أطعمة إسلامية

آثار قديمة

أشغال يدوية فنية

أعياد تقليدية

قصص تاريخية

عيد رأس السنة لقومية مياو وعيد الخريف

على عادة أبناء قومية مياو الذين يقطنون في منطقة دامياو الجبلية التابعة لمنطقة قوانتشو الذاتية الحكم لقومية تشوانغ وجنوب شرقي مقاطعة قويتشو أن يحتفلوا في الفترة ما بين الشهر التاسع والعاشر والحادي عشر القمري بعيدهم التقليدي – عيد رأس السنة الذي تختلف مدته باختلاف المناطق. وعلى العموم تستغرق الاحتفالات ثلاثة أيام أو خمسة وأطول الاحتفالات تستغرق ثلاثة عشر يوما.

تتضمن نشاطات عيد رأس سنة مياو مصارعة الثيران والدبكة على أنغام لوشنغ (نوع من المزامير الصينية) وتبادل الغناء.

يوجد في بعض قرى قومية مياو ملعب تقليدي لمصارعة الثيران، عبارة عن ساحة طولها خمسين مترا وعرضها عشرة أمتار. ومنحدرات التلال المحيطة بها تعتبر مدرجات للمتفرجين. بعد مصارعة الثيران التي يحضرها جمهور غفير يشرع الشباب ينفخون لوشانغ حول الساحة. فتزداد صفوف الشباب النافخين طولا وضخامة مع ازدياد المتفرجين. في البداية لم يظهر في النفخ إلا لوشنغ الصغير والمتوسط. وبعد فترة وجيزة صار لوشنغ الضخم الذي يبلغ طوله ما بين ثلاثة أمتار وستة أمتار يشترك في النفخ. وفي الأخير بلغت أعداد لوشنغ المشتركة في النفخ مائة تقريبا وأصواتها القومية تدوي على الوادي الواسع وتشق عنان السماء. حينذاك تبدأ الفتيات يرقصن مع نغمات لوشنغ الإيقاعية، وهن في ملابس زاهية مزركشة وعلى رؤوسهن حلى فضية منقوشة بالتنين والطيور والأزهار وعلى أيديهن وصدورهن حلى فضية أيضا. فيسمى ذلك الدبكة على أنغام لوشنغ.

تختلف طريقة الدبكة باختلاف المناطق. في بعض المناطق يقف الراقصون في دائرة فيبدأ شابان ينفخان لوشنغ ويرأسان الرقص والراقصون الآخرون يرقصون مقتدين بتغيرات حركاتهما. وفي مناطق أخرى تتركز نشاطات التسلية على برنامج نفخ لوشنغ بصور ة جماعية أو فردية مع تشجيعات المتفرجين وتصفيقاتهم.

وفي أيام العيد يقام في بعض المناطق ((تبادل الغناء)). ويعتبر هذا النشاط وسيلة للاتصالات الاجتماعية بين شباب قومية مياو وشاباتها. وعلى العموم توجد بالقرب من كل قرية من قرى قومية مياو ساحة لتبادل الغناء أو منحدرات. ويقتصر المشاركون فيه على البنات من القرية نفسها والشباب من قرية مجاورة. وكثيرا ما يقوم شابان مع شابتين يتبادل الأغاني الغرامية. وإذا يقع الجانبان في هوي بعض يتحدثان وبتبادلات الأغاني. وإذا رغبا في الزواج يتبادلان هدية تذكارية.

بالإضافة إلى عيد رأس السنة فأن عيد الخريف من أهم الأعياد لأبناء قومية مياو. وكلما حل يوم ((بداية الخريف)) من كل سنة احتفل فيه أبناء قومية مياو بعد الخريف.

يرتبط عيد الخريف بحكاية جميلة: في قديم الزمان كان هناك شاب وسيم اسمه باقويدار .. وكان محبوبا لدى جميع البنات اللواتي يسكن في القرى المجاورة ورغبن في الزواج معه. ولكنه لم تعجبن أية واحدة منهن. ذات يوم من فصل الخريف كان يصطاد في بطون الجبال. وفجأة رأي نسرا طار نحوه وفي فمه فردة حذاء مزركشة. حينما استعد لإطلاق السهم طار النسر فزعا تاركا الحذاء الجميل وتجاه هذا الحذاء المزركش الأنيق طرأت على ذهن باقويدار فكرة البحث عن صاحبته. فصنع أرجوحة جديدة الطراز ليجتذب الفتيات إليه. وبعد انتشار الخير السار تبادرت الفتيات إلى الأرجوحة ليلعبن وتسابقن في الغناء. وأخيرا حقق باقويدار أمله.

وبسبب أن الأرجوحة انتصبت في يوم ((بداية الخريف))، أصبحت لعبة الأرجوحة في هذا اليوم عادة من عادات أبناء قومية مياو الذين يعتبرونه عيد رأس السنة لديهم.

ومن أهم النشاطات في هذا العيد هي لعبة الأرجوحة. وحسب نظام اللعبة يحب على صاحب الأرجوحة وهي ما تزال تتأرجح أن يوقف الأرجوحة عندما يصدر الحكم أوامره وألا فعليه أن يشدو بالغناء. وغاليا ما يجهر المغني بصورته الذي يلقى تصفيقات المتفرجين ومحبة الجنس الآخر.

في عيد الخريف وفضلا عن لعبة الأرجوحة تقام أيضا النشاطات التجارية المختلفة الأشكال والمتمثلة في الأسواق الدورية، مما يتسنى للجماهير ان يجدوا السلع المرغوب فيها.

شبكة الصين