الخطوط العريضة لتقرير جيانغ تسه مين فى المؤتمر الوطنى 16 للحزب الشيوعى الصينى


القى جيانغ تسه مين تقريرا بعنوان " بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وخلق وضع جديد للقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية " فى المؤتمر الوطنى 16 للحزب الشيوعى الصينى الذى افتتح اليوم الجمعة فى قاعة الشعب الكبرى ببكين.

قال جيانغ تسه مين ان المؤتمر الوطني السادس عشر للحزب الشيوعي الصيني هو أول مؤتمر يعقده حزبنا في القرن الجديد, كما هو مؤتمر بالغ الأهمية, يعقده حزبنا في ظل الوضع الجديد الذي بدأ حزبنا على ضوئه تنفيذ الخطوة الثالثة للتخطيطات الاستراتيجية الرامية لبناء التحديث الاشتراكي. وموضوع هذا المؤتمر: الرفع العالي للراية العظيمة لنظرية دنغ شياو بينغ, والتطبيق الشامل لأفكار" التمثيلات الثلاثة" الهامة وشق الطريق تمهيدا للأعمال المستقبلية مع متابعة الأعمال الماضية والتقدم لمواكبة العصر وبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل والتسارع بدفع بناء التحديث الاشتراكي والكفاح في سبيل خلق وضع جديد للقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

ينقسم التقرير الى 10 اقسام هى .. اولا , الاعمال فى الخمس سنوات الماضية والخبرات الاساسية فى الثلاث عشرة سنة الماضية ; ثانيا .. التطبيق الشامل لافكار "التمثيلات الثلاثة " الهامة; ثالثا .. اهداف الكفاح للبناء الشامل لمجتمع الحياة الرغيدة ; رابعا .. بناء الاقتصاد واصلاح النظام الاقتصادى ; خامسا.. البناء السياسى واصلاح البنية السياسية ; سادسا.. البناء الثقافى واصلاح النظام الثقافى; سابعا.. بناء الدفاع الوطنى والجيش; ثامنا .. " دولة واحدة ونظامان " وتحقيق التوحيد الكامل للوطن الام ; تاسعا .. الوضع الدولى والاعمال الخارجية ; وعاشرا .. تعزيز وتحسين بناء الحزب.

وقال جيانغ انه في الخمس سنوات الماضية, قطعنا مسيرة غير عادية, حققنا خلالها منجزات جبارة في مجالات الإصلاح والتنمية والاستقرار والشؤون الداخلية والخارجية والدفاع الوطني وفى تعزيز بناء الحزب وادارة الدولة والجيش وغيرها من المجالات. لقد حققت بلادنا نموا متواصلا ومتسارعا وسليما فى الاقتصاد الوطني, وثمارا يانعة فى سياسة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجى. وحقق بناء السياسة الديمقراطية الاشتراكية والحضارة الروحية منجزات ملموسة, وخطا بناء الدفاع الوطني والجيش خطوات جديدة, ووصل مستوى معيشة الشعب إلى مستوى الحياة الرغيدة من حيث الكل, وحققت القضية العظيمة لتوحيد الوطن الأم تقدما جديدا, وشهدت الأعمال الموجهة للخارج وضعا جديدا وتعزز بناء الحزب على نحو شامل.

قال جيانغ ان المنجزات في الخمس سنوات الماضية قد تحققت على أساس الممارسات خلال فترة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي, وخاصة بعد الدورة الكاملة الرابعة للجنة الحزب المركزية الثالثة عشرة عام 1989. واشار الى ان الصين حققت منجزات تاريخية كبيرة فى الثلاث عشرة سنة الماضية . واتفق الناس بالإجماع على أن فترة الثلاث عشرة سنة السالفة الذكر هي فترة ازدادت فيها القوة الوطنية الشاملة بنسبة كبيرة, واستفاد فيها الشعب من المصالح الواقعية أكثر من أي فترة مضت, وهي فترة حافظت فيها الصين على الاستقرار والوحدة لفترة زمنية طويلة, ونفذت فيها الحكومة سياساتها بسلاسة, بينما عاش أبناء الشعب في ود ووئام, وهي فترة اتسع فيها النفوذ الصيني بشكل ملموس على الصعيد الدولي, وازدادت فيها قوة الجمع للقوميات بصورة لا مثيل لها من قبل.

واضاف جيانغ ان الممارسات في الثلاث عشرة سنة الماضية, قد مكنتنا من تعميق إدراك ماهية الاشتراكية, وكيفية بنائها, وأي حزب نبنيه, وكيفية بنائه ومن توفير خبرات قيمة بالغة الأهمية في هذا المجال. ومن أهم هذه الخبرات: (1) مواصلة دفع التجديد النظري مع التمسك بنظرية دنغ شياو بينغ باعتبارها مرشدا; (2) التمسك باتخاذ البناء الاقتصادي كالمركز ومعالجة المشاكل التي تظهر في عملية التقدم بأساليب تنمية; (3) التمسك بالإصلاح والانفتاح وإكمال نظام اقتصاد السوق الاشتراكي باستمرار; (4) التمسك بالمبادئ الرئيسية الأربعة وتطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية; (5) المثابرة على التمسك بالحضارتين المادية والروحية في آن واحد, والجمع بين حكم الدولة بالقانون وادارة الدولة بالفضيلة; (6) التمسك بمبدأ الاستقرار فوق كل شيء, والمعالجة الصحيحة للعلاقات بين الإصلاح والتنمية والاستقرار; (7) التمسك بقيادة الحزب المطلقة للجيش, وسلوك طريق القوات المنتخبة المتميز بالخصائص الصينية; (8) التمسك بالاتحاد مع كل القوى التي يمكن الاتحاد معها, وتعزيز القوة الحاشدة للأمة الصينية باستمرار; (9) التمسك بسياسة خارجية مستقلة وسلمية, وحماية السلام العالمي ودفع التنمية المشتركة; (10) التمسك بتعزيز وتحسين قيادة الحزب, والدفع الشامل للمشروع العظيم الجديد لبناء الحزب.

وقال جيانغ تسه مين ان النقاط العشر الآنفة الذكر هي الخبرات الأساسية التي يجب أن يتمسك بها الحزب لقيادة الشعب في بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وخلاصة القول إن هذه الخبرات تؤكد على ضرورة أن يمثل حزبنا دائما مطالب تنمية القوى المنتجة المتقدمة الصينية واتجاه التقدم للثقافة المتقدمة الصينية والمصالح الأساسية للغالبية الساحقة من أبناء الشعب في الصين. وهي الطلبات الحتمية التي يقتضيها التمسك بالاشتراكية وتطويرها وكذلك الاستنتاجات الحتمية التي استخلصها حزبنا عبر الاستكشاف الشاق والممارسة العظيمة.

واضاف جيانغ إن أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة تعتبر ورثا وتطويرا للماركسية - اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ, وتعكس المتطلبات الجديدة المطروحة لأعمال الحزب والدولة من جراء التطورات والتغيرات التي طرأت علي عالم اليوم والصين المعاصرة, وتشكل سلاحا نظريا قويا لتعزيز وتحسين بناء الحزب ولدفع الاكتمال الذاتي والتطور للاشتراكية في بلادنا. وتعتبر خلاصة الحكمة الجماعية للحزب بأسره, وبالتالي هي الأفكار المرشدة التي لا بد للحزب أن يتمسك بها لفترة طويلة. إن إنجاز طلبات "التمثيلات الثلاثة" على الدوام هو الأساس لبناء الحزب وحجر الزاوية لممارسة السلطة السياسية ومصدر القوة لحزبنا.

قال جيانغ ان المفتاح لتطبيق أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة يكمن في المثابرة على التقدم لمواكبة العصر, ونواته التمسك بتقدمية الحزب وجوهره الإصرار على ممارسة السلطة السياسية لخدمة الشعب.

واضاف جيانغ انه لو ألقينا نظرة عامة على الوضع العام, لوجدنا أن العشرين سنة الأولى من القرن الحادي والعشرين, بالنسبة لبلادنا, فرصة استراتيجية هامة يجب التمسك بها. ويجب تركيز قوانا على بناء المجتمع رغيد الحياة ذي المستوى الأعلى على نحو شامل لصالح أكثر من مليار نسمة خلال العشرين سنة الأولى من القرن الحالي.

واشار الى ان التمسك باتخاذ البناء الاقتصادي كالمحور وتحرير وتطوير القوى المنتجة الاجتماعية بلا انقطاع هو أهم شيء بالنسبة للبناء الشامل للمجتمع الرغيد الحياة. تشتمل المهام الرئيسية للبناء الاقتصادي والإصلاح في العشرين سنة الأولى من القرن الحالي على إكمال نظام اقتصاد السوق الاشتراكي, ودفع التعديل الاستراتيجي للهيكل الاقتصادي, وتحقيق التصنيع من حيث الأساس, ودفع المعلوماتية بقوة, وتسريع بناء التحديثات, والمحافظة على النمو المتواصل والمتسارع والسليم للاقتصاد الوطني, ورفع مستوى حياة الشعب باطراد.

اشار جيانغ تسه مين الى انه من أجل تحقيق هذه المهام لابد أن نمسك جيدا بالمهام التى تتعلق بالوضع الكلي في ثمانية مجالات: سلوك طريق التصنيع الجديد النمط وبذل الجهود القصوى لتطبيق استراتيجية النهوض بالبلاد بالاعتماد على العلوم والتعليم واستراتيجية التنمية المستديمة; وتحقيق الازدهار الاقتصادي الشامل الريفي والتعجيل بمسيرة التمدين; وتسيير التنمية الكبرى للمناطق الغربية بنشاط ودفع التطور المتناسق للاقتصاد الإقليمي; والتمسك بالنظام الاقتصادي الأساسي وتحسينه وتعميق إصلاح نظام إدارة الأصول الحكومية; إكمال نظام السوق الحديث وتعزيز وتحسين السيطرة الكلية; وتعميق إصلاح نظام التوزيع وإكمال نظام الضمان الاجتماعي; والتشبث بالجمع بين "الدخول" و"الخروج", ورفع مستوى الانفتاح على الخارج بصورة شاملة; وتوسيع التوظيف بكل وسيلة من الوسائل, وتحسين معيشة أبناء الشعب باستمرار.

قال جيانغ ان تطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية وبناء الحضارة السياسية الاشتراكية هو أحد الأهداف الهامة لبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل. ومن الضروري وبشرط التمسك بالمبادئ الأساسية الأربعة, مواصلة دفع إصلاح البنية السياسية إيجابيا وسليما, وتوسيع الديمقراطية الاشتراكية, وإكمال النظام القانوني الاشتراكي.

قال جيانغ إننا نعارض بعزم وحزم أية أقوال وأفعال تهدف إلى خلق "استقلال تايوان" و"صينين" و"صين واحدة وتايوان واحدة". ونناشد مرة أخرى استئناف الحوار والمفاوضات بين جانبي المضيق في أسرع وقت ممكن على أساس مبدأ صين واحدة. واضاف ان "دولة واحدة ونظامان" يعد بمثابة أفضل وسيلة لتوحيد جانبي المضيق.

وحول الوضع الدولى قال جيانغ ان السلام والتنمية سيظلان موضوعين رئيسيين في عصرنا اليوم. ولكن النظام السياسي والاقتصادي الدولي القديم غير العادل واللامعقول لم يتغير جوهريا. وإننا ننتهج سياسة خارجية سلمية ومستقلة بصورة ثابتة ودؤوبة مهما طرأ على الوضع الدولي من تغيرات. وندعو إلى تأسيس نظام سياسي واقتصادي دولي جديد عادل ومعقول والحفاظ على التنوع العالمي والديمقراطية في العلاقات الدولية وتنوع أنماط التنمية ومقاومة الإرهاب بشتى أشكاله.

اكد جيانغ تسه مين انه لأجل حشد إرادة وقوى جميع أبناء الشعب وبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل ولإسراع في دفع عملية التحديث الاشتراكي, لا بد من تعزيز وتحسين قيادة الحزب بصورة لا تتراخى والحفز الشامل لمشروع جديد وعظيم لبناء الحزب.

واشار جيانغ الى ان المهمات الرئيسية لتعزيز وتحسين بناء الحزب هي: تعميق دراسة وتنفيذ أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة ورفع المستوى النظري الماركسي لكل الحزب, وتعزيز بناء قدرة الحزب الحاكم ورفع مستوى الحزب للقيادة وممارسة السلطة, والتمسك بنظام المركزية الديمقراطية واستكماله, وتعزيز حيوية الحزب وتضامنه ووحدته, وبناء صفوف عالية النوعية من الكوادر القياديين لتكوين مجموعات قيادية زاخرة بالنشاط والحيوية والروح الكفاحية والقدرة العالية وإتقان أعمال بناء منظمات الحزب القاعدية فعلا, وتعزيز أساس الحزب الطبقي وتوسيع أساس الحزب الجماهيري, وتعزيز وتحسين بناء أساليب عمل الحزب وتعميق الكفاح ضد الفساد.

قال جيانغ تسه مين ان بناء المجتمع رغيد الحياة على نحو شامل ودفع التحديث الاشتراكي بخطوات أسرع, وجعل الصين الاشتراكية متطورة مزدهرة قوية لتقديم مساهمات أعظم إلى قضية التقدم البشري, كل ذلك مهام تاريخية يجب على حزبنا أن يحملها على كاهله بجرأة. ولإنجاز هذه المهام, يجب الاعتماد الوثيق على وحدة وتضامن كل الحزب وشعب كل البلاد بمختلف قومياته.

ودعا جيانغ تسه مين رفاق الحزب وأبناء الشعب في كل البلاد بمختلف قومياته الى أن يلتفوا التفافا وثيقا حول لجنة الحزب المركزية ويتحدوا كرجل واحد ويبذلوا جهودا قصوى ليدفعوا قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى الأمام بلا انقطاع ويخلقوا لنا حياة سعيدة ومستقبلا مشرقا سوية .

وكالة أنباء شينخوا/ 8 نوفمبر 2002/

Copyright © 2001 China Internet Information Center All Rights Reserved