في عام 1987 أقامت يونغ تشينغ جا بو منطقة تشتشقه (أي الزهرة الجميلة باللغة المنغولية) في مسقط رأسها. وبسبب ارتفاع هذه المنطقة ونوعية تربتها الرديئة كانت هذه المنطقة صحراء غوبي غير مزروعة عندما ضربت يونغ تشينغ جابو خيامها فيها.

في العام الأول لوصولها هذه المنطقة، جاء الشتاء مبكرا واشتدت الرياح، وكانت كلما زرع حائطا من الصفصاف الأحمر حملته الرياح الشديدة إلى بعيد، وتضطر يونغ تشينغ جا بو الذهاب أكثر من عشر كيلومترات لاستعادة شتل الصفصاف الأحمر وكثيرا ما تعمل حتى منتصف الليل. عند تتذكر تلك الأيام تقول إن حياتها كانت جد صعبة؛ فولدها كان عمره 4 سنوات فقط. بعد سنة من الجهود أحاطت يونغ تشينغ جا بو بشتل الصفصاف الأحمر حظيرة للغنم وحظيرة للأعشاب وحظيرة مروج تبلغ مساحتها 70 مو (الهكتار = 15 مو) وتخلص 2000 مو من المروج من الأعشاب السامة إضافة لبناء سد مياه.

بفضل روحها الجريئة في التغلب على المصاعب والمشقات حولت يونغ تشينغ جا بو الصحراء إلى حقول مزروعة ودهش الرعاة المحليون وهم يرون زهور الصفصاف الأحمر تتفتح على أرض تشتشقه وصحراء الغوبي تتحول إلى شواطئ الغاب والصفصاف الأحمر وعرق السوس. وانتصبت أعمدة خطوط كهرباء الضغط العالي وحفرت آبار الري ووضعت شبكات فولاذية... منذ 15 عام استثمرت يونغ تشينغ جا بو أكثر من مليون يوان صيني في التشجير والزراعة حتى أحاطت 17ألف مو من المروج وغرست 35 ألف شجرة وأقامت قاعدة لإنتاج الأعلاف على مساحة أكثر من مائتي مون من ومروجا على مساحة ألف مو كما زرعت بعض أعشاب الرعي الممتازة الجودة وارتفع عدد الأغنام من مائتي رأس إلى أكثر من ألف رأس وبفضل تغذية الغنم بالأعلاف الممتازة زادت كمية إنتاج الصوف لكل من 125 غراما إلى 275 غراما وأصبحت تشتشقه مجمعا للكنوز مشهورا.

بعد الثراء لم تنس يونغ تشينغ جا بو أبناء قريتها فتساعد الآخرين بحماسة وسخاء وتكون قدوة كعضو بالحزب الشيوعي. يقول لي جيان تشونغ، من أهل قريتها، إنه لولا مساعدة يونغ تشينغ جا بو لما كانت حياتنا اليوم، وحصلت ثلاث فتيات من القرية على شهادات عليا وبدأن يعملن وكل ذلك بمساعدة يونغ تشينغ جا بو.

اختيرت يونغ تشينغ جا بو عضوا ممتازا للحزب الشيوعي الصيني على مستوى الدولة وهي المندوبة الراعية الوحيدة للمؤتمر الوطني الخامس عشر وللمؤتمر الوطني السادس عشر للحزب الشيوعي الصيني في منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم.

شبكة الصين/ 31 أكتوبر 2002/