" أفتخر بالصين " (صور)

بقلم اليابانية كيوكو ناكامورا

أبلغ من العمر 78 عاما هذا العام، وقد أمضيت 63 عاما في الصين. وشهدت شخصيا عمليات ترعرع وتطور الصين الجديدة. وهناك كلمات لا تحصي لوصف التغيرات التي طرأت على الصين خلال السنوات الأخيرة، وأود أن أصف هذه التغيرات بعبارة مناسبة جدا هي " تغيرات تهز الدنيا ". وهذه التغيرات حدثت في حياتنا مثل اللباس والأكل ووسائل المواصلات .. الخ.

حول اللباس، أتذكر أن الصينيين كانوا في فترة طويلة يلبسون ملابس ألوانها ثلاثة فقط هي الرمادي والأزرق والأخضر، وشكلها الرئيسي هو بذلة " تشونغ شان ". أما الآن، فأرى أناسا على الشوارع يرتدون ملابس جميلة ذات ألوان براقة تبرز صفاتهم الخاصة، فأشعر بسرور بالغ من ذلك. في الواقع أن اللباس يمثل نوعا من الروح والحرية. وأحس بأن الصينيين يعيشون عيشة مريحة، وأن حياة الأجانب الذين يعيشون في الصين تماثل حياة المواطنين الصينيين. واذا ذهبت أنت الى بحيرة شيتشاهاي ببكين في منتصف الليل، يمكنك أن ترى صفوفا من البارات المزينة بمصابيح النيون، حيث يشرب الزبائن جماعات جماعات من مختلف الدول. وهذا المنظر ما أمكن مشاهدته قبل 30 عاما.

وحول وسائل المواصلات، كانت الدراجات ببكين في الماضي قد تركت انطباعات لا تنسى في ذهني. وقبل عقدين أو ثلاثة عقود من السنين، لم يستطع الصينيون سوى قلة منهم شراء سيارات. وحينئذ، كان جميع العمال والموظفين تقريبا يركبون الدراجات على شوارع بكين للذهاب الى العمل والعودة منه، وخاصة كان ركاب الدراجات على شارع تشانغآن في قلب المدينة يصطفون في طوابير متناسقة تلقائيا، مما شكل مشهدا رائعا أثار إعجاب وفد من الأطباء الامريكيين. وحاليا يتزايد عدد السيارات على شوارع العاصمة الصينية، حتى أن الزقاق الذي نسكن فيه دائما ما يزدحم بالسيارات في أثناء العودة من العمل. والى جانب ذلك، صارت المواصلات بقطارات مترو الأنفاق في بكين سهلة. وكانت إبنتي التي جاءت مؤخرا من سويسرا الى هنا لزيارة الأهل ركبت قطار المترو في بكين يوما ما. وبعد عودتها قالت لي متأثرة: " ماما، مدهش حقا أن قطارات مترو الأنفاق في بكين أفضل من نظيراتها في بعض البلدان الأوربية، فعرباتها نظيفة جدا وصوت مذيعة أسماء المحطات واضح للغاية." كما أن إبنتي أخبرتني أن القاعة الرئيسية للصالة الثالثة حديثة البناء لمطار العاصمة بكين جميلة جدا ومرافقها ممتازة والخدمات فيها جيدة.

وحول الأكل، كنت قد عشت في منطقة شمال شرقي الصين خلال السنوات الاولى من عمري، حيث كانت الحبوب الغذائية الرئيسية للأهالي المحليين هي الذرة الرفيعة والذرة الصفراء، وكان الأرز قليلا جدا. ولم يستطيعوا أكل اللحوم الحمراء والبيضاء والسمك إلا بمناسبة الأعياد. أما الآن، فصارت الحبوب الخشنة مثل الذرة الصفراء مأكولات مفضلة لأهالي المدن. وأصبح تيارا سائدا أن يذهب بعض أهالي المدن الصينية الى الأرياف لتناول المأكولات الريفية والتمتع بالحياة الخضراء. ولا أعرف كم أضعاف أرتفع بها مستوى معيشة الصينيين حاليا. وخاصة أن أولمبياد بكين وبارالمبيك بكين اللذين اختتما قبل فترة وجيزة قد حققا نجاحات تامة في شتى المجالات. وهذا رائع حقا. حتى أنني وأنا يابانية مقيمة دائما في بكين أفتخر وأعتز بذلك أيضا. وأحب الصين ! / صحيفة الشعب اليومية أونلاين /

 

شبكة الصين /1 ديسمبر 2008/



راسلنا ان وجدت خطأ

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000