فى ظل التغيرات الدراماتيكية على الساحة الدولية بذلت الصين من خلال
دبلوماسيتها جهودا دؤوبة للحفاظ على السلام العالمى وتعزيز الرخاء
المشترك .
قال جيانغ تسه مين فى تقريره امام المؤتمر الوطنى السادس
عشر للحزب الشيوعى الصينى المنعقد حاليا انه " مهما تغير الوضع الدولى
فاننا سوف نتبع كدأبنا سياسة خارجية مستقلة للسلام . وان هدف السياسة
الخارجية للصين هو تحقيق السلام العالمى وتعزيز التنمية المشتركة .
"
واضاف جيانغ ان " السلام والتنمية تظل هى موضوعات عصرنا
. وان تنامى الاتجاهات نحو عالم التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية
قد اتيا معهما بفرص وظروف ملائمة للسلام العالمى والتنمية . "
و" لكن النظام السياسى والاقتصادى الدولى القديم غير
العادل وغير العقلانى يجب ان يتغير الان بشكل جوهرى . ان العالم بعيد
عن الهدوء والبشرية مواجهة بتحديات خطيرة كثيرة . "
وقال وزير الخارجية الصينى تانغ جيا شيوان " ان
التغييرات الكبيرة تقدم للصين فرصا كبيرة ولكن تشكل ايضا تحديات خطيرة
فى نفس الوقت " .
وردا على التغييرات الدولية السريعة للغاية سجل الجيل
الثالث من القيادة فى الحزب الشيوعى الصينى وفى القلب منه جيانغ تسه
مين نصرا تلو الاخر على الساحة الدبلوماسية مظهرا شجاعة ومهارة
عظيمتين .
وتعطى مراجعة الدبلوماسية الصينية فى الفترة التى تلت
الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الثالثة عشرة للحزب الشيوعى
الصينى فى عام 1989 دليلا مسهبا على المهارات الدبلوماسية للجيل
الثالث من قيادة الحزب الشيوعى الصينى .
فى نوفمبر من عام 1993 تم اول اجتماع رسمى بين جيانغ
والرئيس الامريكى السابق بيل كلينتون فى سياتل بالولايات المتحدة .
واستعاد الاجتماع العلاقات الصينية الامريكية الشائكة بعد عام 1989 و
فتح قناة لاستئناف الاجتماعات الصينية الامريكية عالية المستوى .
وصمدت الصين لاثار انهيار الاتحاد السوفيتى والتغييرات الشديدة فى
اوروبا الشرقية وشهدت ازالة العقوبات المفروضة عليها من قبل الدول
الغربية وحققت موضع قدم لها على الساحة الدولية .
وفى الاول من يوليو عام 1997 فان الحكومة الصينية
استأنفت ممارسة سيادتها على هونج كونج وفى يوم 20 ديسمبر عام 1999
عادت ماكاو ايضا الى احضان الوطن الامن مؤذنة بان مفهوم " دولة واحدة
ونظامان " قد اصبح حقيقة واقعة و ان خطوة عملاقة قد اتخذت تجاه اعادة
توحيد الصين .
وفى سبتمبر من عام 2000 بناء على طلب الصين عقد رؤساء
الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الامن الدولى قمة هى الاولى من
نوعها فى تاريخ الامم المتحدة الذى يرجع الى 55 عاما .
وفى اكتوبر من عام 2001 فى شانغهاى وقف جيانغ سويا مع
قادة من الدول الاعضاء الاخرى فى منتدى التعاون الاقتصادى لاسيا
الباسفيك لالتقاط صور وهم يرتدون زيا صينيا انيقا تقليديا فى تظاهرة
للتضامن القوى فيما بعد الهجمات الارهابية التى وقعت فى 11 سبتمبر فى
الولايات المتحدة .
وفى اكتوبر من عام 2002 عقد جيانغ والرئيس الامريكى جورج
دبليو بوش اجتماعهما الثالث خلال عام فى مزرعة بوش بتكساس لمواصلة
الحوار الاستراتيجى على مستوى عال والاتصالات بين اكبر دولة نامية فى
العالم واكبر دولة متقدمة فى العالم . وفى اعقاب تبادلات وجهات النظر
التى اتسمت بالعمق توصل جيانغ وبوش الى اتفاق حول سلسلة من القضايا
الكبرى .
وخلال ال 13 عاما الماضية كان للصين رد فعل جيد تجاه
الازمات الدولية وبنت صورتها كدولة مسئولة فى العالم . ومن خلال تعزيز
الحوار والتعاون خلقت الصين بيئة دولية اكثر ملاءمة لتنميتها فى القرن
الجديد ودشنت بعملها الدبلوماسى حقبة جديدة .
وتولى الصين اهمية عظمى لتعزيز العلاقات مع جاراتها
.
يذكر ان العلاقات بين الصين ورابطة دول جنوب شرق اسيا قد
تطورت بطريقة ايجابية . وان الصين والاسيان قد اتفقتا على اقامة منطقة
تجارة حرة فى عام 2010 . ويمثل هذا تقدما جديدا فى تطوير الصين
للعلاقات مع جاراتها .
وبالاضافة الى ذلك فان الصين وروسيا وقازاقستان
وقرغيزستان وطاجيكستان واوزبكستان اقاموا منظمة شانغهاى للتعاون فى
عام 2001 . وتلك المنظمة التى اقترحتها الصين هى اول منظمة دولية تقام
فى الصين وتسمى باسم مدينة صينية .
يذكر ان الصين وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية
اتفقتا على زيادة علاقات الصداقة التقليدية بينهما الى مستوى اعلى
.
كما ان الصين وجمهورية كوريا اقامتا اطارا لتعزيز
شراكتهما التعاونية فى القرن الحادى والعشرين .
واتفقت الصين والهند على بناء شراكة بناءة وتعاونية
موجهة صوب المستقبل .
كما اقامت الصين وباكستان شراكة تعاونية شاملة .
ويذكر ان جهود الصين لايجاد حل سياسى للقضية الافغانية
وتقديم المساعدة الى افغانستان التى مزقتها الحرب من اجل البناء فيما
بعد الحرب حصلت على اشادة من العالم .
وقد اقامت الصين اطارا مستقرا لعلاقاتها مع الدول
المتقدمة فى العالم .
ومن المنظور الاستراتيجى طويل الاجل فان الصين قد عززت
العلاقات الصينية الامريكية بالرغم من العقبات . واكد البلدان
مسئولياتهما الهامة المشتركة فى الحفاظ على السلام العالمى والتعزيز
المشترك للتنمية المشتركة واتفقا على احراز تقدم فى العلاقات البناءة
والتعاونية الصينية الامريكية . واكدت الصين انه يتعين على الولايات
المتحدة التقيد بالمبادىء التى تحتويها البيانات الصينية الامريكية
المشتركة واحترام التزاماتها التى تتعلق بقضية تايوان . ويذكر ان
الولايات المتحدة ملتزمة بالتمسك بالمبادىء المذكورة فى البيانات
الثلاثة وسياسة الصين الواحدة ومعارضة " استقلال تايوان " .
وتواصل الصين وروسيا تطوير شراكتهما التعاونية
الاستراتيجية . وقد عقد البلدان 17 اجتماع قمة ضمت رئيسى البلدين
وسبعة اجتماعات منتظمة لرئيسى وزرائهما . وبتوقيع معاهدة حسن الجوار
للصداقة والتعاون فى عام 2001 الزم الرئيسان جيانغ وفلاديمير بوتين
رسميا حكومتيهما " بالحفاظ على الصداقة للاجيال القادمة والا يصبحوا
ابدا اعداء " . وايدت كل من الدولتين الاخرى فى الحفاظ على السيادة
والاستقلال وسلامة ووحدة الاراضى ونفذتا تعاونا مثمرا فى التنسيق
الاستراتيجى الدولى .
كما ان العلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبى قد تطورت
بايجابية . واصدر الاتحاد الاوروبى اربع وثائق تلخص السياسة الخارجية
فيما يتعلق بالصين والزم نفسه بتوسيع التعاون مع الصين .
كما شهدت العلاقات الصينية الاوروبية ايضا تقدما جديدا .
وفى خطابه امام 13 الف شخص من الذين يحضرون الاحتفال بالذكرى الثلاثين
لتطبيع العلاقات الدبلوماسية الصينية اليابانية اكد جيانغ تسه مين
اهمية التمسك بالمبادىء الهادية الخاصة باتخاذ " التاريخ كمرآة والنظر
الى المستقبل " .
كما عززت الصين العلاقات وطورت التضامن والتعاون مع
الدول النامية . واجرت الصين تبادلات متكررة على مستوى عال مع الدول
النامية فى ارجاء العالم واشتركت فى انشطة تعاونية هامة بما فيها
منتدى التعاون الصينى الافريقى الذى عقد فى بكين فى اكتوبر من عام
2000 .
وقد شاركت الصين بفعالية فى الانشطة متعددة الاطراف مع
الامم المتحدة باعتبارها فى القلب مؤكدة اهمية دور الامم المتحدة
ومجلس امنها فى الحفاظ على السلام والامن الدوليين .كما زادت الصين
ايضا من التعاون الدولى فيم يتعلق بالاقتصاد والبيئة والتنمية
والقضايا الاجتماعية الاخرى وعززت ونفذت مفهوما جديدا للامن .
ان كل هذه الانجازات قد اصبحت ممكنة بفضل تقييم الصين
الاستراتيجى للوضع الدولى .
وقال جيانغ " ان السلام والتنمية يظلان هما موضوع العصر
" واضاف " ان العالم يحتاج الى السلام وان الشعوب تحتاج الى التعاون
والدول تحتاج الى التنمية والمجتمعات تحتاج الى التقدم . ويشكل هذا
سويا الاتجاه السائد للعصر " .
وفى اعقاب الهجمات الارهابية التى وقعت يوم 11 سبتمبر فى
الولايات المتحدة اشار جيانغ الى انه فى الوقت الذى تستمر فيه الحروب
والتوترات والقلاقل فى اصابة بعض الاجزاء والمناطق من العالم فان
العالم بوجه عام يظل فى سلام ومستقرا وهادئا .
ويتيح ذلك ارشادا نظريا لدبلوماسية الصين فى القرن
الجديد .
يذكر ان الدبلوماسية تؤثر على نهوض او انحطاط دولة ما .
انها ميدان قتال للحفاظ على سيادة الدولة .
وخلال الاعوام ال 13 الماضية فى النضال لالغاء العقوبات
المفروضة على الصين من الدول الغربية والنضال ضد تأييد " استقلال
تايوان " والقوى الانفصالية وفى التعامل مع حادثى " تفجير السفارة "
و" صدام الطائرات الحربية " اظهرت الصين مبادئها القوية وفى نفس الوقت
اظهرت مرونة فى السعى لايجاد حلول .
ان تصميم الصين على الحفاظ على سيادتها وكرامتها الوطنية
مع الحكمة التى اظهرتها فى التعامل مع الازمات قد حظيت باشادة ودعم من
المجتمع الدولى .
كما اسهمت الدبلوماسية الصينية ايضا فى تعزيز الاتصالات
والتبادلات بين الدول والحضارات . وفى مناسبات هامة ثنائية كثيرة
ومتعددة الاطراف فان صوت الصين قد استمع اليه .
وكان العقدان الاولان من القرن الحادى والعشرين فترة من
الفرص الاستراتيجية الهامة التى يتعين على الصين اغتنامها والتى تقدم
افاقا مشرقة . ان حربا عالمية جديدة غير محتملة فى المستقبل المنظور .
وانه من الامور الواقعية توقع تحقيق فترة طويلة من السلام فى العالم
والمناخ الملائم فى ارجاء الصين .
قال جيانغ تسه مين ان الصين تقف الى جانب المضى قدما مع
المد التاريخى والحفاظ على المصالح المشتركة للبشرية ومن اجل اقامة
نظام سياسى واقتصادى دولى جديد عادل وعقلانى ومن اجل الحفاظ على
التنوع فى العالم ولصالح تعزيز الديمقراطية فى العلاقات الدولية وتنوع
انماط التنمية ومن اجل مكافحة الارهاب بكافة اشكاله .
واضاف جيانغ " اننا على استعداد للعمل مع الدول لاحراز
تقدم فى قضية السلام العالمى والتنمية " .
وكالة أنباء شينخوا/13 نوفمبر 2002/
|