يقصد بتعاون الجنوب-الجنوب التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين الدول النامية. بدأ هذا التعاون من عام 1970، اشتركت فيه الدول النامية بنشاط تحت دعوة الأمم المتحدة، في سبيل دفع التعاون بين الدول النامية سياسيا واقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا وثقافيا. قدم هذا التعاون إسهاما بارزا في تعزيز التنمية الاقتصادية والتقدم العلمي والتكنولوجي للدول النامية.
أقامت الصين علاقة تعاون الجنوب –الجنوب مع برنامج التخطيط والتنمية للأمم المتحدة عام 1972. وحتى عام 2001، قامت الصين بنشاطات تعاون الجنوب-الجنوب مع أكثر من 160 بلدا ومنطقة وبضع عشرة منظمة دولية، حيث قامت بالتعاون والتبادل والتدريب المشترك معها في الزراعة والغابات وتربية المواشي والثروة السمكية والطاقة والمعادن والماكينات والطيران المدني والعلاج والطب ورعاية صحة الأمومة والطفولة ومعالجة الأطعمة والري والكهرباء وحماية البيئة ومعالجة التصحر وإدارة المؤسسات وغيرها من أكثر من 20 مجالا، وجاء أكثر من 4500 شخص إلى الصين للدراسة؛ منهم المسؤولون الحكوميون والخبراء والعلماء والعمال الفلاحون العاديون ورجال الأعمال. وتشمل أساليب التعاون التبادل الأكاديمي وتدريب المتخصصين وتصدير التكنولوجيا والمنتجات والتعاون في إقامة المصانع خارج الصين. واصبح تعاون الجنوب –الجنوب وسيلة فعالة لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الصين والدول النامية.
العالم به أكثر من 170 بلدا ناميا، تغطي 80% من مساحة العالم، ويسكنها 73% من إجمالي تعداد سكان العالم. الصين، الدولة النامية الكبيرة، تعتبر التضامن مع الدول النامية ركنا أساسيا للسياسة الخارجية الصينية. في الفترة القادمة، على الصين أن تعمل على إقامة نظام دولي جديد سياسيا واقتصاديا وتطبق سياسة الاتجاه إلى العالم، وتتمسك بفرصة الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وتؤكد صورتها كإحدى الدول الكبيرة، كل ذلك يحتاج إلى تعزيز تعاون الجنوب –الجنوب، لتتضامن مع مزيد من الدول النامية. لذلك اقترح هذا النائب:
1- تعزيز القيادة الموحدة وتنسيق تعاون الجنوب- الجنوب. اليوم تشمل الوحدات الصينية التي تشترك في تعاون الجنوب-الجنوب الشؤون الخارجية والاقتصاد والتجارة والزراعة والغابات والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والصحة. يجب أن تكون الوحدات السابقة الذكر مسؤولة عن ضم أجهزة تعاون الجنوب-الجنوب لتشكيل هيئة صينية لتنمية التعاون الدولي تخضع لقيادة مجلس الدولة مباشرة، رئيسها يكون بدرجة وزير أو نائب وزير، وتكون هذه الهيئة مسؤولة عن أعمال الصين حول تعاون الجنوب-الجنوب، لتوسيع تدويل الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا الصينية.
2- استخدام المساعدات للدول الأجنبية بصورة مرنة وجيدة. الأموال التي تستخدمها الدولة في مساعدة الدول الأجنبية ليست قليلة، لكن بسبب انفصال الوحدات بعضها عن بعض، وعدم التواصل بينها، لذلك جاءت مشروعات المساعدة مكررة، وتشتت أموال المساعدات، مما ترك أثره على ضعف هذه المساعدات في إظهار دورها جيدا. لذلك يجب جمع الأموال المشتتة في مختلف الوحدات لإقامة "الصندوق الصيني للتنمية والتعاون الخارجي"، وفي نفس الوقت يقام "نظام خطط تعاون الجنوب –الجنوب"، لتوحيد الخطط والأموال، حتى ينضم تعاون الجنوب –الجنوب بالصين إلى تخطيط الدولة.
3- من أجل تحسين أعمال تعاون الجنوب-الجنوب، أقامت وزارة التجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي 23 مركزا تمارس البحوث التكنولوجية والتدريب لتعاون الجنوب-الجنوب، وأقامت الشبكة الصينية لتعاون الجنوب-الجنوب والقاعدة النموذجية (فوجيان) للأمم المتحدة لتعاون الجنوب-الجنوب. كل ذلك لعب دورا دافعا هاما في مساعدة الدول الأخرى والإصلاح والانفتاح المحلي. نتمنى من الحكومات في مختلف المناطق تعزيز قيادتها لها ودعمها لها، لتلعب دورها في تنفيذ استراتيجية الاتجاه إلى العالم.
4- من أجل تلخيص تجارب تعاون الجنوب-الجنوب، خططت هيئة تعاون الجنوب-الجنوب لبرنامج التخطيط والتنمية للأمم المتحدة مع وزارة التجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي الصينية أن تعقد مؤتمر المسؤولين الكبار للدول المحورية لتعاون الجنوب-الجنوب للأمم المتحدة في مدينة فوتشو في نهاية إبريل، استعدادا للمؤتمر الوزاري لتعاون الجنوب-الجنوب للأمم المتحدة الذي سينعقد في النصف الثاني من هذا العام،لذلك نتمنى من حكومة فوجيان المضيفة للمؤتمر أن تدعم هذه المؤتمر دعما كبيرا.
شبكة الصين / 10 مارس 2003 /
|