عيد دوان – عيد رأس السنة – من أهم الأعياد لأبناء قومية شوي.
يقام عيد دوان من أواخر الشهر الثاني عشر إلى أوائل الشهر الثاني من السنة القادمة لتقويم قومية شوي ( أي من أواخر الشهر الثامن إلى أوائل الشهر العاشر القمري). ذلك العيد عيد مهيب يقضيه أبناء قومية شوي بعد حصاد الخريف احتفالا بالمحصولات الوفيرة وأملا بنجاح السنة القادمة.
في المساء قبل العيد، يبدأ أبناء قومية شوي يضربون الطبول النحاسية والطبول الجلدية الضخمة التي لا تستعمل إلا في المناسبات السعيدة والأعياد المهيبة، ضربات مستمرة طول الليل تعبيرا عن فرحتهم في وداع السنة المنصرفة والترحيب بالسنة الجديدة. في هذا المساء يقتصر غذاء أبناء قومية شوي على الأطعمة النباتية، باستثناء السمك، ولا يمكن أن يأكلوا اللحوم إلا بعد انتهاء زيارة المعايدة في اليوم التالي.
في صباح عيد دوان يلبس الجميع، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، شيبا وشبانا، ملابس جديدة ويحتفلون بذكرى أسلافهم وأجدادهم بالأطعمة السخية. فتضع كل عائلة من عائلات القرية على مائدتها الأرز اللزج الذي حصدوه جديدا والخمور والخضراوات المتنوعة. بعد ذلك يتبادلون الزيارات الودية وحتى الغرباء يحلون ضيوفا على القرية التي تحتفل بالعيد. يتوجه المسنون إلى كل بيت ليأكلون ويشربوا. أما الأطفال فيتبعون أجدادهم ليتذوقوا الأطعمة اللذيذة. كلما وصلوا إلى بيت وجدوا صاحبه يوزع الحلويات والفواكه والأسماك المجففة على الأطفال. وكل من ينل أكثر يعتبر قديرا سعيدا وذا صحة جيدة في السنة المقبلة.
عندما يظلم الليل يجلس جميع أفراد الأسرة حول الموقد المحفور داخل الغرفة يأكلون الأرز اللزج ويشربون خمر الأرز.
وخلال فترة العيد تلبس كل فتاة من قومية شوي سترة زرقاء بلا ياقة وبنطالا من القماش الأسود ووزرة سوداء وتلبس أيضا حلقا وعقدا وأساور وغيرها من الحلي الفضية. ويتجمعن مع الفتيان ينفخون لوشنغ وبوقا صينيا ويعزفون على الربابة ويضربون الطبول النحاسية ويشدون أغنيات شعبية ويرقصون رقصة الطبول النحاسية المتصفة بأسلوب خاص. وعند ذاك يقوم رجلان بضرب الطبل النحاسي الذي يبلغ قطره نصف متر ووزنه ثلاثين كيلوغراما على الأقل، ورجل آخر يضرب الطبل الجلدي الذي يصنع بقطعة من جذع شجرة البولفينية المفرغ وطوله متر تقريبا ويغطى من كل جانبيه بطبقة من جلد البقر. يأخذ الطبال في يده اليسرى قطعة من شجر الصندل ويضرب الطرف الأيسر من الطبل النحاسي وفي يده اليمنى نقارة الطبل المربوطة بالحرير الأحمر ويضرب وسط الطبل النحاسي. ويقف خلفه رجل يحمل بين ذراعيه دلوا خشبيا فيدفع الدلو إلى الأمام أو يجره إلى الوراء مع سرعة نغمات الطبل النحاسي متجاوبا مع صوت الطبل النحاسي. وفي الوقت نفسه يقف طبال الطبل الجلدي إلى الجانب الأيسر لطبال الطبل النحاسي ويضرب عليه مع إيقاعات الطبل النحاسي. وبذلك تنسجم ضربات الطبل النحاسي مع الطبل الجلدي مكونة موسيقى رائعة.
خلال فترة العيد تقام على منحدرات دوان (منحدرات السنة الجديدة) سباقات الفروسية وشد الحبل ومصارعة الثيران وغيرها من نشاطات التسلية، حيث يتوافد أبناء القومية الأخرى والفرسان المهرة إلى المنحدرات. وعلى ملعب سباقات الفروسية شيوخ مسنون في العقد السابع من عمرهم وأطفال في السادسة أو السابعة من عمرهم. وبالرغم من أن بعض الشيوخ لا يشاركون في السباق إلا أنهم يصرون على امتطاء الخيول ويدورون عدة دورات حول الملعب تعبيرا عن تهانيهن الحارة. وفي مناطق أخرى، وقبيل بداية سباق الفروسية، يدعى شخص مرموق ليمتطى الخيل ويدور دورة حول منحدرات دوان ثم يبدأ الفرسان المشاركون يخطفون الرايات التي تنتصب خلال مسافات الجري.
بالإضافة إلى نشاطات التسلية، فإن الهيئات التجارية تبيع، خلال فترة العيد في منحدرات دوان وبجانب ملعب سباقات الفروسية، الملبوسات الجاهزة لقومية شوي من مختلف الأنواع والدنتلا والمخمل والحرير والحلي الفضية المتنوعة وغيرها من الأشغال اليدوية التي تحتاج إليها أبناء قومية شوي.