يتمتع مواطنو بكين حاليا بمواصلات عامة أفضل وأسرع، ومن المأمول ألا
يعانوا من إزعاج الزحام المروري في عام 2008، وفقا لعمدة بكين ليو
تشي.
المراسل: كنت قلقا من الزحام المروري عندما غادرنا إلى
هنا هذا الصباح، ولكنني دهشت أن أرى التدفق المروري سلسا وقد وصلنا
قبل الموعد بعشرين دقيقة مما توقعنا، كيف كانت حالة المرور معك
اليوم؟
ليو: كانت سلسة للغاية أيضا. كان يبدو أن ثمة عدد قليل
من السيارات على الطريق اليوم.
المراسل: هل المرور أسهل بالنسبة لك أم أنك أحيانا تواجه
اختناقات مرورية؟
ليو: قليلا ما أمر باختناقات مرورية. في هذا أحاول أن
أحدد السبب، وأرتب الإدارات المعنية للتغلب على المشكلة. على سبيل
المثال، إذا كان السبب هو التخطيط العمراني الضعيف اطلب من مركز بحوث
المرور وإدارات الحكومة المعنية للعمل معا لإيجاد حل. لدي بعض الأرقام
لك، 85% من البكينيين يقضون ساعة واحدة فقط في المواصلات، وهذا أقل
2,7% مما كان قبل سنوات عديدة.
المراسل: ماذا يعني هذا ؟
ليو: بعبارة بسيطة يعني أن الناس تقضي وقتا أقل من مكان
مغادرتهم إلى مقاصدهم. مثلا، رئيس جامعة تشينخوا كان يمضى ساعة ليصل
إلى مكتبي. الآن يستغرق من عشرين إلى ثلاثين دقيقة فقط.
قبل خمس أو ست سنوات كان يوجد 5000 أتوبيسا عاما، 350
خطان و6000 كم تخدمها المواصلات العامة. الآن لدينا 13 ألف أتوبيسا
عاما، 700 خط و12 كم تخدمها المواصلات العامة.
برغم أن الزحام المروري مازال موجودا في بعض المناطق،
الأرقام السابقة توضح كيف تحسنت كثيرا المناطق التي تخدمها المواصلات
العامة والطاقة الكلية. حل المشاكل المرورية بات قوة دافعة للإنشاء في
بكين. اليوم مواطنو بكين يتمتعون بخدمات مواصلات عامة أفضل.
المراسل: قيل إن حكومة بلدية بكين تعهدت بتسوية 60 قضية
لمواطنيها كل سنة، وست من قضايا هذا العام مرتبطة بالمواصلات.
ليو: الستون قضية لهذا العام تسير وفقا للخطة وقد تم حل
عدد منها قبل الاحتفال بالعيد الوطني. أحد أهم القضايا ذات العلاقة
بالنقل العام هي افتتاح نظام السكة الحديدية الخفيفة الغربية، والتي
تعتبر عنصرا هاما في مشروع إنشاءات المدينة. وبديهي أننا لدينا
برنامجان هذا العام : أحدهما المواصلات، الثاني: البيئة.
المراسل: يبقى اقل من ست سنوات على أولمبياد 2008، هل
يمكن أن تقدر ماهي المطالب المرورية التي ستكون في ذلك الوقت عندما
نصل هذا الحدث؟
ليو: إذا اصبح لدينا خطوط مترو طولها 300 كم في ذلك
الوقت، أعتقد أن المرور سيتحسن في بكين بشكل أساسي. ومع تمديد خط
المترو رقم واحد، سيصل المترو تونغتشو في نهاية العام القادم، ليصل
إجمالي طول المترو في بكين 117كم، وهو الأطول في الصين.
المراسل: لماذا أنت مهتم للغاية بالمواصلات؟
ليو:بعد دراسة شبكات المواصلات في المدن الكبرى بالعالم
المشابهة لبكين، وجدنا أن أكبر فارق ليس في عرض الطرق، وإنما في نوعية
المواصلات العامة. باريس بها مترو طوله 300 كم، وكذلك موسكو وطوكيو،
بينما بكين بها عشرات الكيلومترات فقط. واحد من أهم الدروس التي
تعلمناها من المدن الكبرى أنه لحل مشاكل المرور علينا أولا تطوير شبكة
مواصلات عامة قوية.
المراسل: ما هي مزايا شبكات السكك الحديدية والمترو؟
ليو: أولا، أنها دقيقة ولا تتعرض لمشاكل المرور. ثانيا،
أنها لا تتأثر بالتغيرات في الطقس. ثالثا، أنها آمنة. رابعا، أنها
صديقة للبيئة. بكين مدينة سريعة التطور وليس بها شبكات طرق وسكك
حديدية كافية. من أجل حماية تراث المدينة نبني طرقا أقل وتقدم
المواصلات التحت أرضية المزايا الأفضل.
المراسل: إذا لم تكن بكين هي التي ستستضيف أولمبياد
2008، هل كانت خطط شبكات المواصلات ستكون كما هي؟
ليو: حتى لو لم تكن بكين هي المستضيفة لأولمبياد 2008
كان سيتم تنفيذ مشروعات المرور وكبح انبعاث العوادم. فقط خط مترو واحد
هو رقم 5 سيكون مرتبطا بالألعاب الأولمبية عام 2008. ومن ثم لن نعتمد
في خطتنا المرورية على احتياجات أولمبياد 2008 فقط.
المراسل: إذن كان الجدول الزمني سيبقى كما هو أيا كنا
سنستضيف أم لا الألعاب الأولمبية.
ليو: أحد الأسباب التي جعلت اللجنة الأولمبية الدولية
تختارنا كان لأنهم وجدوا خططنا لا تستهدف فقط الأولمبياد.
المراسل:تطوير شبكة السكك الحديدية في بكين يحتاج 40
مليار يوان (4,83 مليار دولار أمريكي) من أين سيأتي هذا المبلغ؟
ليو: ستقود الحكومة الطريق وتشجع المجتمع ككل
للمشاركة.
المراسل: كم ستستثمر الحكومة؟
ليو: بشكل عام لن تزيد استثمارات الحكومة على 20% من
الإجمالي، أي أقل من 8 مليارات يوان (0.96 مليار دولار امريكي).
الاستثمارات الحكومية ضرورية حتما لجذب التمويل من دوائر أخرى وجعل
المستثمرين يشعرون بالثقة.
المراسل: الخط الحديدي الغربي الذي يبلغ طوله 20كم من
شبكة السكك الحديدية الخفيفة ببكين افتتح رسميا في 28 سبتمبر. المسافة
من شيتشيمن إلى هوي لونغ قوان تستغرق 20 دقيقة. كنت واحدا من أوائل
الركاب ذلك اليوم، كيف كنت تشعر؟
ليو: كانت سعادة بالغة. على أن أوضح ان القطارات الحالية
قديمة، لأن الجديدة مازالت في المصنع. سيتم تشغيل القطارات الجديدة
بعد شهور قليلة. تكون أكثر راحة.
(سكة حديد المدينة التي افتتحت مؤخرا هي أطول طريق
مواصلات في الصين. تبدأ من شيتشيمن وتتجه شمالا عبر الطريق الدائري
الثالث، الطريق الدائري الرابع والخامس، عابرة تشونغوانتشون، جامعة
بكين وجامعة تشينخوا. بعد استثمارات قدرها 6,5 مليار يوان (0.78 مليار
دولار أمريكي) وصل طولها 40,85 كم. الخط الشرقي سوف يفتتح في بداية
العام القدم.)
المراسل: يبدو أن نسبة الأتوبيسات التي تستخدم للنقل
العام تتناقص في السنوات القليلة الماضية، ما السبب في ذلك؟
ليو: السبب هو الزيادة الكبيرة في عدد السيارات الخاصة.
الآن يوجد أكثر من 1,8 مليون سيارة، وهو رقم يزيد 10% سنويا. ومن ثم
نواجه الاختيار بين وقف هذا التوجه أو إيجاد طرق مواصلات بديلة، وقد
اخترنا الثاني.
المراسل: أنت أيضا تشجع صناعة السيارات. قيل أنك تريد ان
تجعلها واحدة من الصناعات الركائزية لبكين. ألا تقلق من أن يكون هناك
الكثير جدا من السيارات في الطرق؟
ليو: بالنظر إلى تجربة المدن الكبيرة الأخرى في العالم
نجد أن 3 ملايين سيارة و300 كم من المترو كافية لسد حاجة السكان. في
الواقع موسكو بها 3 ملايين سيارة وطوكيو بها 4 ملايين سيارة، ومن ثم
عدد السيارات لا يمثل فارقا كبيرا. النقطة الرئيسية هي أن تطور نظام
مواصلات عامة. لا يمكن أن نلوم مالكي السيارات الخاصة على أنهم السبب
في المشاكل المرورية. على العكس، أنظمة المواصلات المتخلفة هي التي
تجبر المواطن على شراء سيارة خاصة.
المراسل: في رأيك كم عدد المواطنين الذين يجب أن يلبي
نظام المواصلات العامة احتياجاتهم؟ مثلا 87% من سكان طوكيو يختارون
المواصلات العامة للتنقل اليومي، على الأقل 65% من سكان باريس، لندن
ونيويورك نفس الشيء، ما هو هدف بكين؟
ليو: نخطط لتشجيع 60% من المواطنين لاختيار المواصلات
العامة بينما سيواصل 20% الاعتماد على الدراجات. وحيث أن الدراجات أحد
السمات المميزة لبكين لا ينبغي أن نركز فقط على المواصلات الحديدية،
كما في الغرب. الدراجات بجانب المواصلات العامة ستمثل 80% من
المواطنين بينما العشرون في المائة الباقون سيقودون السيارات
الخاصة.
( بعد عام 2008 لن تزعج الاضطرابات المرورية بكين. سيكون
أمام السكان المزيد من الاختيارات في المواصلات العامة، ومنها
الأتوبيسات، المترو، السكك الحديدية الخفيفة والسيارات. سيكون بوسعك
أن تجد محطة مترو بعد خمس دقائق مشيا على القدمين في أي مكان بوسط
المدينة. الرحلة بالمواصلات العامة ستستغرق أقل من 40 دقيقة. وإذا
أردت الذهاب إلى أولمبياد 2008 ينصحك العمدة ليو تشي أن تأخذ الأتوبيس
أو القطار.)
شبكة الصين/ 5 نوفمبر 2002/
|