في فصل
الإنجليزية للمبتدئين. وقال لها: لا داعي أن تتعلمي الإنجليزية، بعد
أن أتقنها، ساكون مترجما لك." لكنها قالت: من الأفضل أن أتعلم بنفسي،
لأن ذلك يسهل علي." هكذا يستمعان إلى البرامج بالإنجليزية وهما
يتسلقان الجبال ويمشيان، ووضعا راديو ترتزستور صغيرا في كل غرفة
ببيتهما، فيمكنهما أن يسمعا الإنجليزية في أية غرفة، فكيف لا يتقدمان
سريعا في الإنجليزية؟
السيدة /شيا فنغ تشي"
والسيد /يانغ جينغ شيو" وهما رائدا فصل الإنجليزية، اجتازا الامتحان،
وأصبحا من المتطوعين بالإنجلزية من بين مواطني بكين.
فصل الإنجليزية لاستضافة الدورة الأولمبية رمز لصورة
البكينيين
عند الحديث حول إقامة فصل
الإنجليزية في التجمع السكني، لابد من ذكر الشاب الأمريكي الذي يسميه
الصينيون كيلي. في عام 2000، تقدمت بكين بطلب لاستضافة أولمبياد 2008،
بدأت /وانغ يان هونغ / نائبة رئيس التجمع السكني إقامة فصل للإنجليزية
لطلب استضافة الأولمبياد، لكنها لم تجد معلما مناسبا. كان كيلي يقيم
في هذا التجمع، فسألته /وانغ يان هونغ/: " نعتقد أن بكين ستنجح في طلب
استضافة الأولمبياد، كلنا نرغب في تعلم الإنجليزية، هل يمكنك أن
تعلمنا؟" وافق الشاب الأمريكي فورا. بعد ذلك بثلاثة أيام، جاء الشاب
بالكتب والأشرطة التي اشتراها بنفسه، ففتح فصل الإنجليزية في تجمع
تشونغلو الشمالي السكني، وأصبح الشاب الأمريكي أول متطوع لتعليم
الإنجلزية في هذا التجمع.
كان اسم الفصل "فصل
الإنجليزية لطلب استضافة الأولمبياد"، يفتخر الطلاب فيه أنهم قدموا
إسهاما لطلب استضافة الأولمبياد. من أجل تقديم أحوال تعليم مواطني
بكين للإنجليزية دعما لطلب بكين لاستضافة الأولمبية للبلدان الأجنبية،
صورت لجنة بكين لطلب استضافة الأولمبياد فيلما تسجيليا قصيرا حول
الشاب الأمريكي وهو يعلم السكان الإنجليزية وبثته أمام أعضاء اللجنة
الأولمبية الدولية عندما زاروا بكين للاستطلاع، ترك الفيلم انطباعا
عميقا للأعضاء. بعد ذلك اشتد حماس تعلم "الطلاب".
معلم متطوع
تعلم الإنجليزية في فصول
الإنجليزية بالتجمع السكني مجان، المعلمون كلهم من المتطوعين، معظمهم
من المعلمين بالجامعات والمعلمين المتقاعدين أو غير المتقاعدين من
المدارس الثانوية إلى جانب بعدض الجامعيين والمتطوعين المتحمسين في
أعمال المصالح العامة الاجتماعية.
أول معلم، ذلك الشاب
الأمريكي كيلي لم يأخذ فلسا واحدا من السكان، بل طبع كثيرا من
المعلومات لتوزيعها على الجميع على حسابه. وواظبت المعلمة المتقاعدة
من الدرجة الخاصة /وانغ بي تشو/ التعليم على العمل لمدة أكثر من سنة
متطوعة. في أغسطس الماضي، لم يجد السكان معلمين متطوعين، فكتب /يانغ
جينغ شيو/ رسالة إلى "للجنة المنظمة لنشاطات البكينيين يتكلمون اللغات
الأجنبية" طلبا للمساعدة، فقامت اللجنة بالاتصال بمدرسة شونيي الدولية
التي يعمل فيها أكثر من 200 معلم أجنبي، رغب كثير منهم أن يعملوا
كمعلمين متطوعين في هذا التجمع السكني. كما عبر السيد تشي، وهو عضو
مجلس إدارة هذه المدرسة عن اهتمامه لتعليم الإنجليزية متطوعا، يعمل
نهارا، ويأتي مرة في المساء ليعلم الجميع. في كل يوم أربعاء، يأتي من
شونيي إلى التجمع السكني لتعليم الجميع. منذ 4 سنوات جاء 26 معلما إلى
التجمع السكني على التوالي لتعليم الإنجليزية، أصغرهم عمره 24 سنة،
وأكبرهم 83 سنة. كلهم متأثرون بروح المسنين في الدراسة، والطلاب
المسنون متأثرون بروح المتطوعين أيضا.
دراسة وافرة
نشاطات فصول الإنجليزية
وافرة، قامت بنشاطات تبادل الصداقة مع فرقة موسيقية أمريكية ومحطات
تلفزيونية ألمانية وفرنسية وبعض مجموعات الطلاب الوافدين الأجانب.
في مارس 2004، عندما جعمت
قاعة المطالعة للمسنين بمكتبة حي تشاويانغ، طرح /يانغ جينع شيو/ فكرة
حول إقامة صالونا إنجليزيا للمسنين. بفضل دعم المكتبة، وبعد 19 يوما
من التحضير، أقيم "صالون السنوات الفضية للإنجليزية" رسميا. يشترك في
نشاطاته 50-60 شخصا في كل يوم سبت. فكرتهم بسيطة: إذا استطاع كل شخص
أن يتكلم قليلا من الإنجلزية، ستتغير صورة بكين وبيئة بكين اللغوية
كثيرا.
شبكة الصين /
17 مايو 2005 /
|