هل تعرفون ما هو أكثر الأماكن انخفاضا في بر الصين؟ وكذلك هو أحر الأماكن في الصيف بالصين أقول لكم ان هذا المكان هو مدينة توربان بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بغرب الصين. ولا تتمتع هذه المدينة بموقع جغرافي فريد فحسب، بل تتمتع بحلاوة العنب والبطيخ وغيرهما من الفواكه الأخرى كما توجد الفتيات الجميلات من قومية الويغور.
تقع مدينة توربان فى شرقي اوروموتشي حاضرة منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم. ويمكن ان تصل اليها من حاضرة المنطقة بسيارة عبر طريق مرور سريع خلال ساعتين فقط.
وتقع هذه المدينة فى قلب حوض توربان. وتنخفض بحيرة أيدينغ عن سطح البحر بمائة وخمسة وخمسين مترا باعتبارها أكثر الأماكن انخفاضا في هذا الحوض.
ويمكن القول أن توربان أحر منطقة فى الصيف بالصين. وتبلغ درجة الحرارة الكبرى المسجلة سبعا وأربعين درجة مئوية.
بالرغم من ارتفاع درجة حرارة توربان لا يزال الزوار يترددون عليها مسرورين. وحول المناظر المشه
ورة في توربان، قالت الدليلة السياحية الآنسة شن هونغ:
تكثر المناظر السياحية فى توربان. منها طلال مدينة قاوتشانغ الكبيرة القديمة وطلال مدينة جياوخه القديمة التى تعتبر أكمل مدينة قديمة محمية في العالم، بالاضافة الى برج سوقونغ – أقدم برج محمي ذي طراز اسلامي في منطقة شينجيانغ وبحيرة أدينغ – ثاني أخفض وهدة في العالم بعد بحر الموت وجبل هويان الأجرد الذى يشغل مساحة مائتي كيلومتر مربع ووادي العنب الملقب بالدنيا المنعشة.
يمكن للزوار ان يصلوا جبل هويان مستقلين سيارة من مدينة توربان خلال ربع ساعة. ويمتد
جبل هويان أكثر من مائة كيلومتر ويصل عرضه إلى حوالي تسعة كيلومترات ويبلغ ارتفاعه ثمانيمائة متر. وكلما يحل الصيف، تتوسط الشمس اللاهبة السماء، وتحيط السحب والضباب بقمة الجبل، وتحول أشعة الشمس الحارقة لون السحب والضباب إلى أحمر. وهذه اللون يشبه لون النار. لذا، يلقب هذا الجبل بجبل النار.
ويتميز جبل هويان بحرارته المرتفعة. ويرتفع مع
دل الحرارة عشر درجات مئوية عن معدل درجة حرارة المدينة. ويتجاوز أعلى درجة حرارة مسجلة في الساعة الثانية بعد الظهر خمسين درجة مئوية. وهذه درجة حرارة سطح سفوح الجبل فقط. واذا دفنت بيضة دجاج في رمال سفح الجبل، فستصبح ناضجة بعد ساعتين.
وبعد تعرض الزوار لحرارة جبل هويان، لا بد لهم من الذهاب الى مكان بارد للراحة. ويعتبر وادي العنب أفضل مكان للراحة الذى يبعد عن جبل هويان بربع ساعة بالسيارة. حيث تتدفق المياه تحت كرمات العنب وتنخفض درجة حرارته عن درجة الحرارة داخل المدينة بعشر درجات مئوية.
وفي وادي العنب، تمتد المظلات البيضاء عدة أمتار حيث يُزرع العنب الأبيض بجانب العروش. ويحتاج نمو العنب الى كمية كبيرة من المياه، ويعتبر وادي العنب منطقة وفيرة المياه. ومثل هذه المناطق الوفيرة المياه قليلة فى منطقة شينجيانغ التى تعد منطقة تشح فيها المياه. واذا جلس الزوار لحظة بهدوء تحت كرمات العنب وتذوقوا عنبا وشربوا كوبا من النبيذ اللذيذ وأكلوا قطعة من بطيخ هامي الأصيل، فسيشعرون براحة وبرودة الجو.
ويعتبر الزبيب منت
جا مميزا هاما في وادي العنب، وهو مشهور داخل الصين وخارجها. ان أنواعه كثيرة وأذواقه وأشكاله وألوانه مختلفة الأمر الذى يدهش أبصار الناس. وتنتشر مبانى
تجفيف العنب في منطقة توربان كلها، وهي مبنية بالطين لتخفيف الحرارة والتهوية، فيتميز الزبيب المجفف فيها بنسبة سكر عالية. وغالبا ما يشتريه الزوار في وادي العنب لإهدائه الى أقربائهم وأصدقائهم.
ويمكن للزوار أن يتعرفوا على العادات والتقاليد الراسخة لقومية الويغور سواء في جبل هويان ام في وادي العنب. ويحتل عدد سكان قومية الويغور في منطقة توربان سبعين بالمائة من إجمالي عدد سكانها الأمر الذى يشكل ميزة محلية أخرى. وقال السيد عبد الله قاسم المسؤول المحلي من قومية الويغور:
تتمتع توربان بالعادات والتقاليد المميزة الكثيفة لقومية الويغور. وأنشأنا هذه المدينة كموقع سياحي وأبرزنا خصائصها الاسلامية في الأساليب المعمارية، ولن نهملها أبدا.
واذا أرد الزوار ان يتعرفوا على
عادات وتقاليد قومية الويغور، فمن الأفضل ان تزوروها عندما تضاء المصابيح في الليل. ذهبت مع أصدقائي الى مطعم. وسمعت من بعد أنغام الموسيقى المنبعثة منه. وعندما دخلنا الى هذا المطعم، وجدت أنه عبارة عن كرمات عنب كبيرة. ويتدلي العنب منها على الموائد. وعلى خشبة المسرح، يعزف فتى على الساكسوفون. وقال لي فتى صحبنا من قومية الويغور ان الفتيان المحليين يحبون الآن الآلات الموسيقية الأجنبية أيضا. ولكنه عندما تنطلق الموسيقى القومية، يرقص الجميع رجالا و نساء، كبارا و صغارا رقصات قومية ابتهاجا. وعندما بدأت تعزف ألحان موسيقية، دخل الفتيان من قومية الويغور الى المرقص. ولم نستطيع مقاومة الرغبة فى المشاركة، ورقصنا مع الآخرين. ورقص السيد وانغ جينغ كون الذى زار توربان معنا مع فتاة من قومية الويغور. يبدو أنه كان سعيدا حتى لا يريد أن يعود إلى بيته. وقال:
أزور شينجيانغ لأول مرة بصفتي زائرا من بكين. وكنت أعرف توربان من الأغاني في الماضي حيث أعتقد أنها جميلة جدا. وبعد وصولي اليها، وجدتها أجمل مما وصفتها الأغاني. يمكنني أن أشرب النبيذ وآكل لحم الخروف وأستمع الى الموسيقى حتى أرقص بفرح وسرور. ولم أش
عر بهذا الشعور والجو في بكين وهذا الشعور والجو جميل وجديد. ومزحت قائلا إننى أرغب فى البقاء في شينجيانغ ولا أريد مغادرتها.
إذاعة الصين الدولية / 17 يونيو 2003 /