مهرجان ندام عيد تقليدي يقام بين يولين وأغسطس من كل سنة، ويشترك فيه أبناء القومية المنغولية في منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم ومقاطعتي قانسو وتشينغهاي ومنطقة شينجيانغ الويغوبية الذاتية الحكم.
"ندام" في اللغة المنغولية بمعنى "التسلية". يقال أن مهرجان ندام أقيم بادئ ذي بدء في أيام أسرة هان الملكية. ووفقا لما ورد في الكتب التاريخية كانت في أوائل القرن الثالث عشر وبعد إقامة دولة جنكيزخان المنغولية وكلما اجتمع الرؤساء القادة المنغوليون، تقام نشاطات التسلية بالإضافة إلى وضع القوانين والأنظمة وتعيين المسؤولين أو عزلهم ومكافأة المتقدمين ومعاقبة المهملين. في البداية كانت تقام مباريات تقليدية مثل رماية السهام والفروسية والمصارعة، ثم تطورت وأصبحت في أسرة تشينغ مهرجان تدعو فيه المكومة المحلية إلى إقامة نشاطات تسلية. كان الأغنياء المنغوليون، باعتبار كل ناحية أو راية أو عصبة وحدة منفردة، يحبون هذا المهرجان في كل نصف سنة أو سنة أو ثلاث سنوات وينال الفائز فيه بمكافأة.
بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، أصبح مهرجان ندام حفلا بهيجا يتبادل فيه أبناء القومية المنغولية المواد التجارية ويقومون بمكافأة المتقدمين وبالنشاطات الفنية والرياضات البدنية.
في أيام العيد، يتوافد الأبناء في ملابس زاهية وعلى رؤوسهم أوشحة ملونة، إلى مكان المهرجان الذي تنصب حوله الخيام المنغولية البيضاء والملونة يتبادلون التحيات والتهاني بينهم.
سابقا .. كانت تقام نشاطات ضخمة لتقديم القرابين والصلوات في أيام مهرجان ندام، إذ يقوم جماعة من رجال دين لاما بتلاوة الكتب المقدسة الدينية ويصلون بوذا ويطلبون رحمته وإعفاءهم من المصاعب والشدائد. أما الآن فمن النشاطات الرئيسية المقامة فيه المصارعة والفروسية ورماية السهام وغيرها من الألعاب التقليدية.
تشمل حركة المصارعة ثلاثة عشرة حركة أساسية وأكثر من مائة من الحركات المتغيرة. وفي نفس الوقت تتحلى ألبسة المصارعين بخصيصة واضحة: إذ يلبس كل واحد منهم كنزة صدرية من قماش القنب السميك أو الجلد مثبت عليها كثير من الأزرار النحاسية اللامعة، وسروال الركوب المزركش وعلى السروال تنورة قصيرة بثلاثة ألوان وفي قدميه حذاء بساق طويل وعلى رقبة كل منهم حلية جميلة اسمها "جيانغقه". وحسب نظام المصارعة فأنه ما إن مس عضو ما من أعضاء جسم الخصم فوق الركبة، الأرض فذلك يدل على فشل المصارع. ويقال إنه في عصر جنكيزخان تقررت المصارعة موضوعا هام من مواضيع الاختبارات للضباط والجنود. كما اعتبرها أبناء الشعب من ثلاث مهارات للرجال (ركوب الخيل، رماية السهام، المصارعة).
حينما يقام مهرجان ندان في قبيلة تكثر فيها الخيول دائما ما تقام الفروسية، حيث يقف الفرسان في صف وعلى وسط كل منهم حزام ملون وعلى رأسه شريط زاهي اللون. وبعد صفارة الانطلاق، ينطلق الفرسان يسابقون الريح، فيحظى البطل الأول بلقب لاعب ممتاز في المرعى.
دائما ما تجري مباراة الرماية بالسهام على ظهور الخيل ويتراوح المرمى ما بين ثلاثين وأربعين خطوة. ولكل رام ثلاث فرص من الرماية ويتم ترتيب أسماء المنافسين حسب نتيجة إصابتهم لقلب الهدف.
بالإضافة إلى مباريات الرياضة البدنية تقام أيضا حفلات الغناء والرقص. وهناك نوعان جذابان من فنون القومية المنغولية. أحدهما حكاية الرواية مع الغناء، والآخر حكاية القصة الغنائية المرتجلة حيث يروى الفنان القصص وأحداث الدولة مع العزف على الكمان ذي رأس الحصان أول على شكل الطنبور. أما كلمات الغناء التي يلقبها الفنان بنفسه مرتجلا فتلقي ترحيبا حارا من قبل الجماهير.
شبكة الصين