الرومانسية حول مطعم في لاسا

ماغيا نغاما مطعم صغير في منطقة باركور في لاسا. المطعم يقع على مساحة أقل من 200 متر مربع، يبدو قزما أمام البرج الإنشائي المجاور له.

بيد أن هذا المطعم الصغير بات معروفا جيدا بين زوار لاسا من الأجانب بعد أن تناوله أكثر من 30 تقريرا صحفيا و والعديد من البرامج في محطات تلفزيون بكين وهونغ كونغ وفي ألمانيا وتايلاند.

شهرة المطعم جاءت من البناية المقام بها والتي تسمى البيت الأصفر.

عبر التاريخ يأتي الملايين من المتعبدين أمام معبد جوكانغ في لاسا، يحرقون أغصان الصنوبر والسرو المصحونة لعمل الدخان الميمون ويركعون في شارع باركور المبلط بالحجر. وكثيرون مازالوا يقومون بشعائر السير بطول الشارع الذي تصطف على جانبيه الأكشاك التي تبيع أنواعا مختلفة من المشغولات اليدوية للأقليات القومية.

البيت الأصفر بناية صغيرة تقف أمام علم المحاورات البوذية بالركن الجنوبي الشرقي لشارع باركور.

البيوت التبتية تدهن عادة باللون الأبيض، والمعابد ومساكن البوذا الحي والرهبان المرموقين هي فقط التي تدهن باللون الأصفر.

تحت أشعة الشمس الساطعة يبدو اللون ناطقا أكثر على خلفية الألوان المحيطة. النوافذ في الطابق الثاني توفر رؤية جيدة للشارع المكتظ بالمتاجر والمشاة المتنسكين والمتسوقين.

وتقول أسطورة أن الدالاي لاما السادس كان يزور البيت الصفر دائما. وفقا للتاريخ، عندما قاد الإمبراطور كانغ شي من أسرة تشينغ (1644-1911)، قوته لمقاومة جونغار المتمردة عام 1696 اكتشف أن الدالاي لاما الخامس قد مات بالفعل قبل خمسة عشر سنة.

وعلى الفور استدعى الإمبراطور غاضبا المسئولين التبتيين وأمر تسانغيانغ غيمكو، وهو ولد لأسرة من الفلاحين في موينيو جنوبي التبت أمر بأن يصبح الدالاي لاما الخامس.

البوذا الحي الشاب كان ذكيا للغاية وقد أحب الشعر كثيرا. كان زعيما دينيا وشاعرا رومانسيا أيضا. كان غاليا ما يخرج بمفرده إلى العديد من المعابد ليفهم حياة العامة بشكل أفضل. وعندما كان يأتيه الإلهام ينظم قصيدة. معظم قصائده ترسم صورة للجانب الشرير للإقطاع.

وتقول الأسطورة أيضا إن الدالاي لاما السادس كان يمكث في البيت الأصفر ، بينما كان ينظر من النافذة ذات يوم راي حسناء اسمها ماغيا نغاما بين المتنسكين المشاة بشارع باركور.

ووقعا الاثنان في الغرام من أول نظرة. ومنذ ذاك كان يلتقيان بالبيت الأصفر . وهنا نظم الدالاي لاما السادس قصيدته المشهورة:

عندما يسطع نور القمر

من الأعالي فوق الجبال

في الشرق

الوجه الباسم لماغيا نغاما

يشرق في عقلي

في القاعة الرئيسية للطابق الثاني بالبيت الأصفر يوجد تمثال لبوذا كامبا. يوجد صور للطبيعة على الجدران الجنوبية ولوحات زيتية وأغراض مصنوعة من البرونز ولوحات تانكا على الجدار الشمالي.

الغرفة مزينة بسجادة من وبر الياك، جرار ماء مصنوعة من البرونز، زهريات شرقية، فناجين قهوة، ومفرش سفرة من صوف الغنم. هذه كانت قاعة الطعام للدالاي لاما السادس.

العديد من زوار مطعم ماغيا نغاما يأتون بحثا عن الأجواء الرومانسية القديمة ويكتشفون أن المطعم والمقهى به يقدم جوا أسريا.

الضيوف يمكنهم الاختيار بين عدد من الأطعمة التبتية، الهندية، النيبالية، الإيطالية والأمريكية. هناك الزبادي، الشاي بالزبدة، ومشروب الشعير والعديد من فرائد الطعام إضافة إلى المشروبات الأجنبية.

في قاعة الطعام تعزف الموسيقى التبتية والكلاسيكة الغربية كما تجد الكتب الأجنبية. صاحبة المطعم سيدة تبتية شابة تتحدث الإنجليزية بطلاقة وتحكي لزبائنها دائما قصصا رومانسية.

"عندما جاء إلى المقهى شابة ألمانية تبلغ من العمر 29 عاما التقت شابا ريفيا من أبناء المكان، ووقعا في الغرام حول فناجين القهوة. بعد ثلاث سنوات عادوا إلى هنا، جائوا ومعهم صفلهما".

شبكة الصين/22 أغسطس 2002/

 

(C) China Internet Information Center
E-mail:
webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-68996214/15/16