منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في 30 مايو 1956 تشهد العلاقات الثنائية بين الصين ومصر تطورا سلسا. في ستينيات القرن العشرين، زار رئيس مجلس الدولة الصيني الراحل شو آن لاي مصر ثلاث مرات. بعد ذلك زار مصر الرئيس الصيني لي شيان نيان، والرئيس الصيني يانغ شانغ كون، ورئيس مجلس الدولة لي بنغ، ورئيس المجلس الاستشاري السياسي للشعب الصيني لي روي هوان، ونائب رئيس مجلس الدولة تشو رونغ جي، ورئيس المجلس الوطني لنواب الشعب تشياو شي، والرئيس الصيني جيانغ تسه مين، ونائب رئيس مجلس الدولة، وزير الخارجية الصيني تشيان تشي تشن وغيرهم من مسؤولي الدولة. وزار الصين الرئيس المصري حسنى مبارك (سبع مرات) ورئيس الوزراء كمال الجنزوري، ورئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور. في إبريل 1999، وأثناء زيارة الرئيس حسنى مبارك للصين، وقع مع الرئيس جيانغ تسه مين بيانا مشتركا حول إقامة علاقات تعاون استراتيجي بين البلدين.
التقى الرئيس المصرى حسنى مبارك مع نائب رئيس مجلس الدولة الصينى الزائر وو بانغ قوه فى منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر في 19 نوفمبر 2000. وخلال الاجتماع نقل وو تحيات الرئيس الصينى جيانغ تسه مين الى الرئيس مبارك قائلا ان مبارك طور صداقة عميقة الجذور مع الاجيال الثلاثة من القادة الصينيين واسهم بشكل كبير فى علاقات الصداقة والتعاون الصينية المصرية. وقال وو ان مصر باعتبارها قوة رئيسية فى العالم العربى وافريقيا تلعب دورا هاما فى الشئون الاقليمية والعالمية. واشاد بجهود مصر فى الحفاظ على السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الاوسط والعالم وتعزيز التضامن بين الدول العربية والافريقية وتعزيز الرخاء المشترك للدول النامية. وقال وو ان مصر كانت اول دولة عربية وافريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين مشيرا الى ان العلاقات بين الصين ومصر صمدت امام تغيرات الوضع العالمى منذ عام 1956. واضاف نائب رئيس مجلس الدولة الصينى قائلا ان الدولتين تعاونتا بشكل فعال فى المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية وغيرها من المجالات وخاصة تحت رعاية رئيسى الدولتين. وقال وو ان الرئيس مبارك قام "بزيارة ناجحة" للصين العام الماضى وقع خلالها مع الرئيس جيانغ بيانا مشتركا حول اقامة علاقات تعاون استراتيجى بين الصين ومصر فى القرن الحادى والعشرين. وقد التقى جيانغ مرة اخرى بمبارك فى مدينة الاسكندرية المصرية على البحر المتوسط فى ابريل الماضى مما زاد فى تعزيز العلاقات الثنائية وفقا لوو. واضاف ان بامكان الدولتين استكشاف سبل لتوسيع التعاون الاقتصادى والتجارى متوقعا ان يبذل الجانبان جهودا مشتركة لتجسيد علاقات التعاون الاستراتيجى . ومن جانبه قال الرئيس مبارك ان الحكومة المصرية راضية للغاية ازاء العلاقات الثنائية مشيرا الى ان مصر ترغب فى تدعيم وتعميق علاقات التعاون مع الصين. واعرب الرئيس عن ترحيبه بالاستثمارات الصينية فى مصر واستمرار التجارة. واشاد بالانجازات الكبرى التى حققتها الصين منذ اتباعها سياسة الاصلاح والانفتاح على العالم الخارجى عام 1978 قائلا ان ازدهار الصين وقوتها سيساعدان فى توازن القوى فى العالم كما يسهمان فى السلام العالمى. وطلب مبارك من وو نقل تحياته الى الرئيس جيانغ ورئيس مجلس الدولة تشو رونغ جى.
زار مصر وو بانغ قوه نائب رئيس مجلس الدولة الصينى في نوفمبر عام 2000 . أعرب وو بانغ قوه خلال مباحثاته فى القاهرة في 19 نوفمبر مع يوسف والى نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة المصرى عن سروره بزيارة مصر. وقال وو بانغ قوه ان الصين ومصر كلاهما بلد عريق ويرجع تاريخ الاتصال بين شعبيهما الى زمن بعيد مضيفا ان زيارته لمصر تهدف الى تبادل الاراء مع الجانب المصرى. واضاف انه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 45 عاما، ظلت الصين تحتفظ بالصداقة والتعاون الصادق مع مصر حيث علاقات الصداقة والتعاون ذات المنفعة المتبادلة تغطى مختلف المجالات وتشهد توسعا وتطورا مطردين. وقال ان الرئيس المصرى حسنى مبارك اثناء زيارته للصين فى إبريل من العام المنصرم قد قام بتوقيع البيان المشترك مع الرئيس الصينى جيانغ تسه مين والذى يقضى بإقامة علاقات التعاون الاستراتيجية الموجهة الى القرن ال21 بين الصين ومصر. ثم التقى الرئيس جيانع تسه مين بالرئيس مبارك مرة اخرى فى إبريل الماضى بالاسكندرية مما أدى الى توثيق علاقات البلدين والدخول بها الى مرحلة تطور جديدة . وقال إن الصين اذ تحرص كل الحرص على الصداقة مع مصر تستعد لتطوير علاقات الصداقة والتعاون معها على نحو شامل وعميق. وحول الاوضاع فى الشرق الاوسط، أكد وو بانغ قوه دعم الصين وتأييدها لموقف مصر بقيادة الرئيس حسنى مبارك بشأن احلال السلام العادل فى الشرق الاوسط باعتبارها الدولة الكبرى فى المنطقة ودعوتها لعقد قمة شرم الشيخ والقمة العربية مؤخرا لوقف الاعتداءات الاسرائيلية فى الاراضى المحتلة. وقال ان الصين تستنكر استنكارا شديدا استخدام القوة من جانب اسرائيل ضد المواطنين الفلسطينيين وتدعو الجانبين الاسرائيلى والفلسطينى الى وقف اعمال العنف واستئناف المفاوضات السلمية فى أسرع وقت ممكن. ومن جانبه أكد والى أهمية تطوير العلاقات الثنائية وحرص الرئيس مبارك على تنميتها فى كافة المجالات موضحا الامكانيات الكبيرة لتطوير علاقات التعاون الزراعى خاصة فى مجالات البحوث الزراعية وتطوير حجم الصادرات المصرية من الارز والموالح الى الصين الى جانب تصدير البترول وتنفيذ مشروعات مشتركة فى البترول وصناعات الطيران وتكنولجيا الاتصالات.
استقبل مساء أول يوليو 2001، بتوقيت بكين، وزير الخارجية المصري أحمد ماهر وفد اللجنة الشؤون الداخلية والقضائية للمجلس الوطني لنواب الشعب بمقر وزارة الخارجية المصرية، حيث أعرب عن تمنياته بأن تعزز و يتوسع التعاون الصيني المصري في المجالات السياسية والاقتصادية في المستقبل. // وخلال اللقاء هنأ الوزير أحمد ماهر الحزب الشيوعي الصيني بمناسبة الذكرى الثمانين لميلاد الحزب، وعبر عن تهنئته للصين أيضا لما حققته من إنجازات في البناء في السنوات الأخيرة،وطلب من سفارة الصين في مصر أن تزوده بالترجمة الإنجليزية للكلمة الهامة التي ألقاها جيانغ تسه مين في نفس اليوم، ليعرف مضمون هذه الكلمة بصورة أفضل. // ثمن الوزير ماهر العلاقات المصرية الصينية وإسهام الصين العظيم في تقدم البشرية تثمينا كبيرا، حيث قال إن تطور العلاقات المصرية الصينية لا يصب في مصالح البلدين فقط، بل يفيد مصالح كل العالم. وعبر عن تمنياته بتعزيز التعاون بين البلدين في المجالين السياسي والاقتصادي. وقال إن تطوير العلاقات المصرية الصينية يحتل أولوية هامة في العلاقات الاستراتيجية المصرية، في العامين الماضيين، شهدت هذه العلاقات تطورا عظيما، ازداد حجم التجارة 20% في العام الماضي، وازدادت صادرات مصر إلى الصين 200%، وازداد واردات مصر من الصين 12% عن العام الماضي. واعتبر الوزير العلاقات السياسية بين مصر والصين علاقات متميزة لها قوة كامنة كبيرة، لذلك يتمنى أن تتطور هذه العلاقات بصورة أكبر في المستقبل، وتمنى بصورة خاصة أن تشترك الصين بناء منطقة السويس الاقتصادية الخاصة. قال إن مصر تستعد لإقامة منطقة اقتصادية خاصة في السويس مستفيدة من تجربة الصين، وهذه المنطقة مناسبة للاستثمار الصيني. // في حديثه حول عملية السلام في الشرق الأوسط وكيفية إنهاء العنف بين فلسطين وإسرائيل، عبر الوزير أحمد ماهر عن الشكر لموقف الصين الدائم المؤيد لقضايا مصر العادلة ونضال الشعب الفلسطيني العادل. قال إن احتلال إسرائيل لفلسطين، هو احتلال استعماري ، لن يستطيع أن يقهر إرادة أبناء الشعب، وقد أثبت التاريخ أن أصحاب الحق يظفرون في النهاية.الآن تسعى مصر لدفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وتبذل جهودا لتدفع الولايات المتحدة وقف إطلاق النار بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وتنفيذ تقرير ميتشيل بصورة عادلة وصحيحة. لكن مصر تواجه حاليا صعوبة كبيرة وتحتاج إلى مساعدة الصين، وأبناء الشعب الفلسطيني قد فقدوا الثقة، فهم بحاجة إلى المساعدة أيضا لتعود الثقة إليهم، فنتمنى من الصين أن تؤيد مصر وفلسطين كما كانت، لتلعب دورا أعظم في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط. // قال رئيس الوفد الصيني سو هواي ده إن الصين تقدر الجهود التي تبذلها مصر في حماية السلام والأمن وخاصة في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط.. إن الصين تعارض دائما أعمال العنف، وقد عبر الرئيس جيانغ تسه مين ووزير الخارجية الصيني تانغ جيا شيوان عن موقف الصين بصورة واضحة في مختلف المناسبات، وبذلا جهودهما. وقال رئيس الوفد الصيني أيضا إن الصداقة بين مصر والصين لا تنفصم عراها، نتمنى أن يتعاون بلدانا في الشؤون الدولية بصورة أفضل، لنصب قوة وحيوية جديدة في علاقة التعاون الاستراتيجي المواجهة للقرن الحادي والعشرية بلا انقطاع.