يعتبر عيد الألعاب النارية عيدا تقليديا يحتفل به أبناء قومية دونغ سنويا. ويختلف موعد العيد حسب اختلاف المناطق. ففي بعض المناطق يحتفل به في الشهر القمري الأول أول الثنائي وفي بعض المناطق الأخرى يحتفل به في اشهر القمر العاشر.
قبل يوم أو يومين من العيد يشرع الأهالي القاطنون بعيدا يتوافدون إلى بيوت أقربائهم وأصدقائهم القريبين من مقر الاحتفال بالعيد ويقيمون قيها. وفي فجر يوم العيد يأتي باعة السلع المحلية وعلى أكتافهم صناديق قرمزية من التنوب وبراميل خشبية صفراء عصى الحمل المنحوتة برأس العنقاء والأدوات الخيزرانية الرقيقة الحبك. فتلبس كل فتاة تنورة من ست طبقات مصنوعة من أقمشة قومية دونغ المحلية ومنسوجة بالدنتلا الجميلة وتلبس أيضا الوزرة والحلق والقلائد وأساور الذراع وغيرها من الحلي الفضية. أما الشباب فكل واحد منهم يلبس قميصا أبيض وجاكيتا أزرق ذا تسعة أزرار. آنذاك يتوافد أبناء قوميات مياو وياو وتشوانغ وهان إليهم مشاركين أيضا في الاحتفال بالعيد البهيج.
إن احتفالات العيد الرئيسية هي إطلاق المدفع الذي يصنعه العمال المتخصصون بالخيزران المقشور الرفيع على شكل سلة الأزهار والبالغ ارتفاعه أكثر من 1.7 متر وعرضه متر واحد. يتكون هذا المدفع من قسمين: القسم الأول مدفع على شكل مستدير مملوء بالبارود والقسم الآخر حلقة حديدية بحجم فتحة كوب شاي، ملفوفة من الخارج بخيوط حريرية ملونة. في بداءة الأمر يقوم الأهالي بوضع الحلقة الحديدية فوق المدقع ثم يضعونه أمام مرآة مزدانة بحرائر ملونة زاهية. ثم يشعلون البارود فتنطلق الحلقة الحديدية إلى الفضاء. وعيد هبوطها فإن الذي يختطفها بين يدين أولا يكون الفائز .. ذلك يسمى ((خطف المدفع)).
بعد الساعة العاشرة من صباح يوم العيد يزدحم سفح المنحدرات وشاطئ النهر بالمتفرجين. قبل انطلاق المدفع أولا فرقة ملاعبة الأسد وخلفهم جماعة من المسنين الذين يحملون على أكتافهم المرآة والمأكولات (البيض اللون بالحمرة وكعكات الرز اللزج وخمور الرز واللحوم .. الخ) والمدفع ويسيرون على نغمات لوشنغ ويتبعهم عشرات من الشباب والأطفال يحمل كل منهم عصا طويلا معلقة عليها أربعة أو خمسة آلاف من المفرقعات النارية الصغيرة. فيطلقونها أثناء مرورهم بالشوارع أو تجوالهم حول القرية. وعندما يصلون إلى الساحة المحددة التي خطت عليها دائرة قطرها مائة متر، يكون الشباب الذين جاءوا من مختلف القرى مستعدين لخطف الحلقة الحديدية ويقفون على خط الانطلاق للدائرة. حينذاك تأتي فرقة من حرس الشرف الشباب الذين يلبس كل منهم قميصا أسود وسروالا ابيض ويربط على ساقيه طماقا ويحمل على كتفه كيسا صغيرا مزركشا وجعبة للبارود وعلى صدره عقد فضي ويغطي رأسه بأوراق الشجر. فيطلقون الرصاصات أولا ثم يشعلون البارود. وبعد دوي الانفجار تهبط الحلقة الحديدية فيطبق الشباب سيقانهم للريح ليخطفوها. ويكافأ الفائز بالمرأة والمأكولات. وبعد توزيع المكافأة يقوم الفائز مع أصدقائه حاملين المدفع على أكتافهم بالمسير بين نغمات الطبل والموسيقى. حسب عادة قومية دونغ يجب على الفائز ان يصنع مدفعا جديدا ويرسله إلى مقر الاحتفال في نفس اليوم من السنة المقبلة ويسمى ذلك ((إعادة المدفع)).
بعد إطلاق المدفع تقام احتفالات ترفيهية مختلقة، حيص تعرض على المسرح أوبرا لقومية دونغ وتقوم فرق لوسنغ بمباراة النفخ، ويلعب الشاب بالكرات في الملعب ويظهر الصيادون قدراتهم على إصابة الهدف وتقييم البنادق. أما الشباب والشابات فبعضهم يقوم بالمباراة إطلاق الرصاص والبعض الآخر يتبادل أحاديث الحب. أما أكثر النشاطات متعة فهو مصارعة الطيور و((دوه يه)).
إن مصارعة الطيور تقام على مخضرة مزدحمة بأقفاص الطيور حيص يقف طائران داخل كل قفص ويبدآن المصارعة بمنقاريهما. وإذا كانت قواهما متساوية تصارعا خارج الأقفاص. إن الطائر الفائز بحمل لقب ((ملك الطيور)).
دوه يه .. كلمة من لغة قومية دونغ. (( دوه)) بمعنى الغناء والرقص. ((يه)) شكل من أشكال أغنية قومية دونغ الشعبية. حسب النظام تغني كل فرقة من النساء ثلاثة أغنيات يرد عليها الرجال بثلاث أغنيات أيضا. حينما تستعد النساء للغناء بقفن في دائرة ممسكات بأيدي بعض. وكلما انشدن بيتا بصوت جهير رددنه مرة أخرى وخطون خطوة راقصة. وحينما بأتي دور الرجال يقفون في دائرة ممسكين أكتاف بعض بأيديهم حيث يغنون ويرقصون. وكلما غنى المغني بيتا تبعه الآخرون بثلاثة حروف من نهاية البيت. وعلى كلمات أغنيات الرجال ان تتجاوب مع معاني كلمات أغنيات النساء. وعلى قافيه أغنياتهم ان تتفق مع قافية أغنيات النساء المتعاقبة. لذلك يحب ان يكون المغنون سريعي الخواطر.
شبكة الصين