مقدمة
 

 

في العالم اليوم، ثمة فرص وتحديات لتحقيق السلام والتنمية في آن واحد وكذلك عوامل إيجابية وسلبية تؤثر على الأمن والاستقرار. لذلك لا يمكن للحضارات والأنظمة الاجتماعية والأنماط التنموية المختلفة المشاركة في الفرص إلا أن تتعايش بانسجام، ولا يمكن التغلب على التحديات إلا بالثقة المتبادلة والتعاون. لقد صار السعي وراء السلام والتنمية ودفع التعاون تيارا تاريخيا لا يقاوم.

يتطلب هدف التنمية الصينية في العشرين سنة الأولى من القرن الحالي تركيز القوى لبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل. إن الصين كدولة نامية كبيرة، أمامها طريق طويل لتحقيق التحديثات وبحاجة إلى نضال شاق طويل الأمد لا يعرف الكلل. إن الصين تضع النقطة الأساسية لتنميتها في الاعتماد على قواها نفسها، ولا تعرقل ولا تهدد أي أحد. تحتاج الصين إلى بيئة دولية سلمية لتنميتها، وتبذل جهودا لدفع السلام والتنمية في العالم بتنميتها الذاتية. تتمسك الصين برفع علم السلام والتنمية والتعاون عاليا، وتتمسك بسياسة خارجية سلمية مستقلة وتنتهج سياسة دفاع وطني احتراسية ولن تسعى مطلقا إلى التوسع ولا إلى الهيمنة.

إن التمسك بالتنمية المتناسقة لبناء الدفاع الوطني والبناء الاقتصادي وبناء قوات مسلحة ثورية حديثة ونظامية لضمان أمن الدفاع الوطني، مهمة استراتيجية هامة للحزب الشيوعي الصيني في الحكم. قيمت الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية السادسة عشرة للحزب الشيوعي الصيني والاجتماع الموسع للجنة العسكرية المركزية المنعقدان في سبتمبر 2004، مساهمات جيانغ تسه مين في بناء تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة تقييما عاليا، وقررت تعيين هو جين تاو رئيسا للجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بحيث تم تنسيق وزيادة أعضاء اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني. فأوضحت بالمزيد اتجاه التنمية لتحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة. وفي المرحلة الجديدة للقرن الجديد، يتمسك بناء الدفاع الوطني والجيش باتخاذ نظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة مرشدا، ويطبق على نحو شامل أفكار جيانغ تسه مين حول بناء الدفاع الوطني والقوات المسلحة، ويتمسك بالمبدأ الأساسي والنظام المتمثل في قيادة الحزب المطلقة للجيش ويتمسك باتخاذ السياسة الاستراتيجية العسكرية في المرحلة الجديدة قيادة عامة، كي تدفع تقدم مسيرة تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة على نحو إيجابي.

ومن أجل توضيح سياسة الدفاع الوطني الصيني وتطوير بناء الدفاع الوطني والقوات المسلحة خلال السنتين الماضيتين، ننشر الآن هذا الكتاب الأبيض ((الدفاع الوطني الصيني في عام 2004)).