8- الجيش والشعب
 

 

الدفاع الوطني الصيني هو دفاع شعبها والقوات المسلحة الصينية ملك للشعب. إن الاشتراك في قضية البناء الوطني وبذل الجهود لخدمة الشعب من أهم وظائف القوات المسلحة الصينية. إن تعزيز التضامن بين الجيش والحكومة وبين الجيش والشعب لهو الأساس السياسي المهم لبناء الدفاع الوطني والجيش اعتمادا على الشعب.

 

دعم الجيش والعناية بأسر العسكريين والشهداء ودعم الحكومة وحب الشعب

الوحدة بين الجيش والشعب، والوحدة بين الجيش والحكومة، ودعم الجيش والعناية بأسر العسكريين والشهداء ودعم الحكومة وحب الشعب هي المبادئ الأساسية التي يتمسك بها بناء الدفاع الوطني والجيش على الدوام. إن دعم الجيش والعناية بأسر العسكريين والشهداء هي نشاطات تقوم بها الحكومات الشعبية على مختلف المستويات والمنظمات الاجتماعية والجماهير الشعبية لدعم الجيش والعناية بأسر العسكريين والشهداء الثوريين. دعم الحكومة وحب الشعب هي أعمال جماهيرية يقوم بها الجيش الشعبي باتخاذ دعم الحكومة وحب الشعب مضامين رئيسية. هذه التقاليد المجيدة في دعم الجيش والعناية بأسر العسكريين والشهداء، ودعم الحكومة وحب الشعب والتي تشكلت في خلال سنوات النضالات الثورية تظهر قوة جبارة في أثناء تحرير الشعب الصيني.

بعد تأسيس الصين الجديدة، سارت أعمال دعم الجيش والعناية بأسر العسكريين والشهداء في مسار الاتجاه القانوني والمعياري تدريجيا. وقد أعلن مجلس الدولة ((لوائح مدح الشهداء الثوريين)) و((لوائح الرعاية الخاصة والمعاملة التفضيلية للعسكريين)) و((لوائح ترتيبات المجندين المسرحين)) وغيرها من اللوائح. وصيغت السياسات والأنظمة المتعلقة بترتيب الضباط المحولين إلى العمل المدني وتشغيل الزوجات المرافقات للضباط وصيانة المصالح والحقوق المشروعة للعسكريين وأهاليهم. وأصدرت وزارة الشؤون المدنية والدائرة السياسية العامة لجيش التحرير الشعبي تعاميم في عيد رأس السنة الجديدة وعيد الربيع وعيد الجيش في أول أغسطس كل سنة لترتيب أعمال دعم الجيش والعناية بأسر العسكريين والشهداء ودعم الحكومة وحب الشعب. في العشر سنوات الماضية، تمت ترتيبات مناسبة لأكثر من 600 ألف ضابط متحول إلى عمل مدني وأكثر من 7 ملايين جندي مسرح وأكثر من 50 ألف جندي معاق وأكثر من 900 ألف من زوجات الضابط، وتم تطبيق المعاملة السياسية والمعيشية لأكثر من 100 ألف كادر متقاعد وعامل دون هوية عسكرية وتمتع أولاد العسكريين بالسياسة التفضيلية عند الالتحاق بالمدارس ودور الحضانة. في أغسطس 2004، أصدر مجلس الدولة واللجنة العسكرية المركزية ((لوائح الرعاية الخاصة والمعاملة التفضيلية للعسكريين)) المعدلة حديثا، ولقد عززت معيار المعونة للمستحقين للرعاية الخاصة ووسعت نطاق ومحتويات المعاملة التفضيلية الاجتماعية للمستحقين للرعاية الخاصة حتى تم إكمال نظام المعاملة التفضيلية لمواساة عائلات الجنود بما يتفق مع أحوال الصين.

تدرج الحكومات الشعبية على مختلف المستويات أعمال دعم الجيش والعناية بأسر العسكريين والشهداء في خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتدعم إيجابيا بناء الدفاع الوطني والجيش. وتنسق بالمبادرة الذاتية القوات في إنجاز مهمات التثقيف والتدريب والاستعدادات لأداء واجباتها والبحوث والتجارب العلمية وبناء المشاريع العسكرية وضمان أعمال الاستيلاء على المواقع والطرق والإمدادات والتموين. وتعبئ جامعات ومعاهد عليا ووحدات بحوث علمية لإجراء نشاطات دعم الجيش بالعلوم والتكنولوجيا والعقول وإنشاء القواعد لدعم الجيش بالعلوم والتكنولوجيا ومساعدة القوات على إعداد الأكفاء من مختلف الأنواع. وتنظم القوى الاجتماعية لمساعدة القوات القاعدية على تحسين الظروف المعيشية ومنح الأولوية لضمان تموين الغذاء والزيوت والمياه والكهرباء للقوات، ومساعدة القوات على ترميم وإنشاء الثكنات والمناطق المعيشية، وإنشاء قواعد إنتاج المواد الغذائية ومواقع النشاطات الثقافية ومساعدة نحو مليون من أسر من العسكريين والشهداء لحل مشاكلهم في المعيشة والسكن والرعاية الطبية. وأنشأت الحكومات المحلية على مختلف المستويات آليات عمل لضمان مصالح وحقوق العسكريين وأهاليهم، وأنشأت مختلف المحاكم القاعدية هيئات قضائية للقضايا المتعلقة بالعسكريين، كما أنشأت الدوائر الإدارية للأجهزة القضائية في مختلف المناطق مراكز دعم قانوني للعسكريين وأهاليهم بحيث تحل وتنسق المشاكل المرتبطة بالقانون للضباط والجنود وفقا للقانون. في السنتين الأخيرتين، أحرزت أكثر من 300 مدينة (محافظة) وأكثر من 2000 وحدة وأكثر من 1000 فرد، منجزات بارزة في أعمال دعم الجيش والعناية بأسر العسكريين والشهداء فتلقوا مديحا من قبل الدولة والدوائر المعنية.

يطور جيش التحرير الشعبي تقاليده المجيدة، ويتمسك بإدراج دعم الحكومة وحب الشعب في الخطة العامة لبناء الجيش باعتبار ذلك موضوعا هاما لأعماله السياسية. ولدى جميع الدوائر السياسية على مختلف المستويات هياكل تنظيمية خاصة لتنظيم نشاطات دعم الحكومة وحب الشعب وإنشاء آلية تنسيق العلاقات بين الشؤون العسكرية والمدنية. الجيش يحترم بكل الوعي الحكومات الشعبية على مختلف المستويات ويؤيدها ويتعاون معها في أعمالها المدنية. وينفذ سياسات الدولة وقوانينها وأنظمتها بصرامة، ويحب ويحترم جماهير الشعب، ويساعد جماهير الشعب على تبديد قلقهم وحل مشاكلهم. في العشر سنوات وأكثر الماضية، تم إنشاء نحو 40 ألف موقع اتصال لمساعدة الفقراء، ومساعدة أكثر من 7ر3 مليون فقير على السير في طريق الاغتناء ودعم بناء أكثر من 800ر2 مدرسة ابتدائية ومتوسطة في المناطق الفقيرة ومساعدة ماليا أكثر من 500 ألف من الأطفال المتسربين من الدراسة للعودة إلى المدرسة.

تحت القيادة الموحدة للحكومات الشعبية المحلية، تقوم الوحدات القاعدية للجيش وقوات الشرطة المسلحة مع الوحدات أو المنظمات القاعدية بالمواقع المرابطة فيها، بنشاطات بناء الحضارة الروحية الاشتراكية الجماهيرية بهدف حفز الثقافة المتقدمة والأخلاق مع إنشاء أكثر من 30 ألفا من مرافق لهذه الأغراض في عموم البلاد. تنشط مختلف الوحدات القاعدية في نشاطات بناء مدن وقرى وأحياء سكنية ومهن متقدمة ثقافية في المواقع المرابطة فيها، وتفتح قاعات معارض التاريخ العسكري العامة وقاعات الشرف للسرايا والقاعات التذكارية للشهداء وممن أدوا أدوارا نموذجية. وتساعد المناطق المأهولة بالأقليات القومية على تنمية قضايا التعليم القومي والثقافة القومية والصحة القومية. وتدعم السلطات المدنية وحدات الجيش في إعداد الأكفاء لوظائف عسكرية ومدنية وتساعد الوحدات القاعدية لتحسين وتوفير الحياة الثقافية في معسكرات الجيش.

 

المشاركة والمساعدة في البناء الوطني

فيما ينجز جيش التحرير الشعبي وقوات الشرطة المسلحة مهمات التدريب والتثقيف، ينشطان في دعم والمشاركة في مختلف قضايا البناء الوطني. يتم الاشتراك في بناء مشاريع المنشآت الأساسية الوطنية والمحلية، ودعم الزراعة وأعمال مساعدة الفقراء وتنمية المناطق المتخلفة ونقل منجزات العلوم والتكنولوجيا، والتعاون في التغلب على المشاكل التكنولوجية الأساسية والمساعدة على إعداد الأكفاء، ودعم تنمية قضية الخدمات الاجتماعية العامة في المدن والأرياف، والتخلي عن بعض المناطق العسكرية ومنشآت الثكنات وفتح بعض المطارات والموانئ وخطوط الاتصالات العسكرية.

حددت قيادة الأركان العامة والدائرة السياسية العامة بوضوح أن كل فرد من وحدات جيش التحرير الشعبي ملزم بالمشاركة في البناء الوطني لمدة لا تقل عن 8 أيام كل سنة. ويمكن لوحدات الجيش إرسال بعض السيارات والماكينات والسفن والبواخر والطائرات وغيرها من التجهيزات لدعم بناء الاقتصاد المدني في حين تضمن الاحتياجات العسكرية. ويمكن لقوات الهندسية أن تنظم وحدات كاملة للاشتراك في بناء المشاريع الوطنية والمحلية. تؤدي وحدات الذهب والغابات والطاقة الكهرمائية والمواصلات لقوات الشرطة المسلحة دورا مباشرا في بناء الاقتصاد الوطني.

في السنتين الماضيتين، ساعد الجيش في بناء أكثر من 490 مشروعا هاما على مستوى المقاطعة وما فوق وحول أكثر من 500 منجز علمي وتكنولوجي عسكري إلى منجزات مدنية. وقام أكثر من 100 مستشفى عسكري بدعم مستشفيات مدنية مماثلة في المناطق الحدودية والنائية الفقيرة، وقدمت وحدات الفنية مثل المساحة والأرصاد الجوية وإمدادات المياه، خدمات مسح الأراضي والتنبؤ بالأرصاد الجوية والتنقيب عن موارد المياه وغيرها من الخدمات، ولقد أتمت الجامعات والمعاهد العليا ومعاهد البحوث العلمية العسكرية تربية أكثر من 100 ألف من الأكفاء الذين يحتاج إليهم البناء المدني. وشاركت قوات الشرطة المسلحة في بناء أكثر من 100 مشروع هام وطني وعلى مستوى المقاطعة، بحيث قدمت مساهمات إيجابية في بناء مشاريع هامة مثل مشاريع المضائق الثلاثة و"نقل الكهرباء من الغرب إلى الشرق" و"نقل الغاز الطبيعي من الغرب إلى الشرق" وخط تشينغهاي – التبت الحديدي وفي التنقيب الجيولوجي والوقاية من حرائق الغابات وبناء الطرق العامة.

منذ تأسيس الصين الجديدة، تحول أكثر من 5ر3 مليون كادر عسكري إلى العمل المدني وهم ينشطون في مختلف مجالات البناء الوطني. ومن بين 5ر1 مليون كادر أحيل إلى عمل مدني منذ الإصلاح والانفتاح اختير 540 ألف فرد عمالا نموذجيين أو بارزين وأكثر من 10 آلاف فرد اختيروا رجال أعمال ممتازين وأكثر من 330 ألف فرد يتولون مناصب قيادية على مستوى المحافظة (القسم) وما فوق، وعدد غير قليل من الأشخاص يسيرون على مواقع القيادة على مستوى المقاطعة (الوزارة).

 

المشاركة في معالجة الحالات الطارئة وإغاثة الكوارث

المشاركة في معالجة الحالات الطارئة وإغاثة الكوارث هي مهمة هامة أناطتها الدولة والشعب بالجيش وقوات الشرطة المسلحة. وفي أثناء معالجة الحالات الطارئة وإغاثة الكوارث، تتحمل القوات رئيسيا مهمة إنقاذ الجماهير المتضررة ونقلهم وتوزيعهم والقضاء أو السيطرة على حالة الخطر والكارثة الكبيرة وحماية سلامة الهدف الرئيسي والإنقاذ والنقل السريع للبضائع والمواد الهامة، والإسراع في ترميم الطرق والجسور وإجراء عمليات تحت الماء ومكافحة الأخطار النووية والبيولوجية والكيماوية وكذلك الأمراض الوبائية، ومساعدة الحكومات المحلية لمؤازرة المنكوبين وإعادة التعمير بعد الكوارث وغير ذلك من مهمات. وتهتم وحدات الجيش عادة بمعرفة واستيعاب المعلومات المتعلقة بالكوارث والحالات الطارئة. وتنشئ مع الحكومات الشعبية المحلية نظام إبلاغ المعلومات، وتضع خططا لمعالجة الحالات الطارئة وإغاثة الكوارث، وتجري التدريبات حول معالجة الحالات الطارئة وإغاثة الكوارث، كما تقام في المعاهد العسكرية دروس متخصصة حول معالجة الحالات الطارئة وإغاثة الكوارث. وفي أثناء معالجة الحالات الطارئة وإغاثة الكوارث، تتلقى وحدات الجيش وقوات الشرطة المسلحة أوامر وقيادة من القيادة العسكرية - المدنية المشتركة.

في السنتين الماضيتين، اشتركت مختلف وحدات الجيش في مكافحة كوارث طبيعية كبيرة مثل الفيضانات والأعاصير والزلازل وحرائق الغابات والأوبئة في أكثر من 120 مرة. وقد حال ذلك دون خسائر اقتصادية لنحو عشرة مليارات يوان صيني. وأرسلت قوات الشرطة المسلحة أكثر من 240 ألف شخص/ مرة، وتم إنقاذ ونقل أكثر من 230 ألفا من المنكوبين ونقل 6ر2 مليون طن من المواد. وفي عام 2003، هب الجيش وقوات الشرطة المسلحة بكل ما لديهما من القوة بدعم النضال المدني لمكافحة وباء السارس ، وتم إرسال 37 ألفا من الضباط والجنود لمساعدة المواقع المرابطة على التحكم في وباء السارس وتم تنظيم قوى الوقاية من الأوبئة لإجراء التعقيم على نطاق واسع في المواقع الهامة والأماكن الهامة ومناطق اندلاع الوباء وعالجت 18 مستشفى عسكريا بكل عناية أكثر من 420 مريضا من السارس. كانت أكاديمية الطب العسكري هي الأولى في فصل مسببات السارس وتم إنتاج كاشف لتشخيص السارس السريع. وناضل 1383 عاملا من الأطباء والممرضات من مختلف القوات في مستشفى شياوتانغ شان ببكين (مستشفى خاصة لعلاج السارس) أكثر من 50 يوما متتاليا حيث أنقذوا 680 مريضا من السارس.

 

تنفيذ الانضباط في العلاقة مع الجماهير

إن انضباط جيش التحرير الشعبي في العلاقة مع الجماهير هو معيار السلوك الذي يلتزم به جميع الضباط والجنود عند اتصالهم بجماهير الشعب. وإن مراعاة تنفيذ الانضباط في العلاقة مع الجماهير لهو الضمانة لكي يكسب الجيش تأييد الشعب ودعمه.

وضع جيش التحرير الشعبي في بداية تأسيسه قواعد الانضباط الكبرى الثلاث ونقاط الانتباه الثماني. وهي توضح بوضوح : "لا تأخذوا من الجماهير ولو إبرة واحدة أو قطعة خيط" و"خاطبوا الناس بلطف" و"اعدلوا في البيع والشراء" و"أعيدوا كل ما تستعيرونه" و"عوضوا عن كل ما تتلفونه" و"لا تضربوا الناس ولا تشتموهم" و"لا تلحقوا الأضرار بالمزروعات" وغيرها من الانضباط الجماهيري. وتطلب ((لوائح الخدمة اليومية لجيش التحرير الشعبي الصيني)) و((لوائح الانضباط لجيش التحرير الشعبي الصيني)) اللتان وضعتا حديثا وسلسلة من اللوائح الجديدة التي وضعتها اللجنة العسكرية المركزية ومختلف الدوائر العامة، تطلب من أفراد الجيش أن يحافظوا على سماتهم العسكرية منظمة دقيقة وصارمة عند الخروج بالزي العسكري، ولا يجوز لهم مزاولة التجارة والاشتغال بالخدمات بمقابل خارج الوظيفة، ولا يجوز لهم مزاولة الإعلانات التجارية، مما أثرى وأكمل مضمون الانضباط في العلاقة مع الجماهير.

مختلف القوات تعتبر الانضباط في العلاقة مع الجماهير مهمة هامة نظامية للتثقيف بالانضباط في العلاقة مع الجماهير وفحص حالة تنفيذه ومراقبة مراعاة سلوك الضباط والجنود الاجتماعي بصرامة. ودائما ما ترسل قيادة الحراسة المرابطة في المدن فرق انضباط، وترسل القوات فرق فحص الانضباط في العلاقة مع الجماهير في الأعياد الهامة وعند تنفيذ المهمات في الخارج. وتنظم الوحدات المعنية للمواقع المرابطة زيارات منتظمة وفحص ومعاقبة السلوك المخالف عن الانضباط في العلاقة مع الجماهير في حينه. وتطبق القوات المرابطة في المناطق المأهولة بالأقليات القومية السياسة القومية والدينية للدولة بصرامة، وتحترم الاعتقاد الديني والعادات والتقاليد للأقليات القومية بوعي.