مجتمع

بيئة

أطفال

نساء

تعليم الأطفال الأمان من خلال حب الحياة

هل أصبح كلبا إذا عضني كلب؟ ماذا أستطيع أن أفعل إذا اشتعلت النيران في بيتي؟ ماذا يمكن أن أفعل إذا أخافني المنحرفون؟ وماذا عساي أن أفعل إذا اختطفت؟

قد تكون هذه الأسئلة سهلة الإجابة لشخص بالغ. بيد أنها كانت بعيدة عن تفكير ينغ ينغ، البالغة من العمر خمس سنوات حتى زارت، مع أمها، معرض سلامة وحماية الأطفال الذي أقيم بقصر الأطفال في بكين شهر يوليو.

المعرض الذي أقيم برعاية القسم الثقافي والتعليمي بالسفارة البريطانية لدى الصين وجامعة الأمن العام الشعبي الصينية أوضح للأطفال كيف يتجنبون الإساءة للآخرين وكيف لا يصبحون هم أنفسهم ضحايا.

معظم الأباء الذين حضروا المعرض كانوا قلقين على قدرة الدفاع عن النفس لأطفالهم.

تقول تشانغ قو ينغ، والدة ينغ ينغ، إنها بنت مميزة ومطيعة ولا أظن أنها قد تتنمر على الآخرين أو تسئ إليهم ولكنني أقلق دائما عما تفعل عندما تكون وحدها في البيت أو خارجه.

بعد دعوة الدولة لتنظيم السرة، العديد من الأزواج في المناطق الحضرية لديهم طفل واحد فقط. وقلق الآباء على سلامة طفلهم الوحيد يتزايد مع نشر أخبار عن التشدد والاختطاف وأنواع العنف الأخرى ضد الأطفال.

كمثال قيل إن الطفلة ما ينغ -14 عاما- من بكين،اعتدى عليها في 18 نوفمبر 1998 وقتلها رجل زعم أنه شرطي طلب فحص بطاقة هويتها. الطفلة أرسلت ابنة عمها إلى البيت لإحضار البطاقة وذهبت مع الرجل " من أجل التحقيق".

يقول لي مي جين، الأستاذ المساعد بجامعة الأمن العام " أطفالنا سذج وعميانا لدرجة لا يرون معها المخاطر المحيطة بهم" ويضيف " المدرسون دائما يقولون للأطفال أن يميزوا بين الخير والشر ولكن قليلا ما يقولون لهم كيف يميزون وكيف يدافعون عن أنفسهم. الوعظ دائما يجعل الأطفال، بما فيهم ابنتي.

المعرض لم يقدم مواعظ. عرف الأباء والأطفال عن السلامة من خلال الألعاب و والألعاب المحيرة والدراما والكتيبات التي أرسلت لهم مجانا والتي اشتملت تصميماتها على تفصيلات مثل " لا تدع الغرباء يدخلون عندما تكون بمفردك في البيت" و "لا تعد نقودك في مكان عام" و "تجنب الشوارع المظلمة"

غير أن بعض تعاليم الدفاع عن النفس تتعارض أحيانا مع القيم الصينية التقليدية وتثير النقد.

على سبيل المثال، عند مشاهدة حالة سرقة أو نشل، تقول التعاليم التقليدي" تقدم إليها بشجاعة وقاومها" في حين تحث تدريبات الدفاع عن النفس الناس على"مر عليها وأبلغ الشرطة"

في التعامل مع الغرباء، يجب على الصغار أن يتواجدوا من حين لآخر"مستعدين للمساعدة" (القيمة القديمة)، " كن حذرا تجاه الغرباء، لا تصدق الغرباء ولا ترشد الغرباء إلى الطريق" (من المنشورات للأطفال حول الدفاع عن النفس). يقول المنتقدون إن مزيدا من تعاليم الدفاع عن النفس ستجعل الأطفال باردي الدم وتثير مزيدا من الرعب من الجريمة.

يقول لو تشي، من العاملين بمركز الوقاية من الجريمة التابع لوزارة العدل الصينية" نحن لا نشجع الصغار على الإمساك بلص أو سارق بنفسه لأنهم يكونون معرضين بشدة للهجوم"

وقول :في الحقيقة عملنا أقل مما يكفي في تعليم الأطفال كيفية حماية أنفسهم"

ولفت انتباه الأطفال هو بؤرة اهتمام مدرسة حماية الشباب، الأولى من نوعها.

أقيمت المدرسة عام 1999 بعد وقت قصير من موت ما ينغ، المدرسة بها أكثر من 200 مدرس متطوع من دوائر الطب ، علم النفس وعلم الجريمة. والمدرسة، بالتعاون مع الأوساط الاجتماعية والمدارس، قامت بتدريب 50 ألف نشء.

وفي هذا الصيف افتتحت المدرسة أول معسكر صيفي للدفاع عن النفس في قاعدتها بمحافظة داشينغ "جزيرة الحياة" حيث يتعلم 100 دارس كيفية الهروب من الكوارث زمنها الحرائق والفيضانات والانفجارات والزلازل.

ويحصل الدارسون أيضا على دروس في المصارعة والفنون القتالية، ويتعلمون المساعدات الأولية.

يقول وانغ دا وي،الأستاذ المساعد بجامعة الأمن الشعبي الصينية، "لا نقصد أن يتعلم أبناءنا استخدام العنف" ونجري بحوث حول ضحايا الجريمة وندرس موضوعات حول الوقاية من الجرائم الشائعة. " ولكن عليهم أن يعرفوا حقوقهم لإعطاء الأولوية لحياتهم عند الخطر"

المثير للانتباه هو أن النشء لديهم إحساس عالي بالسلامة على النقيض من آبائهم الحريصين. معظم الأطفال أجبروا على الذهاب إلى المعسكر بواسطة آبائهم القلقين والذين ليس لديهم الوقت الكافي أو المعلومات لإرشادهم في الدفاع عن النفس.

يقول تسونغ تشون شان،المسؤول عن مدرسة الوقاية إن الأطفال عندما تعرض عليهم إحصاءات إمكانية التعرض للقتل يكون رد فعلهم الأول هو "كيف يمكن أن أكون أنا سيئ الحظ الذي يتعرض لهذا المصير السيئ"

ويقول تسون " حماية النفس، وهي أساسية لحياة كل فرد، يجب تعليمها في أبكر وقت ممكن" مشيرا إلى ابنه البالغ من العمر عامين كمثال." على الأقل يعرف طفلي كيف يطلب النجدة عند الخطر".

ويضيف أيضا " إن الأباطرة الصغار، بسبب تدليل الوالدين والأجداد طويلا يجهلون المخاطر المحيطة بهم "ولهذا أول أهدافنا هو تعليمهم حب الحياة".

في ركن من صالة العرض يضع سو تشن- 14 عاما- ذقنه بين يديه ويتأمل مجموعة من الملصقات على الحائط. يقول "المخدرات هي الشيء الأكثر رعبا والتي بسببها قد يموت الناس"

سو تعم النقطة الأولى لحماية النفس -حب الحياة.

"تشينا ديلي"

" تشينا ديلي"