ان الصين لاتدخر جهدا فى السعى الى تحقيق حل سياسى للقضية العراقية ولا ترى ضرورة لاستصدار قرار جديد من مجلس الامن الدولى حول العراق كما ترغب فى ان تصبح شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية.
تشكل هذه الملاحظات جوهر التصريحات التى صدرت عن وزير الخارجية الصينى تانغ جيا شيوان التى ادلى بها ردا على اسئلة وجهها صحفيون صينيون وأجانب خلال مؤتمر صحفى فى الدورة الاولى للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى العاشر التى عقدت فى قاعة الشعب الكبرى بعد ظهر اليوم الخميس.
وقال تانغ ان الصين تتمسك بثبات بسياسة خارجية مستقلة سلمية . وان مهمة العمل الدبلوماسى للصين هى "الحفاظ على السلام العالمى و تعزيز التنمية المشتركة " .
واضاف تانغ ان الموضوع الرئيسى للعصر الحالى هو السلام والتنمية . وفى هذا المجال فان الصين مثل باقى الدول الاخرى تواجه فرصا هامة وتحديات شديدة . وأشار تانغ إلى أن الصين سوف تواصل تنمية علاقات طبيعية مع الدول الاخرى على اساس المبادىء الخمسة للتعايش السلمى .
واكد ان السياسة الخارجية للصين تتسم بالثبات والاستقرار وستظل دون تغيير .
وحول القضية العراقية قال تانغ : " اننا ما زلنا نعمل جاهدين من اجل تحقيق حل سياسى ونسعى الى تجنب الحرب ...وفى هذه اللحظة فانه غير ضرورى على الاطلاق تنحية قرار مجلس الامن رقم 1441 جانبا واصدار قرار جديد ".
وقال تانغ انه يجب تعزيز عملية التفتيش على الاسلحة من جانب مفتشى الامم المتحدة فى العراق .
وأضاف " ان علينا مواصلة التفتيش حنى نصل الى لب المسألة " واشار الى " ان الحرب لا تخدم مصلحة اى دولة فى العالم " واضاف ان الحرب فى منطقة الخليج سوف تسفر عن " كارثة انسانية خطيرة " .
وسوف يتجه تانغ الى نيويورك لحضور مؤتمر مجلس الامن الدولى حول القضية العراقية . وقال للصحافة " ان هذه هى زيارتى الثالثة للامم المتحدة خلال شهر فيما يتعلق بنفس القضية " .
وردا على سؤال للصحفيين يتعلق بحق الفيتو فى اجتماع مجلس الامن قال تانغ " اننى اعتقد ان الوقت لم يحن بعد لتوجيه هذا السؤال . وانه ما زالت هناك امكانية للحل السياسى " .
وقال ان الصين سوف تتخذ قرارها الخاص بها بما يتماشى مع سياستها الخارجية المستقلة السلمية .
وردا على سؤال عما اذا كانت الصين قد ايدت البيان المشترك الصادر عن فرنسا و المانيا و روسيا الذى صدر يوم الاربعاء قال وزير الخارجية ان موقف الصين حول العراق يتسق مع بيانهم المشترك مشيرا الى انه يجب بذل كل جهد لتجنب الحرب .
وقال تانغ " ان الصين تقر محتوى البيان المشترك وتؤيده."
وفى الوقت نفسه فان الصين لم تبرم صفقات سرية مع الدول الثلاث حول القضية العراقية برغم ان موقفها بشأن هذه القضية متسق وفقا لما قال تانغ . واضاف ان الصين تتبادل وجهات النظر كثيرا مع هذه الدول .
وقال ان الصين بوصفها عضوا دائما فى مجلس الامن الدولى سوف تظل تبذل اقصى مافى وسعها من اجل التوصل الى حل سياسى .
واكد تانغ ان القضية العراقية تأتى فى منعطف حرج بين العمل العسكرى والحل السياسى .
وقال " ان موقف الصين بشأن هذه القضية معروف للكافة ونحن نأمل فى التوصل الى حل سياسى فى اطار قرار الامم المتحدة رقم 1441 " .
واضاف تانغ انه علاوة على ذلك فما زالت " الدبلوماسية فى مجلس الامن مستمرة ونحن لم نصل بعد الى نهاية طريق الحل السياسى . ومازالت هناك امكانية فى حل سياسى ودبلوماسى " .
واضاف تانغ ان المهام الذى حددها قرار مجلس الامن الدولى رقم 1441 لم تنجز بعد كلية وخاصة مهام عملية التفتيش على الاسلحة ولذا ينبغى ان تتواصل الجهود لتقوية عملية التفتيش والبحث عن حل سياسى وتجنب الحرب .
واضاف انه نتيجة لذلك تعتبر الصين ان من غير الضرورى تنحية القرار 1441 جانبا وتقديم قرار جديد .
وقال تانغ ان المرء بوسعه ان يجد افضل دليل على ذلك فى ان الكثير والكثير من الناس فى مختلف انحاء العالم يعربون عن احتجاجهم وارائهم المعارضة للحرب .
وقال تانغ انه فيما يتعلق بامدادات البترول للصين فى حالة نشوب حرب فان الصين اعدت عدتها لتنويع البترول الغاز والغاز والحفاظ عليها فى حالة حدوث حرب فى العراق .
واقر بانه" مع قيامنا منذ فترة بالتحضير لذلك فلا اعتقد ان التأثير سيكون كبيرا بحيث تضطر الصين لتعديل سياستها الخارجية " .
وقال ان الصين " اعدت استراتيجية لتنويع مصادر البترول والغاز المستورد " .
وبالنسبة للقضية النووية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قال تانغ ان حل القضية يتوقف على الحوار المباشر بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة .
واشار تانغ الى ان الصين ترغب فى ان تجرى الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية محادثات مباشرة وتعتبر ان من شأن الضغط او العقوبات ضد كوريا الديمقراطية ان تعقد الوضع وقال " لقد طالبنا دائما بالحوار وعارضنا الضغط او العقوبات ضد كوريا الديمقراطية بسبب القضية النووية " .
واضاف ان هذا يرجع الى ان الضغط او العقوبات بدلا من ان تحل المشكلة سوف تزيد من تعقيد الموقف .
وكشف تانغ عن ان الصين تعمل لاقناع الجانبين بالجلوس الى مائدة المحادثات .
وقال انه علاوة على ذلك فان الصين لا تسعى وراء مديح دعائى وما فعلته قامت به باسلوب عملى وثمة نتائج اولية ملموسة لذلك .
وقد لاحظت الصين ان كوريا الديمقراطية اوضحت انه ليس فى نيتها تطوير اسلحة نووية وانها قد تقبل التفتيش من خلال قنوات ثنائية مع الولايات المتحدة .
وقال " ان الصين بذلت الكثير من الجهود لدعم المحادثات السلمية" بين الجانبين .
واضاف ان الموقف الاساسى للصين فيما يتعلق بالقضية النووية لكوريا الديمقراطية هو ان شبه الجزيرة الكورية ينبغى اخلاؤها من الاسلحة النووية والحفاظ على السلام والاستقرار فى شبه الجزيرة وشددت على ان اكثر الوسائل فاعلية لحل المشكلة هو اجراء حوار مباشر بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة .
وقال تانغ ان اخلاء شبه الجزيرة الكورية من الاسلحة النووية امر لصالح كوريا الديمقراطية والبلدان المعنية .
وقال ان الطريق المسدود الذى وصل اليه الجانبان جاء نتيجة فقدان الثقة بينهما .
واضاف الوزير الصينى ان الصين تعارض ممارسة الضغوط او فرض العقوبات على كوريا الديمقراطية بسبب القضية النووية لان مثل هذه الاعمال ستعقد الوضع فى شبه الجزيرة ولن تساعد على حل تلك القضية .
واستطرد تانغ قائلا ان الصين ستتبنى فى الوقت نفسه موقفا ايجابيا ومتفتحا تجاه أية وسائل مفيدة للسلام والاستقرار فى شبه الجزيرة الكورية والحل السلمى للقضية النووية لكوريا الديمقراطية .
وتابع بقوله ان اى موقف تقره كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة سوف يحدد كيفية حل القضية النووية لكوريا الديمقراطية .
وقال تانغ ان النقطة الاساسية فى التطور الصحى والمطرد للعلاقات الصينية الامريكية هى معالجة الولايات المتحدة لقضية تايوان على النحو الصحيح .
وفى الوقت الذى اقر فيه بان الجانبين على تشاور وثيق بالنسبة لقضايا كالعراق وكوريا الديمقراطية فانه ركز على " ضرورة ان ننظر الى هذه العلاقات من منظور استراتيجى طويل الامد ومواصلة تعزيز التفاهم المشترك والثقة " .
وقال انه علاوة على ذلك تحتاج الصين والولايات المتحدة الى " الاعتراف بالخلافات واحترامها " .
وفيما يتعلق بعلاقات الصين مع افريقيا قال تانغ بفخر ان الصين تولى اهمية كبيرة لعلاقاتها مع البلدان الافريقية والبلدان النامية الاخرى وسوف تمدها بالمساعدات على قدر طاقتها وبأخلاص .
وردا على سؤال من صحفى يابانى من محطة تليفزيون ان اتش كيه حول علاقات الصين مع اليابان قال تانغ انه يجب اتباع الموقف " الخاص باتخاذ التاريخ كمرآة و التطلع قدما الى المستقبل " عند معالجة العلاقات الصينية اليابانية الثنائية .
واضاف ان اليابان يجب ان تتعلم دروسا من التاريخ وتتمسك بالوثائق الاساسية الثلاثة حول العلاقات الصينية اليابانية .
واشار وزير الخارجية الصينى الى انه يجب ان يتم تهيئة الظروف الضرورية للتبادلات المستقبلية عالية المستوى بين البلدين وأضاف ان الوثائق الثلاثة وهى تحديدا معاهدة السلام والصداقة بين الصين واليابان والاعلان الصينى اليابانى المشترك والبيان الصينى اليابانى يجب التقيد بها وتنفيذها كاملة .
وقال ان العلاقات الثنائية بين البلدين واجهت مصاعب بسبب الزيارات الرسمية التى قام بها رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومى لضريح ياسوكونى فى السنوات الماضية .
وردا على سؤال عن العلاقات الصينية الباكستانية اشاد تانغ باسهام باكستان فى الحرب على الارهاب قائلا انها بذلت جهودا اساسية وايجابية فى الحرب العالمية على الارهاب .
كما اشاد تانغ بالصداقة التقليدية طويلة البمدى بين الصين وباكستان ووصفها بانها " صداقة لكل الاوقات " .وقال ان التعاون بين الصين وباكستان هو امر لصالح السلام والاستقرار والتنمية فى جنوب اسيا .
وردا على سؤال حول التشريع فى هونج كونج قال انه شأن داخلى صينى ويتصل بالمادة 23 من القانون الاساسى لمنطقة هونج كونج الادارية الخاصة وينبغى الا تدلى اية دولة اجنبية باى تصريحات غير مسئولة فى هذا الصدد .
وقال تانغ انه لممارسة دولية شائعة ان تسن القوانين لمنع الانشطة الاجرامية التى تهدد الامن الوطنى ووحدة البلاد واضاف ان منطقة هونج كونج الادارية الخاصة لديها كافة الصلاحيات لسن القوانين وفقا للقانون الاساسى.
وكالة أنباء شينخوا / 6 مارس 2003 /