قلق اعضاء المجلسين الاستشارى والوطنى بشأن امن البترول

لفت ارتفاع اسعار البترول الدولية نتيجة الحرب الامريكية الوشيكة على العراق انتباه اعضاء المجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى والمجلس الاستشارى السياسى الصينى الى ضرورة الاهتمام بتأمين امدادات البترول فى البلاد.

ودعا بعض الاعضاء الذين يحضرون الدورتين السنويتين للمجلس الوطنى العاشر لنواب الشعب الصينى واللجنة الوطنية العاشرة للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى الى تكوين احتياطى استراتيجى من البترول والسعى لايجاد طاقة بديلة.

وقال ان تشى يوان عضو اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى "اذا كان امن البترول فى خطر، فان ذلك سيقيد التنمية الاقتصادية السريعة فى الصين."

وذكر ان المسؤول عن استكشاف البترول فى الصين " ان الامر سيستغرق من الصين 50 عاما اخرى لتحقيق التحديث " . واضاف " انه بدون وجود طاقة كافية ، سيصبح التحديث كلمة فارغة " .

وقد علم ان الاسعار الاجلة للبترول الخام ارتفعت الى حوالى 40 دولارا امريكيا للبرميل الاسبوع الماضى فى بورصة نيويورك التجارية . وتأثرت الكثير من الصناعات فى الصين بما فيها الطيران ، والسيارات ، ولعب الاطفال ، والملابس بالارتفاع الحاد فى اسعار البترول . حتى ان رجل الشارع الصينى العادى يشعر بالتقلبات الضئيلة فى اسعار البترول فى حياته اليومية .

وتظهر الاحصاءات الصادرة عن الادارة العامة للجمارك ان الصين استوردت 69.41 مليون طن من البترول الخام فى عام 2002 بزيادة 15.2 فى المائة على عام 2001 ، وحوالى 60 فى المائة من البترول المستورد قادم من الشرق الاوسط .

ووفقا لسرعة التنمية الاقتصادية واستهلاك الطاقة فى الصين وخاصة النمو السريع فى عدد الشركات الخاصة ، سيكون هناك نقص اكبر فى امدادات البترول .

اصبحت الصين دولة مستوردة للبترول منذ عشر سنوات . ويتوقع الخبراء ان يزيد الطلب على البترول فى الصين بما يتراوح بين 3 و4 فى المائة فى عام 2002 ، ويصل استهلاك المنتجات البترولية الى 125 مليون طن .

واقترح ان تشى يوان ان يتم تكوين احتياطى بترولى لضمان امن البترول لكسب قوة اكبر فى القضايا الدولية وزيادة الكفاءة الاقتصادية والقدرة التنافسية لصناعة الطاقة فى الصين .

وقال هوانغ لى قونغ ، النائب بالمجلس الوطنى والمدير العام لحقل تشينغهاى للبترول بشركة البترول الوطنية الصينية " ان الحرب المحتملة على العراق لن يكون لها تأثير كبير على الصين بشكل مباشر ، لان الصين لا تستورد البترول من العراق " .

وذكر هوان ان اكبر عاملين يؤثران على اسعار البترول هما القوى الغربية الكبرى ورأس المال اللدولى .

وقال ان التقلبات فى اسعار البترول اختبرت قدرة تحمل اقتصاد الصين . ففى عام 2000 عندما ارتفعت اسعار البترول ، انفقت الصين 8 مليارات دولار امريكى اضافية على استيراد اكثر من 70 مليون طن من البترول الخام .

وتوضح الحسابات انه اذا زادت اسعار البترول بمقدار 10 دولارات امريكية للبرميل واستمر هذا الوضع عاما ، فانه هذا يقتطع 0.5 نقطة مئوية من النمو السنوى للاقتصاد العالمى و 0.75 نقطة مئوية من النمو السنوى للدول النامية . واذا تجاوزت واردات البترول لاى بلد 50 مليون طن، فان اسعار السوق الدولى ستؤثر على العمل الاقتصادى لهذا البلد . واذا تجاوزت واردات البترول 100 مليون طن ، فانه سيصبح من الضرورة بمكان ضمان امن الامدادات بالوسائل الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية .

وقال ان تكوين احتياطى للبترول يعد سبيلا فاعلا لموازنة العرض والطلب ، والحفاظ على استقرار الاسعار، ومواكبة الاحداث الطارئة ، وضمان امن الاقتصاد الوطنى مشيرا الى ان كافة القوى الكبرى المستهلكة للبترول مثل الولايات المتحدة واليابان وحتى بعض الدول النامية مثل البرازيل وجنوب افريقيا والهند كونت احتياطى البترول الخاص بها .

وذكر هوانغ لى قونغ ان تكوين احتياطى البترول هو جزء واحد فقط من استراتيجية ضمان امن البترول . كما انه من الضرورة بمكان ان تنوع الصين مصادر وارداتها البترولية وان تشجع شركات البترول على استكشاف البترول فى الخارج .

وبالاضافة الى هذا يتعين على الصين ان تنحى جانبا استغلال بعض مواردها كأن تغلق مثلا بعض حقول البترول ذات الاحتياطى المتنوع من البترول .

وقال شيا هونغ هوى وهو نائب اخر بالمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى والمدير العام لحقل البترول الجنوبى الغربى بشركة البترول الوطنية الصينية انه يتعين على الصين مواصلة تعديل هيكل الطاقة بها للحد من الاعتماد على البترول ومواصلة تطوير الطاقة النووية واستخراج الغاز والفحم المسيل .

وذكر هوانغ انه يتعين رفع نسبة الطاقة النووية فى هيكل الطاقة بالصين من الواحد فى المائة الحالية الى 4 فى المائة بحلول عام

2004.

واقترح بعض الخبراء عقد صفقات آجلة من البترول من اجل وضع نهاية تدريجية للوضع السلبى لقبول اسعار البترول فى العالم .

وقد علم انه ستتم اعادة العمل فى بورصة شانغهاى للبترول تحت رعاية شركات البترول الوطنية وحكومة بلدية شانغهاى.

وكالة أنباء شينخوا / 9 مارس 2003 /


الطباعة E-mail الصفحة الأولى
Copyright © China Internet Information Center. All Rights Reserved
E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-68326688