تقع حديقة سوتشو الصناعية في مقاطعة جيانغسو، شرقي الصين، وقد أقيمت باستثمارات مشتركة من الصين وسنغافورة، وأصبحت مجمعا للشركات المتعددة الجنسية وتلعب دور قاعدة الانطلاق لتنمية اقتصاد سوتشو بفضل روحها وقوتها التنافسية العظيمة.

في الربع الأول من هذا العام تلقت المنطقة استثمارات قيمتها التعاقدية 315 مليون دولار أمريكي، استخدم منها فعليا 152 مليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 57% و 26% على التوالي، عن نفس الفترة من العام الماضي. أصبحت منطقة حديقة سوتشو الصناعية واحدة من المناطق الاقتصادية الخاصة الأسرع نموا والأكثر ازدهارا في الصين، محققة الأهداف التي ابتغيت منها عندما وقعت الصين وسنغافورة اتفاق المشروع.

منطقة حديقة سوتشو الصناعية هي أكبر مشروع تعاوني صيني- سنغافوري حتى الآن، وقد حققت إنجازا مؤثرا منذ تأسيسها قبل ست سنوات. جذبت استثمارات أجنبية قيمتها 7 مليارات دولار، استخدم منها بالفعل 5ر3 مليار دولار. الحديقة اجتذبت أيضا 168 مشروعا بتمويل أجنبي، 36 منها من بين أقوى 500 شركة بالعالم حسب تصنيف مجلة فورشن (الثروة).

والحديقة تحتل موقع القيادة في الدولة من حيث الاستثمار في كل مشروع فردي، قيمته أكثر من 30 مليون دولار أمريكي. المشروعات المشتركة الصناعية للتكنولوجيا العالية هنا متخصصة رئيسيا في الماكينات المحكمة،الأدوية البيولوجية، المواد الجديدة، وسلع الصناعة الخفيفة ذات الماركات المشهورة. هذه النتائج المشجعة يمكن أن تعزى إلى بيئة الاستثمار الممتازة في الحديقة، حسبما قال عمدة سوتشو، تشن ده مينغ. الحديقة لها نفس مكانة المناطق الاقتصادية الخمس ومنطقة بودونغ الجديدة في شانغهاي. يتمتع المستثمرون في الحديقة بسياسات تفضيلية خاصة، مثل دفع ضريبة الشركة بنسبة 15% بدلا من المتوسط الوطني،33%.

وبشكل خاص، المؤسسات التي تزيد مدة تشغيلها على عشر سنوات ومؤسسات التصدير التي تزيد قيمة صادراتها على 70%، ومؤسسات التكنولوجيا،لها سياسات تفضيلية أكثر، شاملة تخفيضات ضريبية خاصة.

الحديقة تتبنى التجارب السنغافورية في الإدارة الحديثة. الحديقة بها مرافق أساسية على أحدث مستوى، أحياء سكنية ومرافق خدمات. تم إنفاق 7 مليارات يوان على إنشاءات البنية الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، أقيمت مدارس دولية بالحديقة لأبناء العاملين الأجانب، بنوك، فنادق، ومتاجر ومرافق خدمية أخرى على غرار مدينة الحديقة في سانغافورة. ومن أجل تحقيق السرعة في الاستيراد والتصدير، الحديقة لها مكتبها الجمركي الخاص.، الأكثر من هذا أن الحديقة تقدم نظام الخدمة في موقع واحد، مع كفاءة في إجراءات تقديم الطلبات والموافقات للمساعدة في تأسيس المؤسسات بسرعة قدر الإمكان.

نمو الاستثمارات والجهود التي يبذلها الطرفان الصيني والسنغافوري تقدمان معلما واعدا للحديقة. في بداية يوليو 1999، توصل الطرفان إلى مذكرة تفاهم حول تطوير الحديقة، مزيلين تقريبا كل المشكلات التي ظهرت خلال فترة التعاون بين الطرفين. ويزيد الطرفان من جهودهما لخلق منطقة حديقة صناعية من الدرجة الأولى للمستثمرين، تتفق مع المعايير الدولية.

وفقا لمذكرة التفاهم، يتولى الطرف الصيني مسئوليات الإدارة الرئيسية في شركة منطقة حديقة سوتشو الصناعية الصينية السنغافورية للتنمية، وأشارت سنغافورة إلى أنها ستواصل جهودها الكدودة لدعم الحديقة.

اجتذبت الحديقة شركات من كل مكان بالعالم تقريبا، ومنها الولايات المتحدة وأوروبا. ومن أجل تحسين إدارة الحديقة أرسل 20 موظفا رفيع المستوى إلى سنغافورة للتدريب التخصصي، وتم تدريب 53 آخرين هناك على إدارة التنمية والعقارات.

مع إتقانها للمرحلة الأولى من التنمية، توسع الحديقة مجالها الصناعي إلى التجارة، السياحة، الإسكان وتبذل الجهود لتنويع هيكل أعمالها. وتخطط لإقامة منطقة تكنولوجيا عالية متخصصة في تطوير السوفت وير من خلال تقديم التكنولوجيا العالية، المشروعات البيوكيميائية وتكنولوجيا المعلومات.

ولمساعدة الحديقة على التسجيل في سوق البورصة، أسست حكومة بلدية سوتشو الشركة القابضة للعلوم والتكنولوجيا، لتشارك في النشاطات التجارية ذات القيمة المضافة. تشجع سوتشو مشروعات التكنولوجيا العالية على الانتقال إلى الحديقة.

منطقة حديقة سوتشو الصناعية أدرجتها مؤخرا مجلة "برتش مغزين كوربوريت لوكيشن" البريطانية ضمن الحدائق الصناعية العشر الأولى في آسيا. وأوضحت المجلة أن الموقع المتميز لحديقة سوتشو الصناعية واستراتيجيتها الطويلة المدى جعلتها موقعا ساخنا للاستثمار.