تايتشو المدينة التي تتوسط مقاطعة جيانغسو وتشرف على نهر اليانغتسي، شمالا، كانت لجنة الحزب والحكومة المحليتين في المقاطعة قد رقتها في يوليو عام 1996 الى مصاف المدن على مستوى الاقليم الاداري، بالموافقة التامة من مجلس الدولة وذلك لاجل المزيد من تنمية الاقتصاد المحلي والاسراع بالنمو الاقتصادي في الجزء الاوسط من المقاطعة. وفي غضون 6سنوات من ذلك بذل بناة تايتشو الجديدة الجهود في انعاشها حتى نهضت سريعا، مدينة عصرية مفتوحة على العالم بدأت ملامحها تظهر للعيان،في مجموعة مدن متواجدة في دلتا نهر اليانغتسي.
التاريخ الطويل والحاضرة الرائعة
تايتشو مدينة شهيرة بالتاريخ الطويل والثقافة الرائعة. منذ ظهورها قبل 2100 عام ظلت تحتل مركزا عظيم الاهمية في البلاد، بفضل مواصلاتها السهلة واقتصادها المزدهر وموقعها المشرف على البحر والنهر في آن واحد بالاضافة الى ازديانها بفوج كبير من الادباء والخطاطين والرسامين والعلماء والشخصيات السياسية لعب دورا بارزا في تطوير البلاد.
المخزونات التاريخية الوفيرة فيها خلفت كثيرا من المعالم والآثار الشهيرة. حاليا ما زالت فيها مئات الاطلال والبنايات العريقة والاحجار المنقوشة القديمة بما فيها 134 اثرا وضعت تحت الحفظ على مستوى المدينة والمقاطعة. وقد بنيت فيها 5 متاحف تحفظ ما يزيد على عشرة آلاف قطعة من الآثار بما فيها عدد ليس بالقليل من التحف النادرة. معبد قوانغ شياو ليوي الموجود فيها عمره حوالي الف عام وهو يتمتع بالسمعة الممتازة بين الفئات الدينية في الداني والقاصي .
لتايتشو شهرة كبيرة في البلاد كلها بانها " بلاد السمك والرز"? " موطن جنكو" ?" بلد المنتجات المائية" . انها تعد من القواعد الاساسية لانتاج الحبوب والقطن والمنتجات المائية متعددة الانواع في البلاد. وقد اسست على ارضها اربع قواعد كبيرة بعيدة عن التلوث البيئي لتربية الحيوانات والنباتات: قاعدة جيانغيان للرز الاخضر، قاعدة تايشينغ للجنكو،قاعدتا شينغهوا للرز وتربية الحيوانات والنباتات والخضروات البعيدة عن التلوث البيئي. وفي الوقت نفسه ضمت شينغهوا وجيانغيان تحت الاشراف المباشر منها الى فئة المدن الممتازة لتنمية الزراعة البيئية في مقاطعة جيانغسو.
القوة الصناعية العظيمة
التطور الاقتصادي في منطقة او في مدينة لا يمكنه ان يشق طريقه لازدهاره في فترة طويلة نسبيا من الزمان، بعزلة عن الدعم القوي للصناعة. فقد اتخذت تايتشو التي تتميز بالاساس الصناعي الراسخ، مضاعفة الجهود في الاسراع بتصنيع نفسها برنامجا شاملا بعد ان اصبحت مدينة على مستوى الاقليم الاداري وبفضل ذلك وصلت زيادة قيمة الانتاج الصناعي التي حققتها في عام 2002 الى 50% من اجمالي قيمة الناتج المحلي للمدينة كلها.
للان اصبح لتايتشو28الفا من المشاريع الصناعية المتعددة الانواع بما فيها 188 مؤسسة صناعية كبيرة او متوسطة الاحجام. وقد شكلت هذه المشاريع لها الصناعة الركائزية عواملها القيادية اللالات والماكينات والطاقة والكيمياء والاطمعة ومنتجاات الصناعة الخفيقة والادوية والمواد المعمارية .. الخ. مما يرد من الاحصاء ان ما يقرب من مئة منتج مملوك لها احتل المراكز الامامية في البلاد كلها من حيث الانتاج واسع المدى ونصيب التسويق. . خاصة احتلت 65 سلعة من ضمن ذلك المراكز الثلاثة الاولي بين مثيلاتها في البلاد من حيث الانتاج والتسويق ناهيك عن ان هناك 17 سلعة منها كانت من "الناجحين الاوائل".
لتايتشو 65 من مجموعات الشركات كبيرة الحجم امثالها مجموعة تشونلان، مجموعة نهر اليانغتسي للادوية، مجموعة هويفنغ، مجموعة قوانغمانغ وهلم جرا. في عام 2002كسبت مجموعة تشونلان دخلا من التعاملات التجارية يبلغ 16.1بليون يوان من العملة الصينية بينما بلغ مكسب مجموعة نهر اليانغتسي للادوية 708 ملايين يوان من العملة الصينية بعد أداء الضرائب المستحقة. والاكثر من ذلك ان هذه المجموعة طلع اسمها في طليعة نفس المهنة في المقاطعة واحتلت المركز الثالث في نفس المهنة على نطاق البلاد كلهها وذلك من حيث اجمالي احجام التعاملات الضخمة والفوائد، خلال السنوات الخمس المتتابعة.
في حالة التطلع الى كسب الفوائد المتعاظمة الى ابعد حد اولت تايتشو، خاصة، بالغ الاهتمام باستخدام التكنولوجيا الحديثة والعالية في شحذ قدرة المشاريع الصناعية المحلية على التنافس. ومن ذلك انها سارت قدما بتوظيف الاموال في التنمية الفنية وتوسيعها وكان تزايد توظيفها لهذا الغرض قد احتل المركز الامامي في المقاطعة خلال السنوات الست المتلاحقة. فقد ضمت الى قائمة المدن التجربية للابداع الفني من الدفعة الاولى في البلاد. في نهاية العام 2002 صارت لتايتشو 90 من المؤسسات الممتازة بالتكنوجيا العالية والحديثة ?200 من شتى انواع مشاريع الابحاث العلمية والتنمية الفنية وبلغ عدد العلماء والفنيين الموجودين فيها مئة الف شخص. كانت تايتشو اول مدينة من نوعها في البلاد بادرت الى تأسيس مركز عمل للبعديدكتوراتيين ثم ضاعفت الجهود لتجعل نفسها اكثر مركزا من نوعه واكبر عددا من الباحثين فوق الدكتوراة في البلاد. وبهذا لقيت من مديح في اجتماع عمل البعديدكتوراتييين لعموم البلاد وذلك في عام2002.
امثل مجال للتوظيف في الصين
في الرأي العام للاوساط الاقتصادية الدولية ان دلتا نهر اليانغتسي ستكون من البقاع التي يشهد اقتصادها تطورا اسرع في العالم. لاجل استقبال المستقبل المشرق وتحقيق التفوق في تحويل نفسها الى زهرة من الجيل الجديد في حركة التنافس لتنمية الدلتا اثارت تايتشو نهضة عارمة في بناء المنشآت الاساسية الرامية الى تطويرالاقتصاد المحلي الواسع المدى.
في ملتقى الطريق المائي الذهبي لنهر اليانغتسي والطريق السريع بين بكين وشانغهاي يسهل عليك اليوم ان تجد الموقع الصحيح كل الصحة لتايتشو. فقد ربط، حاليا، الطريق السريع بينها وبين شانغهاي والاقليم الجنوبي من جيانغسو بعد تدشين الجسر فوق نهر اليانغتسي عند جيانغين للمروروعبره يمكن الوصول منها بالسيارة، الى شانغهاي في مائة وخمسة وثلاثين دقيقة فقط. فلا يخفى على احد ان نهر اليانغتسي كخندق طبيعي لم يعد يستطيع ان يحول دون تسهيل المواصلات بينها وبين شانغهاي وجنوب جيانغسو. وفوق ذلك برز للعيان تفوق موقعها بصورة اكثر، تماشيا مع افتتاح الطرقات السريعة التي تجتازاطرافها وتمتد بين نانجينغ ونانتونغ، بين نانجينغ وجينغجيانغ، بين نانجينغ ويانتشنغ، بين تونغجيانغ وسانيا،بالاضافة الى ? نجاز اعمال مشروع تايتشو المائية لجلب المياه من النهر وتصريفها وللملاحة.. المشروع الذي انفق لبنائه 1.19بليون يوان من العملة الصينية.. وظهور الشكل الاولي للمجمع المينائي النهري قوامه ميناء تايتشو والسكك الحديدية الممتدة بين شينيي وتشانغشينغ والتي يمكن ان يدشن للمرور عما قريب والسكك الحديدية الممتدة بين نانجينغ وتشيدونغ، قيد البناء.
لقد لقى الاسلوب المعماري لتايتشو تقديرا رائعا من قبل صديق الماني حسن الذوق للبناء المدني. وذلك يدل على المغنطيس الذي لا يستهان لملامحها. انها انفقت منذ رفعت الى مدينة على مستوى الاقليم الاداري ? مبلغا وقدره اكثر من عشرة بلايين يوان من العملة الصينية لبناء ما يزيد عن 50 بناية رمزية الى جانب مجموعة كبيرة من المنشآت الاساسية مما تسبب في التوسع السريع لربوع المدينة وتحسين قدرتها على اداء وظائفها ورفع مرتبتها وسمعتها. وبالتالي لاحت للعيان تايتشوكمدينة عصرية جديدة كل الجدة. ومن ذلك ان الاحياء التي انجزت، حاليا، اعمال تكوينها في قلب المدينة تجاوزت مساحتها 40 كم مربعا بعد ان كانت اقل من 20 كم مربعا في الايام الاولى من تكوينها وازداد عدد سكانها من 260 الف نسمة الى 600 الف نسمة.
الهيئة الادارية للمدينة تم تكوينها حسب المبدأ التالي: "حكومة صغيرة ومجتمع كبير". ومن ثم سبقت غيرها في المقاطعة في المبادرة الى الاصلاح الاداري بخصص نظام التدقيق والموافعة كما ركزت على ايجاد الظروف المناسبة لتطبيق سياسة الانفتاح والتفتح وتوفير الخدمات الممتازة والتقيد التام بالقانون الصارم والحياة في البيئة بوجه عام سليم ومتمدن..مما يضمن للمستثمرين الاجانب المقيمين فيها ان يشعروا كأنهم بين اهاليهم.
تايتشوالشهيرة ب"بلاد التعليم" وغنية بالكفاءات التي لا تجدها في مكان اخر وسعرها ارخص بكثير من شانغهاي وجنوب جيانغسو. فلا غرو ان هذا السعر المنافس لا بد ان يعود بالفوائد الغنية عن البيان لتوظيف الاموال في المشاريع الصناعية بالمدينة.
الرواق الصناعي المشرف على النهر فياض بالطاقة الكامنة للتنمية
بناة تايتشو الجديدة يدركون جيدا ان جلب مقدار كبير من العوامل الانتاجية من الخارج عبارة عن قوة محركة الجبارة لتحقيق قفزة كبرى للتنمية الاقتصادية في منطقةما. لذا كرست المدينة كل ما في وسعها على الدعاية التجارية واجتذاب الاستثمار الخارجي وتعزيز الاقتصاد المفتوح للعالم. فقد أسست في جوانبها ما يزيد عن 1200من المشاريع المدارة بالاستثمارات الثلاثية واستفادت من مبلغ وقدره 727 مليون دولار امريكي لذلك الغرض، منذ اصبحت مدينة على مستوى الاقليم الاداري وفيها اقام عدد من الشركات ذات الشهرة العالمية بما فيها شركة ميتسيوي وشركة YAMAHA اليابانيتان وشركة LG لكوريا الجنوبية، فروعا لها. هذا وقد خرجت الى حيز الوجود فيها 157شركة تزاول بنفسها الاستيراد والتصدير وتقوم بالتصدير الى 142منطقة ودولة في مختلف انحاء العالم. وقد ازدادت السلع التي تصدرها الى 994 صنفا. وعلاوة على ذلك اقامت المدينة 4 مناطق تنموية على مستوى المقاطعة استوطن فيها اكثر من 400 مشروع اصحابها من ما ينوف على عشر مناطق ودول في العالم تضم، الولايات المتحدة الامريكية والمانيا واليابان وكوريا الجنوبية. وبلغ اجمالي الاموال الموظفة فيها 7 بلايين دولار امريكي، تقريبا. وهناك مجموعة من المشاريع الرئيسية المتواجدة فيها.. امثالها مجموعات تشونلان ولينهاي وهويفنغ.. ذهبت الى مختلف بقاع العالم حيث اقامت مكاتب وقواعد للانتاج .
انتقال مركز الصناعة الدولية الى الصين بدأ يتجلي يوما فيوما وراحت الرساميل خارج الصين تخطو بخطوات جبارة لتتمركز في دلتا نهر اليانغتسي. امام هذه الفرصة الذهبية قررت تايتشو، حكومة ولجنة حزبية للمدينة، قرارا حازما قاضيا ?" السباق مع الزمن في انتهاز الفرصة الاستراتيجية للمبادرة الى التنمية الواسعة على امتداد النهر" لتنكب على زيادة النمو الاقتصادي على ضفاف النهر. في الوقت الحاضر هبت لتخوص حملة حاسمة وفعالة تهدف الى استثمار الموارد الغنية بها ضفاف النهر وتعزيز الدعاية التجارية واجتذاب التوظيف والتعهد بنقل الموجودات وبناء الرواق المفعم بالمشاريع الصناعية .
وقد ترامى الينا ان لتايتشو عشر منشآت اساسية على جانب عظيم الاهمية ومن ضمنها قطاع تايتشو من الطريق الرفيعة الدرجة على امتداد ضفاف النهر في وسط جيانغسو، محطة تايتشو لتوليد الكهرباء بالقرب من النهر والدرب العابر للنهر .. هذه الاعمال تغذ خطاها لانجازها.. ومدينة يانغتسي جيانغ( نهر اليانغتسي) للادوية ورصيف الوقود بتمويل مجموعة لينغقوانغ.. اصبحت اعمالهما قيد التخطيط والتنفيذ.. ومنطقة تايشينغ الحدائقية الصينية للصناعة الكيماوية الرفيعة، المنطقة الصناعية المشرفة على النهر من المنطقة التنموية لتايتشووالحديقة الصناعية في الميناء الجديد، جينغجيانغ.. قد حدث فتح جديد في امورها من حيث تسجيلها واستيراد التجهيزات لها..
من الممكن ان نتوقع ان منطقة تايتشو التنموية على امتداد النهر ستكون بكل تأكيد نقطة ساطعة في الرواق الصناعي الممتدة على ضفاف نهر اليانغتسي.
ان الصين توسع اليوم الانفتاح على العالم يوما بعد يوم. وتايتشو ستنهض سريعا في دلتا نهر اليانغتسي فلنهلل لآخر نجاح باهر لتايتشو العريقة عمرها الف عام ونحن ندعو لشعبها بالخير!
الصين المصورة / يونيو 2003 /